015

267 31 24
                                    

هل يغضبك كوني هكذا؟
وإتكأت على كتفه. شعرت به يومئ بلا. لذلك هدأت. وجعلته يستقر بنفسه. اعطيته المساحة ليتعود على أصابعي في داخله

كلا، لكنّي أريد ان اراك بنسخة جديدة
ثم بلطف قال، وشعرت بأني لو رأيت عيناه لوجدتهما يلمعان ناحيتي.

هل لا بأس، ان استمريّنا على ما نفعله الآن؟
اراه يصمت، ثم يحمرّ خديه كوردة

لما تسألني؟

الا يجبُ علي ان افعل؟
اومئ. وسخرت منه انا، ثم اكتمل ذلك الصباح بطريقة غريبة. وليس ذلك الصباح وحسب، كانت الايام تسري، لا اعلم كم منها قد مر. ولا اعلم كم تقريبا المدة اللتي قضيتها معه هنا، وحدنا في اليابان. حتى انني تعلمت اليابانية. قليلا منها وحسب، ووشم لي تايهيونق ظهري بالكثير من الندف، ويداي بأوشمة غريبة من الاعلى وحتى الأسفل. واوشمت ظهره انا بأسمي. وحتى انني، استمريت بالذهاب معه الى ما يريد. الى ما يشاء. ان كان سيقتل احدا، او يركض في الحقل. ان كان سيزرع وردة، او يحرق شجرة، سأكون معه انا بطريقة لا ارادية

ولم اعد اذكر شيء عن نفسي. نسيت لوهلة بأنّي كنت ملكا، عشت كشخص عادي. اقل من عادي حتى. تعلمت اشياء كنت اجهلها، اشياء لم افكر قط بتعلمها. ذقت طعاما لم اذقه. زرت ورأيت عالما لم يكن يشبه عالمي. ولم اكن ارغب في داخلي ان اعود.. فقد تخلصت من والدي. والدتي. تخلصت من عقدة القصر والعرش. تخلصت من لينتون ومطالبه، ومن المسؤولية اللتي كنت اشعر بأنّي لن اكون كافيا لها، وغير ان هذه الحياة تعجبني. يعجبني ان اعيش طيلة ايامي معه، ان اراه في الصباح والمساء. يعجبني ان التمس كل هذا الحب والصدق طيلة الساعات والدقائق

وكان شعوري مختلفا. لم اكن اشعر معه بأنّ شيءً ما ينقصني.

كان يختلق فيّ كل ذلك الرضا اللذي يمنحني السبيل والطريق لأنجو، مني، من نفسي، من الطريقة اللتي رأيت فيها روحي، من افكاري اللتي غلبتني. من رؤية الناس لي، نظرتهم، امورهم، تصرفاتهم، وحتى قابليتهم لفهمي، لمعرفة مشاعري، لإلتماس اهتمامي. لكل شيء كنت اعيش فيه

قتلت معه الى الان تسعة اشخاص. وتغيرت انا بأكملي. اصبحت رجلا قاسيا، ورؤوفا معه. وعلى الرغم من انّ حياتي كانت مثالية وكاملة، الا انها نقصَت شيء واحدا، الا وهي صحته. فقد كانت حالته الصحية تنتكس بين حين وحين، ولم اكن معلّما لمثل هذه الاشياء، لم اكن اعرف ما يجب عليّ فعله، وما لا يجب. شعرت في ليالٍ عدة بضعفي وقلة حيلتي تجاهه، وفي الاخرى، شعرت بأنّي نجاته ايضا. سبيله هو الآخر

أسفوديلWhere stories live. Discover now