الملحق الثاني؛ وفاة الملك.

479 47 183
                                    

-جيون *(والد جونقكوك)*

كانت الأعيادُ في المملكة، وكنّا جميعا في استعداد تامٍ لها. كان لينتون يختفرُ في القصر ليؤدي جميع الاشياء بسلالة، بينما انا اجلسُ على عرشي. اوجّه. انطُق. ولا افعل. لا افعل شيء سِوى ان ارى كل ما يجول في القصر، أأمرُ هذا، اقيدُ ذاك، احضّر الولائم، ارى الزينة. اتأكد من الزهور ولا شيء آخر، لا شيء مهم، عدا انني كنتُ مولعاً وراغباً بشيء كان أشبه بالخيال لأن أحصُل عليه

شيء يشبه الهذيان. الأحلام. يشبه الأشياء اللتي تدورُ في مخيلتنا واللتي لا نستطيع البوح عنها مهما حاولنا، ومهما اقتضى الأمر.

كان الأمر مريعاً للتفكير الا انني تأقلمت معه. تصيّرت افهم ما اريد، وما لا استطيع تحقيقه، ولكني سأحاول. لأنه وبكل وداعة اغواني، هذا الجمال الهادئ والدفين اثار جميع رغبتي ولذتي. على الرغم من انني فكرت، ونطقت الى نفسي، وتسائلت معها، عمّا أعجبني بمراهقٍ وقحٍ وسليط اللسان مثله؟ وأنا ملكٌ لي أتباعي. سُمعتي. لي مكانتي في هذه الأرض وأمام الجميع؟ لم اكن واع تماما لما اُفكر فيه، الا انّه ولعدّة المرات اللتي زرت فيها تايهيونق مع لينتون في منزله، شعرت بإنجذاب غريب. شعرت بي اقود نفسي الى الهاوية، ولكن كيف لا افعل؟ وقد اُثارت جميع غرائزي الرجولية امامه؟

كان اول مرّة اراه فيها، حين أخذني لينتون معه لأنه كان خائفا من ردة فعل تايهيونق. خائفا مما قد يحصل، ورأيته. كان ينبثق بالعذوبة. رغما عن ما يجري معه، الا انه كان مهذبا، لطيفا، مليئا بوداعة لا يحتملها ايُ شخص، ولا حتى انا بدوري، وبعمري، وبحياتي، وبما اعيش فيه. والمرة الثانية كذلك، اصطحبني لينتون لأنه شعر بأنّ عليّ المجيء، بعد سنة تماما، ولم اُخفي، قد اشتدّ جمالا، اشتدّ رقّة. وضعفه وعدم قدرته ما سحبانني نحو هذا الطريق الوعر والمحرّم، فأنا في علاقة مع أبيه .. ومتزوج، وأكبره في العمر أكثر من عشرون سنة، الا انها الغريزة. والاثارة من اثرت بي. من جعلتني ارجوا أن اتوقف عن التفكير به بهذه الطريقة، ولم استطع. وحين رأيته في المرّة الثالثة، كان قد سحقني شعوري، واردت ان اجثو ارضا امامه. اقبل قدميه ليرضى بي، او ليرضى بأن يقبلُني. ولكني توقفت، حاولت ارخاء نفسي والسيطرة عليها، لأنه من العيب ان افعل

من العيب تجاه نفسي، وأيُ عيبٍ بقى بعد كل ما فعلت؟ فقد استمنيت افكر فيه مراتٍ لا تعد ولا تحصى، وتخيلته عارياً. منتشياً. تخيلته اسفلي. يثير كل شيطانٍ في داخلي

وفي هذه الليلة، في ليلة عيد الميلاد المجيد، قررت ان اذهب اليه وحدي. بعد ان تأكدت بأن لا احد سيسأل عن ملكهم العظيم وما يفعل، وغير ان لينتون كان مشغولاً بالقصر، وحرصت ان اضع له حراسة كيلا ينتبه لمغيبي، ولم يبقى لي شيء اخاف منه. فأنا اريده حقا اليوم. اريد ان اختلي فيه حتى لو في كنيسة. في أي مكان. في ارض بعيدة، لا يهمني، كل مشاعري الممزوجة بالشهوة كانت تقودني الى منزلهم في تلك الليلة. وبالفعل، وصلت الى هناك، محمّلاً بكل جبروتي، لأطرق الباب

أسفوديلWhere stories live. Discover now