014

247 24 66
                                    

سيدي أعتقد بأنّنا سنغادر معك الى اليابان
لأنه، من أين أجد شخصا استطيع الوثوق به ليأخذني مجددا الى هناك؟ وحالة تايهيونق لا تسمح لي بالإعتراض عن الذهاب. لذا وافقت. وجمعت اغراضنا اللتي شعرت بأنها مهمة، وحمّلتها معه الى العربة، وحملت من بعدها تايهيونق اليها وركبت معه في الخلف.
كان الرجل يستنكر هيئته المريضة، رُبما هو أيضا..لم يَعتد ان يرى شخصاً مليئ بالحيوية والنشاط والغرابة، مريضا بهذا الشكل.

ومرّت الأيام كذلك أيضا، واكتشفت بأنّ الملل قد قتلني في ذلك الحين. وعشت اسوء الايام اللتي قد اعيشها في حياتي. الجلوس لمدّة ساعات، ولأيام، ليس أسوء شيء. لكن الأسوء، هو مخيلتي اللتي استمرت في خلق سيناريوهات طيلة الوقت. لم تتوقف. لم أنم اطلاقا. عدت الى أرقي، وفكرت فيما قد يقوله الشعب حين اعود بغتة؟ فأنا قد غادرت بُغتة كذلك.. ودون ان يعلم احد. دون ان يعرف حتى لينتون بذلك، وما قد يقوله الحراس؟ فحتى شكلي قد تغير. غيرني تايهيونق الى شخصية ثانية تماما

ولم يكن هذا أسوء شيء كذلك، فقد كنت اجلس في عربة، امامي يقبع تايهيونق ممداً ومغطى. وكلما التفت الى جانب، رأيت والدي ايضا. واخذتني تلك الأفكار عن لما يظهر هو اساسا؟ هل هذه لعنة من نحو ما؟ ولما حين يكون تايهيونق هنا يختفي تماما؟ ويختفي اثرُه، ويختفي ذلك الرعب بأكمله

عدت بنفسي الى الواقع، كم يوما مر. لا أعلم. تايهيونق يتحسن قليلا، لكنه يعود الى أنتكاسه في اللحظة الأخرى.

وأشعر بالخجل لسؤال الرجل عن عدد الأيام، فلم أحسبها، استلقيت وحسب بجانبه. انتظر لأن تأتيني الإجابات. اُلقي نظرة مشوشة على ملامحه، العب في شعره، اتذكر كم مرّة قبلته، وكم مرّ من الوقت لم اقبله اطلاقا. ثم اتلمّس اصابعه.

ففي المرّة الأخيرة، جعلني اساعده في طلاء اظافره، طلاهم بالوردي

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


ففي المرّة الأخيرة، جعلني اساعده في طلاء اظافره، طلاهم بالوردي.

وجعلني اطارده حينها من حجرة الى حجرة، كأننا رجل عجوز يطارد عصفورا في المنزل. وغير ذلك، اتذكر كيف استمر بإرتداء ملابسا وردية قاصدا اغاضتي. وكيف انه اطال شعره، وظَفره، وعلّق به الزهور. الكثير من الذكريات جمعتني به بوعيٍ ولا وعي

أسفوديلWhere stories live. Discover now