(الجزء الثالث .. فوت كومنت شير)
•••
يقترب وقت تخرجي من هذه المدرسة اللعينة ، و الأمر بالنسبة لي ليس بالشيء المهم ، لقد تخرجت من مراحل قبل دخولي لهذه المرحلة اي ان الأمر لا يهمني جداً ، لا يوجد شئ يعير اهتمامي سوى معرفة من هما ابي و امي ، و يبقى السؤال ، كيف سأجدهم او حتى ابحث عنهم؟
"اذهب لكي تنظف الممرات ايها المسكين" يمازحني صديقي بِن
ابتسمت بخفة "انه عقاب و يجب ان انفذه و إلا سيجعلني المدير انظف بيته"
قهقه بِن بصوتٍ عالي و كأن ما قلته طُرفة مضحكة "ارآك غداً ، الى اللقاء" يقول و هو يخرج من معمل العلوم
اتجه من المعمل الى الممرات الخاصة نحو الفصول لأبدأ بتنظيفها و لكني قد رأيت روز بدأت بالتنظيف و حركتها السريع تدل على إنها غاضبة و بشدة
"لما انتِ غاضبة" اقول و انا اخلع حقيبتي و ألقيها على الأرض
"سننظف دورات المياه اليوم ، دورات المياه الخاصة بالدور الثاني" تقول بتأفأف
"ممتع جداً" أنطق بإشمئزاز "و لكن الجيد في الامر انه اليوم الاخير من عقابنا" و ترتسم الابتسامة الكبيرة على وجهي
"نايل؟" تقول بنبرة كالسؤال
"ماذا" اقول و انا انظر للأرضية و اقوم بتنظيفها
"هل حقاً انت يتيم؟" تسأل
تنتقل عيناي لخاصتها ثم تذهب تلك الابتسامة التي اخذت مكانها بوجهي و تُستبدل بالعبوس ، انا اتضايق من الامر بمجرد ذكره
"نعم و اعتقد بأنني اخبرتك" اتجاهلها و اجعل ظهري يقابل وجهها و ٱكمل عملية التنظيف
"و لكن ما سبب وفاتهم؟" مازالت تطرح الاسئلة
"لقد احترق البيت و انا الوحيد الذي نجى من الحادثة ، هه من حسن الحظ"
"منذ متى؟"
اللعنة اخرسي "منذ ان كنت في السادسة من عمري"
"انا اسفة اذا كان الامر يزعجك " تعتذر
"و لكن لماذا تكلمتي عن الأمر من الأساس؟"
"اعتذر مرة اخرى" تقول ببراءة
"في الحقيقة انا لـ لقـــ ، سأذهب لدورة المياه" اقول بتردد و اترك المكنسة تسقط من يدي لأذهب مسرعاً لدورة المياه ، كنت سأتلفظ بكلمة 'لقيط' ! يا الهي ما الذي دفع لساني لقول هذا ؟
عند دخولي لدورة المياه وقفت امام المرآة لأنظر لصورتي العاكسة عليها ، تنهدت تنهيدة طويلة و اغلقت عيناي قليلا و من ثم عُدت بنظري للمرآة لأستنشق الهواء بهدوء ، اخرج بخطوات ثابتة و انظف مع روز ، رغم تلك الأيام التي كنا ننظف بها معاً إلا أن الآنسة كميليا تجعل كل شخص منا يقوم بمهمة بعيداً عن الأخر و لا اعلم لمَ اليوم قمنا بتنفيذ المهمة معاً ، اعتقد تركتنا المعلمة مع بعضنا البعض فقط لتقوم تلك الفتاة التي تدعى ب روز بمضايقتي.
YOU ARE READING
Foundling | لقيط
Teen Fictionحياتي هي مجرد لعنات فقط هل تريد ان تجرب إحداها؟ All Rights Reserved © by Bashair18