35

788 73 86
                                    

(الجزء الخامس و الثلاثون .. فوت كومنتز شير )

•••

"إستيقظي الآن ، فنحن سنقع في مشكلة إن بقينا لدقيقة ٱخرى" لقد كانت الأمطار تهطل بغزارة و لهذا لم يكن لدينا خيار سوى النوم تحت هذه المظلة بجانب المخبز

"نحن الآن ، في أي وقت؟" سألت و هي تتثآئب بتعب و تفرك رقبتها

"أظننا في الصباح ، هيا بنا قبل أن يآتي العُمّال" نهضت من جانبها معدلاً ملابسي

مشيت قليلا للأمام و إذا بجسدي يرتعش بسبب ضرب الهواء البارد لجسدي

"إنه ثلج" وضعت باطن يدها على ظهري و أشارت على إحدى الزوايا ، لأرى تجمد مياه الأمطار

جذبت يدها بيدي "بسرعة لنخرج من هنا ، و إلا قد يظنون منا بأننا لصوص"

"من أين سنخرج؟" تابعتني بهدوء

"من الخلف ، حتى لا يشكون بنا" ألقيت ببصري عليها ، لأتأكد من وجود الدفتر بيدها و معطفي عليها ، ثم أخذت أصعد من خلال الشبك و القفز للخارج و أوكتافيا فعلت المثل "جيدة" قلت عندما قفزت أمامي

"أشعر بالجوع" إشتكت بملامح منكمشة

بحثت في جعبة بنطالي و حمدا للرب بأن هناك بعض النقود "فطيرة و نذهب للمنزل" قلت ببسمة مرهقة

"أظن بأن الشمس تحتاج لساعة ٱخرى لتشرق حتى تُفتح المتاجر ، الأفضل بأن نذهب للمنزل الآن" إرتعشت هي ثم أخذت تفرك كفيها ببعضهما

بينما أنا أشعر بأسناني تصطك ببعضهما البعض "فالنسرع" جمعت يداي بفمي و بدأت بالنفخ فيهما .

ظللنا نمشي بسرعة كبيرة و نضحك ، لم نتوقف حتى بدأت الدموع تسيل من مقلتينا ، لأنه و في الحقيقة عندما ألقت أوكتافيا سخريتها علي ، إنفعلتُ قليلاً و بدأتُ بالركض خلفها حتى أمسكها و ٱلقنها درساً لحفظ لسانها اللاذع ، و لكني قابلت في طريقي بقعة جامدة من الماء لأنزلق و أسقط بمعدتي على الأرض بطريقة مثيرة للسخرية ، في الحقيقة انا أيضاً لم أتمالك نفسي من الضحك على حالي المريع نوعاً ما.

و أخيراً بعد إنقطاع أنفاسنا من برودة الجو و الضحك ، وصلنا إلى منزلها الصغير

وقَفَت أمامي و جمَعَت يداي بداخل كفيها الصغيرة قائلة "لنلتقي قريباً"

"بالتأكيد" أجبتها ، ثم أزالت يديها عني لتخلع معطفي و تناولني إياه

"في الحقيقة النزهة التي حضيتها معك متعبة قليلاً و لكنها رائعة و جعلتني سعيدة ، أشكرك نايل" تلفظَت بخفوت و عيناها تمسح ملامح وجهي بدفئ

لأومأ لها مبتسماً و أترك لها قبلة عبر الهواء مبتعداً عنها ببطئ و مشيرا لها بيدي كوداع

Foundling | لقيطWhere stories live. Discover now