عوَدَة مَلِكِ الجَآن¤

887 50 8
                                    

..بعد مرور شهر ..

لقد تعوّدت"نورسين"العيش وسط بني الجآن ،خاصة عندما كان أحمر يسمح لها بمغادرة القصر في غالب الأحيان وتفقد مكان الجان الذين يعيشون فيه..
كانوا يشبهون البشر في كل شيء عدا لباسهم وطعامهم وفصائلهم وطريقة حياتهم و.....

في الواقع لم يشبهوا البشر إطلاقا!!!!

لقد كانوا يعيشون كالقبائل فيما بينهم ،وهذا زاد من فضول نورسين لزيارتهم جميعا.. عدا قبيلة والدتها"عبريقة" التي لازالت تسمع قصصا مسيئة عنها وعن خيانتها لقبيلتها بل لممالك الجآن جميعا ..
وكان المرشد لها هو "المدون"الذي خصصه الملك سابقا في ايجاد طريقة لفسخ القوى عن الهجينة في أقرب وقت ولكن جميع تجاربه تبوء بالفشل في كل تارة يحاول ذلك..

وبعد أيام معدودة.. استيقظ الملك من سباته.. فتح جفونه ببطئ فتملّكهُ صداع أليم..شعر بيد صغيرة تلمس مقدمة شعره ،كانت صورة الفتاة غير واضحة فبؤبؤآه لم يستقرآ بعد..
كان همّه الوحيد هو ذلك الخاتم البنفسجي بين  أصابعه ..خاتم السبآع الحُدُب..

كان يتكلّم بلسان ثقيل ،وصوت مبحوح ..ولكنها فهمت حروفه المبعثرة حين سألها .."كيف!"

بينما الفتاة منشغلة بتجهيز بعض الطعام والماء له ..أردفت مبتسمة .."كيف ماذا!"

.رفع سبّابته إتجاه أحد السّباع الذي كان مستقرا عند فوهة الكهف يترقّب "نورسين" من بعيد بنظرات حذرة .

ابتسمت بتفاؤل وأخبرته أن السباع الحُدُب لاتهاجمها لأنهم يعلمون أنها من نسل الملكة "عبرامة" أول سيّدة عليهم.

ألصق كفّه بناصيته محاولا أن يحجب لهيب شعلة النار على مقلتيه.. كلّما كان الضوء زاد الصداع!  ..
اطفأت "نورسين" الشعلة وطرقت أُصبعيها ليشتعل نور خافت جدّا يشبه الوميض ..

.."هل تشعر بتحسن الآن أيها الملك؟"

أجاب بتلبّد
.."أين أحمر؟"

وقفت مستقيمة وهي تنحني أمامه بينما كان يحاول الجلوس
.."أحمر في قاعة العروش.. يحقق في غياب أميرين من ممالك الجآن.."

وقف بمشية متمايلة كخمّآر أسكر ليلة كاملة.. وسأل بحيرة
.."من هما هذين المتمردين!"

أمالت رأسها وهي تراقب اقترابه من قدح الماء
.."الأمير "وصبال" والأمير "بحر" مفقودان!"

لملم كفّيه وهو يجمع بعض الماء من القدح
..'بحر! أليس مسجونا!"

اردفت بقلق
.."لقد هرب .."

الهَجيِنَة~🌬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن