Part10

783 22 0
                                    

بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
🦋 الفصل العاشر🦋

إرتجف جـ.ـسد ذاك الواقف خلفها وهو يستمع إلي حوارها ذاك الذي نزل علي قلبه كمادة كـ.ـاوية أحـ.ـرقته وجعلتهُ يصرخ متـ.ـألماً،شعور بالغيرة والألم والمرارة تملكوا منه وسيطروا علي كل ذرة بجـ.ـسده حتي باتت جميع عروقهُ تنتـ.ـفض غضباً وغيرة لو خرجت منه لأشعـ.ـلت كل ما حوله وحولتهُ إلى لهيب

نظر عليها وهي تنتحب وتشهق بشدة على رجُـ.ـلها وحبيبها السابق،كّم أَحَـ.ـسَّ حينها بالمهَانة والأسّى والوجـ.ـع،إن أسوء ما يشعُر به الْمَرْءُ على الإطلاق هو تمزق الروح بفضل الغَيْرَة على المحبوب،كّم أن مذَاقها مُرّاً كَالحَنْظَلِ

إبتلع لعابهُ التى صَار مذاقهُ كَالعَلْقَمِ، بصعوبة تمالك من حالهْ وتحمحم منضفاً حنجرتهُ كي ينتبه الجميع له،شعرت بعالمها ينهار من تحـ.ـتها خشيةً من يكون إستمع لكلماتها تلكْ،إرتبك داخلها وسريعاً جففت دموعها لكي لا يراها ويحزن داخلهُ وتقـ.ـتلهُ غيرته الشديدة عليها،تعلم جيداً أنهُ يُحبها بل ويعشقُ جُل ما بها،لكنهُ فى الغيرة يتصرفُ بجنون

أخرجت سريعاً نظارتها الشمسية وارتدتها كي لا يُلاحظ إحمرار عيناها جراء دموعها،رأها "مروان" وشعر بالغضـ.ـب وانقبـ.ـاضة بداخل قلبه

هرول أنس إليه وهتف بنبرة حماسية وهو يقترب من ذاك الذي حملهُ وأسكنهُ داخل أحضـ.ـانه:
-باااابي

إستدارت ثُريا خلفها ونظرت إليه وتحدثت بخفوت وصوتٍ يبدوا عليه التأثُر:
-تعالي يا "ياسين"،واقف بعيد كدة ليه يا حبيبي؟!

تحمحم كي يُنظف حنجرتهُ وتحدث بنبرة جادة لملامح وجه مُكفهرة إرتسمت رُغماً عنه:
-مش عاوز أزعجكم يا أمي،أنا خلصت الإجتماع بدرى وجيت علشان أطمن علي أمانكم وأرجعكم البيت بنفسي

وأكمل وهو ينظر بحِـ.ـدة إلي تلك التي تواليه ظهـ.ـرها وهي منكمشة علي حالها دون النظر إليه حتي لا يري إحمرار أنفها:
-أنا هستناكم في العربية علي ما تخلصوا زيارتكم

هلل الصغير قائلاً:
-أنا هاجي معاك يا بابي

قال كلماته وانسحب حاملاً الصغير وأستقل سيارته الواقفة بعيداً، جلس بمقعده أمام مقود القيادة ثم نظر عليها وحسرة ملئت قلبه وهو يري تأثُرها الشديد،نـ.ـاراً تُشـ.ـعل داخلهُ جراء كلماتها التي باتت تتردد داخل أُذِناه وكأنها صدي صوت يتكرر ويُجلجل برأسهِ

أما ذاك الفتي الذي نظر بحِـ.ـدة للتي تَبدَل حالُها ورأي رُعبها من مجرد إستماعها لحمحمته وتحدث متسائلاً بنبرة غاضـ.ـبة وأسلوب غير لائق لمحادثة والدتهْ:
-هو إنتِ ليه سكتي ومسحتي دموعك بسرعة أول ما سمعتي صوت عمو "ياسين"؟!

إرتبكت من سؤال صغيرها وحمدت الله أن ثُريا لم تستمع إلي سؤال حفيدها وذلك لإندماجها مع قراءة القرآن الكريم بصوتٍ عالْى،أجابتهُ بزيف ونبرة خافتة للغاية:
-طول عُمرى وأنا ما بحبش أعيط قدام حد يا "مروان"

رواية قلوب حائرة الجزء الثانيWhere stories live. Discover now