030

628 52 154
                                    

اوصل للينتون كلامي
واشرت الى احد الحرّاس، اقوم بتعديل ياقتي، ادعُ حزني يُفرغني عن كل مشاعري، واعود فارغاً. اعود الى ما عليه انا. اعود الى تلك اللحظة اللتي لم اكُن اعرف فيها من يكون تايهيونق. الى الساعات اللتي كُنت اقضيها وحدي، مع ظلّي، ووالدي في جناحي

اخبرهُ بأنّ هذا امرٌ لا عودة فيه،
فليتنحى عن منصبه، وليترُك القصر ويغادر.

واخذت امشي الى الامام، لم اكُن اعلم تماماً الى اين اتّجه، لكنّي كنت اعرفُ بأن الطريق سيأخُذني الى حيث سأنسى ما حصل. الى حيثُ بإمكاني ان اُفرغ عني، عن هذا اللذي في صدري. عن كل تلّك الأفكار اللتي تأكُل رأسي. ووجدت نفسي في لحظة؛ اقفُ امام بوابة السجن، لماذا جئت بنفسي الى هُنا؟ ووجدت نفسي في لحظة اُخرى، اسحبُ حارسا ثانياً واقول

هل تعرفُ الوزير لويس؟ وذاك، لا اعلم حتى مكانته
سيل؟
واومئ لي ايماءةً مهتابة، لازوّد على كلامي

اجلبهما الي
وانزحت ادخل السجن، انتظرُ الى كل المسجونين، بعضهم خونة، والبعضُ الآخر مندسيّن حربيين، وبعضهم هاربين من الحرب القدمى، ولكن لماذا اريد جلب الاثنين هُنا؟ ولا اعلم، ولم اوقف نفسي، بل وعدتها ان اتخلص من كل ما كان السبب. ومن كل ما حث تايهيونق على تركي. ومن كلِ ما سلبني حُريتي. وراحتي. ونجاتي. والفراشةُ في حقلي

انحنى لي بعض جنود السجن، والجلّادين هُنا، واخذت اخلع ردائي بخفة، ارفع اكمام قميصي، افتح الأزرار الأولى، وارفعُ شعري، وشعري؟

هل تملكُ مقصا؟
سألت احد الجلّادين، كنت اعرفه. هذا الرجلُ يعمل هنا منذ عصر والدي. واومئ لي لاخبره بأن يتقدم مع المقص واقول

قُصَّه كُلّه.
واشرت الى شعري. سحبت كرسياً من امامه وجلست عليه، كان هذا الرجل يعرف ابي بأنه لا يتراجع عن كلامه، لذا ظنّني مثله. وتمنيت لو اكون. تمنيت ان تُزرع شخصية ابي بي، او ان اموت انا. ولماذا مات هو؟ او لماذا قُتل. ولماذا لم اُقتل انا. فبعد كل ما حصل، فكرت في السبب اللذي قد يقود لينتون لفعل كل هذا.. فقد فهمت اخيراً بأنهما رُبما تكون خطة منه، فمن يجلب ابنه ويسلمه بهذا الشكل؟ وان كان لأجل الرعاية، فلم لم يجلبه ليحضى بالرعاية ويذهب؟ ولكنه لا. اراد قلبي. واراد عرشي. فلما قد يصرُّ تايهيونق على هروبي بهذا النحو؟

ولماذا يريدُ الهروب. فلا يبدوا لي الصبيُ غبياً لئلا يعرف مكانتي الى هذا الحد. ومن قد يضمنُ لي بأنه ليس مرسولاً؟ وتلك الرسالة .. ماذا اذا لم يكُن تايهيونق مريضاً اساساً؟ وهذا ما اردت معرفته. اعتقدُ بأن هذا ما حثني لأن أأمُر بجلب سيل هُنا، ولويس. واللعنة على لويس

أسفوديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن