عَودَة لِلورآء قَليلآ《《

916 57 4
                                    

عادت "عبريقة" في اليوم التالي الى سوق البشر، وصلت عند مصطبة بآئع القماش لتجد النسوة مكتظين عنده كعادته .. انحشرت بينهم حتى وصلت عند قطع القماش وحملت أحدها، ثم قامت بلفّها حول خصرها وبدأت تتمايل وترقص كالأميرات ..حتى سمعت صوتا مألوفا يحدثها

.."هذه القطعة نادرة في هذه البلاد ،ويبدو أنك أندر منها "

ابتسمت "عبريقة" لإطراء التآجر صاحب القلادة ولوّحت له بالقماش ..
"كم تبيع هذه القطعة؟"

.."مقابل ابتسامة من ثغرك الحسن ورقصة من خصرك المنحوت .."

ضحكت بصوت عال حتى برزت ضواحكها وغمازة على خدها الأيسر
.."حسنا موافقة سآخذها!"

بقيت عبريقة تدردش مع هذا التاجر الذي تقابله كل يوم بعدما تتسلل من حصن الجآن خفية مرورا بالغابة الملعونة حتى تصل الى مكان البشر وتتجه مباشرة الى السوق للقاءه

..وكعادتها دائما .. حتى جاء اليوم الذي تأخرت بالخروج من الغابة الملعونة لوقوعها في أحد أفخاخ الأقزام المهووسين بالذهب والإكتناز ..
واضطرت أن تدفع لهم خاتم والدتها البنفسجي للخروج من ذلك الفخ اللعين لتصل الى من يهفو قلبها له وتسر حياتها لأجله ..

وصلت الى السوق لتجده شبه فارغ، والتجار يحملون سلعتهم بغية الرحيل .. وكان من بينهم التاجر " جويوم" صاحب القلادة ينتظرها بقلق عليها حتى انفجرت أساريره حيننما رآها تقترب منه ..

..."ظننتك أنك لن تأتي!"

.."وهل يخفى القمر!"
ضحكا بصوت عال من جملتها التي تعلمتها من تكراره عليها وقالت بنبرة انوثة وتغنج وهي تلوي خصلة شعرها حول سبابتها..
  .."هل كنت سترحل دون أن تراني؟""

ابتسم لجمالها وأردف
.."بضاعتي بيعت من زمن ولم أغادر لأنني لا أستطيع أن أفرط في وجهك الجميل يا عبريقة ..!

أمالت رأسها وبقيت تنظر اليه بحب .. اقتربت وجمعت ذراعيها خلف ظهره وضمّته بقوة .. ثم قبّل يديها وضمّهما الى صدره ..

تلمّس فراغا بين أصابعها وسألها عن خاتمها الجميل فأخبرته أنه ضاع منها في طريقها اليه وهذا سبب تأخرها عنه ..

ومضت الأيام والشهور على هذه اللقاءات الغرامية والدردشات اليومية حتى وقعا في شراك الحب والهيام!..

لقد أخبرها ذات مرة أنه سيلقاها أمام شجرة التفاح عند بستان قريب من السوق وأنه سيحضر مفاجأة معه ..،إنتظرته بفارغ الصبر حتى ظهر في الأرجآء
إقترب منها جاثيا على ركبته وقد أخرج علبة صغيرة من الفضة .في قلبها خاتم ذا فص أبيض لمّآع كالنجوم وأردف جملة أسقطت قلبها بين أحضانه
..
.."هل تقبلين الزّواج بي؟"

الهَجيِنَة~🌬Where stories live. Discover now