21

1.1K 96 59
                                    

(الجزء الواحد و العشرون .. لا تنسوا فوت كومنت شير)

•••

أخذت خطواتي الغير متزنة لمنزل بِن و أنا ٱفكر بعمق ، تفكير جعل من بعض المواقف التي بذاكرتي تتبعثر لأنتقل بعدها في خيال مأسوي لا علاقة له بأفكاري ، وقفت مكاني لأضيق عيناي و أعود بذاكرتي منذ إلتقائي بذلك الشاب ، عدت لأحاديثه المشمئزة :-

-أنت فتاة ، حقا فتاة ، كيف لشاب بأن يضرب فتاة .

-لتعرف على من تتهجم الذكر أم الأنثى .

-سأعطيك درس لتفرق بين الجنسين .

"اللعنة ، أوكتافيا" بالتأكيد هو يتحدث عنها و عن ذلك اليوم اللعين .

أكملت مسيرتي و الغشاء المالح يغلف عيناي و الصداع يجعلني سأفقد السيطرة بأي ثانية ، أحاول بأن لا أنهار و أن لا أجعل عيناي تتحرر من قيودها ، شددت زأري و مشيت لعدة خطوات لأشعر بقطرات حارة تتدحرج لوجنتاي و أغرق بعدها في ألم عميق ، ألم وُشم بصدري و يريد البقاء ليتصدع بقلبي و يبقى أثره ببؤرة جسدي "هل كل هذا لأنني لقيط" وقفت مكاني لأهمس بغير وعي .

نفحات الهواء الباردة ، و الدموع الحارة ، الشخص الذي تركني بسبب مجهول ، حقيقتي ، نبوذي من المجتمع ، شفقة من حولي.

إستسلمت لأفكاري الحزينة و أسندت ظهري على جدار إحدى المنازل ، قبضة يدي أصبحت تضرب الجدار بخفة ، لأسرع أكثر ، و أشد قبضتي بقوة و أضرب بسرعة أكبر ثم و من غير إدراكي للأمر إستدرت و قابلت الجدار ، لأعود بضربه بشدة ، أفرغ غضبي بقبضة يداي القوية لأصقعها بالجدار و أجعل من ركلات رجلي العشوائية تضرب الجماد بشدة موجعة ، أصبحت أتخبط على الجدار و أدفع أطراف جسدي لأفرغ غليلي ، فقدت عقلي على قطعة حجر صامدة لا تشعر و لا تتحرك ، في لحظة تمنيت لو أنني حائط ، لا أتحرك أو أتنفس ، لا أتألم او أحزن ، لا أشعر أبداً .

جثيت على ركبتاي و أسندت جسدي المُهلك على ذراعاي اللتان تحملانني و بكيت ، بكيت بحرقة جارحة ، بكيت بألم قد غرقت فيه منذ شهوري الأولى بذلك الرحم المظلم الذي إحتوى على ماء مهين ، لأتكون بداخله و ٱخلق بين قمامة لأجد نفسي في متُيم كاذب بقصتي ، كذبة عشتها ، كذبة جعلتني أحتقر نفسي بعد معرفة حقيقتي ، حقيقتي التي تُختصر بكلمة -ضياع- لا ٱم و أب ، لا نسب أو عائلة ، مثل الطير مكسور الجناحان .

شعرت بالدوار يصيبني و عيناي اللتان لم أستطع فتحهما لشعوري بثقلاهما ، إستسلمت لأسقط على الأرض و أتناول هاتفي بسرعة لأستنجد بـبِن برسالة نصية قصيرة :-

[ بِن ، إلحقني ، أنا أمام منزلك بعد شارعان]

لا أعلم ما الذي حدث بعد ذلك ، أنا حتى لم أشعر بضغطي على زر لإرسال ، بقيت هنا برجاء أن يأتي ، أرجو أن يصل ، أغلقت عيناي و أصبحت ٱطلق تنهيدات عميقة

Foundling | لقيطWhere stories live. Discover now