ليْـل

2.5K 162 471
                                    

"لكنني أحترق ايها الكاذب"صرختُ فيه ولم يصلني شيءٌ سوى الصمت، اصمت انت ايضًا، وليصمت العالم كله معك فأنا صامتٌ منذُ اعوام، لم تخترق شفاهي كلمةٌ هاربه، فلماذا سأرجو حديثك؟

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"لكنني أحترق ايها الكاذب"
صرختُ فيه ولم يصلني شيءٌ سوى الصمت، اصمت انت ايضًا، وليصمت العالم كله معك فأنا صامتٌ منذُ اعوام، لم تخترق شفاهي كلمةٌ هاربه، فلماذا سأرجو حديثك؟

"اخبرني"
قال بنبرةٍ غليظه جرّاء جلوسه المفاجئ بجانبي، رفعتُ اكمام معطفي امسح دموعي، لكن لسببٍ لا اعلمه كان اصطدامُ كتفه بكتفي وهو يُزيل بقايا الثلوج من يديه يُكسّر قلبي حتى الصميم، التفت اُحدق فيهما وكلما اطلتُ التحديق وسكنت عيوني فيها، شعرتُها تضيعُ في الثلج لشدة بيضاها

"من ابكاك هذهِ المره"
لم أُبعد ولو لثانيه عيوني عن يديه

"هذهِ المره؟"
سألتهُ ساخرًا من حالي ليسَ منه، فهمهم بهدوء يُخرج قفازاته الجلديه ويرتديها بهدوءٍ تام وكأنهُ لم يلحظ تحديقاتي ابدًا

"أوليسَ بكاؤك الثاني لليوم؟"
بلى، لكن ماذا أفعل أخبرني؟ لا أنا قادر ولا أبي قادر ولا أي شخصٍ آخر على اسكات هذهِ الدموع المنهمره، انت حتى لن تتصور مقدارُ التعب الذي يسكُنني كلما ادركتُ خساراتي

لم املك اجابةً حينها، التزمتُ صمتي اضيع في بياضٍ واسع المدى، لم اشعُر ولو لمره ان هذا البياض يُنقّيني لكني واصلتُ النظر أهرب من اسئلته المؤلمه ويغرق عقلي وكل شيءٍ بي في سوادٍ حالك كالمقبرة

"هربتَ من والدك؟"
اخترقت نبرة صوته الدافئة طبلة اذني وجدران قلبي بعد كل هذا الصمت البارد، ابتسمت اتجاهل رعشة اصابعي المُتجمده واحسُ بشفاهي ستتكسر لشدة ما عضضتُها محاولًا ازالة خدرِها

"لا"

"أواثق"
عقدتُ حاجباي!
انا بالفعل خرجت من المنزل امامَ والدي، هل ركضي يعني اني هارب؟

"اجل"

"ستسوء الأمور بيننا ان حاولتَ الكذب"
عادَ قلبي يتجمد من جديد حينَ التمستُ التهديد في نبرته ولكنه سُرعانَ ما عادَ يدفئ رويدًا رويدًا وانا اراهُ يُنظر الى ارتعاش اصابعي الذي اشتد، آهِ يا الهي كيف يمكن للمرء ان تحترق يديه دفئًا من عيونٍ فقط؟

شتاءٌ أخرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن