26

982 88 105
                                    

(الجزء السادس و العشرون .. فوت كومنت شير .. ما أحبكم )

•••

بعد أن أرخى الليل سدوله ، ذهبت لخارج المنزل ، فقط لأختلي مع نفسي و ٱرخي مشاعري الهالكة .

ظللت أمشي على الرصيف و عيناي تحوم في السماء و عتمتها و لمعان نجومها ، لم أظن يوماً بأنني سأتمنى الطيران في السماء و الحديث مع النجوم.

رغماً عني إبتسمت ؛ لأفكاري الخيالية الصغيرة.

تابعت خطواتي الصغيرة حتى نهاية الشارع ، لم ٱتوقف بل أكملت مسيرتي ، أخذتُ طريقاً نحو المجهول

أفكاري كانت متخابطة و مشوشة ، متشابكة و ضائعة في أن تجد مقراً لها ، و بنفس الوقت لا أستطيع نسيان تلك الفتاة ، لقد ألقت عليّ سحراً غريب ، و اللعنة؟ هل قلبي غفر لها جميع ما فعلته ليعود إلى مشاعره الأولية إتجاهها؟

قطع شرودي صوت زمير مفاجئ صادر من سيارة مسرعة مرت أمام عيناي بلمح البصر "إلهي" قفزت للخلف بغير إرادتي ، كنت سأقطع الشارع دون الإنتباه؟

هدئت من فزعي و جلت ببصري على المكان ، فرأيت أمامي حديقة صغيرة ، حديقة الحي الوحيدة في هذه المنطقة بأكملها ، إنتظرت حتى أختلى الطريق من السيارات التي تسابق الزمن بسرعتها ، قطعت الطريق بغية الوصول إلى الحديقة بخطوات كبيرة حتى أحفظ روحي من الموت ، لم ٱحب أن تصتدم سيارة مسرعة بي، و تدهسني لتأخذ حياتي معها .

تقدمت أكثر و أقتربت من الكراسي المرصوفة أمام البحيرة الصغيرة جداً ، كنت أزفر الهواء من فمي لأرى تشكّل الغيوم في الهواء و تلاشيها بإنسجام مع الجو ، ممتع بعض الشئ .

كررت زفيري بكل ما أحمله في رئتاي ، قرابة الخمس مرات و إذا بي ألتف لأرى فتاة تجلس بجانبي ، كانت حزينة و نظرها جامد على الأرض ، أنا لم أشعر بتقدمها نحوي فكيف جلست بهذه الخفة؟

كانت نظراتي الموجهة عليها مستغربة منها بعض الشئ ، حتى قالت بهدوء "كم الساعةُ الأن؟" و أدارت وجهها لي لنتوازى بأنظارنا

"التاسعة"

أزالت نظرها عني بجفاف و عادت لرؤية اللاشئ

"عفواً ، الجو بارداً بعض الشئ ألا تظنين بأنكِ ستمرضين" هي حقاً آثارت تعجبي! فكيف لها بأن تخرج من دفئ منزلها إلى برودة قاسية تصقع عظام جسدها؟

"لقد سئمت" هي تنفست "جميع العالم ممل" إستدارت بجميع جسدها لتقابلني "ثرثرة و ثرثرة و ثرثرة إلى حد الهلاك ، كلام غزل يلعب في مشاعرنا و يسقي حبنا ليكبُر ، كلام جارح يكسر قلبنا و يغزل الألم بعده لنحزَن ، تعلم ؟ أنت منهم أيضاً ، جميع مَن هم مِن جنسك هكذا" إنفجرت بكلامها علي حتى أني أملت جسدي للخلف لأبتعد عنها ، و مع هذا فلا شأن لي و لكنها تلقي اللوم بيّ ، لقد جزمت بأنها مجنونة أو قد وُضعت في صدمة عاطفية منذ دقائق عديدة فقط لا أكثر.

Foundling | لقيطWhere stories live. Discover now