<<أحمَر>>

1.1K 65 19
                                    

(في قاعة الملك)

كان وجهه شاحبا كأنه لم ينم لسنوات طويلة! ..
ولكنه فعلا لم ينم طوال هذه المدّة!..
كان يصارع النوم والنعاس ولكنهما قريبا سيتمكنان منه! كل كائن على وجه هذه الأرض يحتاج للنوم حتى وإن كانت أقوى المخلوقات.

تنهّد وقال بصوت خافت متعب .
."إياك أن تثق !  لأنك ستُخذَل!"

كانت هذه عبارة صادقة تنبعث من الملك ل"أحمر" الذي يقف مستغربا منه

"أحمر" وهو ينحني بجذعه العلوي للملك
'"هل تقصد أمراء الممالك يا سموك؟"

طأطأ برأسه .."نعم!"
شدّ على قبضته بغضب وأردف
.."هم ينتظرون سقوطي ! أنا لست غافلا عن نواياهم أبدا ، لقد عمّرت على هذه الأرض أكثر من أربعين ألف عام لا ليأتي جآن قد عمره لايتجاوز الثلاثة آلاف عام بخداعي !

ابتسم"أحمر" لكلام الملك أبراهار وسأله بغتة ..
"ماذا عني يا سيدي ماهي نواياي اتجاهك!"

ضحك الملك بوجه شاحب ولكنه سرعان ما ارتسمت عليه ملامح الجدّية
.."أنت؟"

.."نعم؟"

.."أر فيك الولاء والصدق ولاوجود لريح الخيانة والكذب على محيّآك لذلك أنا لا أثق بغيرك في هذه المملكة!"

جمع كفّيه وأردف ..
"هذا لشرف عظيم أعتز به يا جلالة الملك!"

رفع يده مسكتا اياه وقد بدى عليه القلق وقال
بنبرة من السخط
.."ماتملكه من ثقة ماهو إلا سلاح ذو حدّين ..
أي أنك لو فكرت بخيانتي يوما سأجعلك ترى الموت خلاصا لعذابك!"

أنزل "أحمر" رأسه وقال
"حياتي مكرّسة لخدمة مولاي الملك "

إتكأ الملك على ظهره ومدّ ذراعيه على يد العرش ثم رفع رأسه الى السقف وهو مغمض العينين ..

..."يبدو أنني لن أقاوم هذا النوم كثيرا يا "أحمر" -لذلك ستكون خليفتي في وقت سباتي.."

إنتفض "أحمر" كأن صاعقة نزلت به وقال بصوت متهجم ..
"أنا! لا ياسيدي مسؤولية أخشى منها!"

طرق أصابعه على العرش وقال بغضب ..
"هذا قراري وقد تم! منذ متى يتم مناقشة قرارات الملوك يا "أحمر" ..-

وضع قبضة يده على منتصف صدره وضربه بقوة ..
"العذر منك جلالتك وسأكون حاملا لهذه المسؤلية ريثما تعود!"

_____

إستأذن عليهما شيخ كبير بالدخول .. وما إن رآه الملك حتى استقام في جلسته .
كان القلق قد نال نصيبا من ملامحه .. وما زاد الأمر تأكيدا هو تأتأته في استخراج الحروف ...

الهَجيِنَة~🌬Where stories live. Discover now