الهَجيِنَة~🌬

ذِئآب الضّبآب-

سار "بحر" في الطّريق الذي دلّه البئر في درب طويل كثيف الأشجار من جهتيه .. حتى كاد يقترب من ضباب كثيف لايُرى شيئا دآخله..
ضيّق عينيه محاولا النظر الا أنه باء بالفشل..
جمع راحتي يديه وبدأت طلقات المياه المندفعة نحو الضباب تحاول أن تشتته .. ولكنه كان كسحابة كثيفة تأبى الافتراق .، اقترب منه مستسلما في الدخول فيه حتى همس فيه صوت خلف الشجرة..

."إياك أن تقترب! الضباب مسموم"

توقفت خطوات "بحر" عن السير وأصبح يلتف برأسه يمنة ويسرة صارخا
.."من هناك؟"
.
الصوت الهامس
..'"صه! توقف عن جلب الانتباه أيها الغبي..!"

..
تسمّر مكانه حتى رأى رجلا بدينا قزما يظهر بين الشّجر ،

بحر.."أنا أريد استرجاع صديقي !، والرّحيل من هذا المكان البائس!"..

.."حسنا.. ولكن لن تستطيع تجاوز الضباب المسموم أو حتى تلك الذئاب المتعطشة للدماء ..!" ..بهمس

..أغمض بحر جفونه وبقي صامتا لمدة لاتتجاوز الدقيقة حتى بدأت الأرض تهتز من حوله لتجتمع المياه الجوفية التي أتت من كل مكان على شكل زوبعة كبيرة أحاطت به من كل جانب ليدخل وسط الضباب الذي بدأ ينقشع من قوة الزوبعة المائية..

بعد تجاوزه الضباب.. وصل إلى واد خال من الحياة.. فقط الكثير من العظام الملقاة في كل مكان وبعض الصقور المرفرفة بجناحيها المعلّقة في السماء..

..بعد سير لمدة قصيرة وصل الى فوهة كهف مظلم .. دخل لتفقده فكان خاويا.. ولكن المفاجأة حين خرج ووجد حشدا كبيرا من الذئاب المزمجرة تنتظره خارج فوهة الكهف.

تذكر كلام "البئر الغامض" وأبعد أنظاره عنهم.. مشى بخطوات حذرة رافعا راحتي يديه ليندفع الماء بتيّآر قوي جدا فرّق صفوفهم المحاصرة له .. ازدادت زمجرة الذئاب وأقبلت تهاجمه من كل حدب ..،لم يستطع الفرار منهم فكل ذئب بحجم مضاعف على جسده الإنسي، تخلّى عن تحوّله وأطلق العنان لحراشفه التي بدأت تطلق مآدّة مسمومة تعمي كلّ من اقترب منه ..

أخرج زوبعة من تيّار المياه وسط المعركة إذ تطايرت على إثرها أجساد الذئاب المزمجرة ،
ولكنها سرعان مااستعادت قوّتها عائدة نحوه..
كانت انفاسه قد بدأت بالتثاقل وكاد يُهزم لولا ظهور ذلك الشّآب الضخم الذي ظهر فجأة وسط الذئاب التي انحنت عند ظهوره ..

.."مالذي يفعله جنّي مثلك على أراضينا!"

مسح "بحر" الدماء على وجهه وأجاب بنبرة ساخطة ..
.."كلابك اللعينة قد خطفت صديقي!"

الشّآب بشيء من الغضب
"..ذئابي لم تخطف أحدا.. بل هو من أتى إلينا..!"

"بحر" متحدّيآ
.."أريد استرجاعه والا لن أخرج من هنا دون سلخ فراءكم جميعا!"