40

1K 96 159
                                    

(الجزء الأربعون و الأخير .. فوت كومنت شير)

•••

مستلقٍ على فراشي ناظراً للسقف بشرودٍ مهيب ، متذكراً جميع تفاصيل حياتي ، منذ أن بدأت أفقه الأشياء من حولي إلى الآن ، عندما خُدعت بأمر وفاة والداي ، و عندما تشاجرت مع أصدقائي ، مقابلتي لروز لأول مرة ، عطف كريس علي و بعد ذلك تبناني ، عندما تعرفت على عائلتي المتماسكة ، عندما كُسر قلبي و أصبحت أطفو على الأوهام ، عندما أخبرني أبي بوب بحقيقتي و ما سبب تركه لي ، عندما أتخذت قراراً لحياتي ، عندما تُصدر الأفعال اللاإرادية مني و يوشك الجنون على إنهاء يومي بشيئاً سئ ، عندما تركتني أوكتافيا و إلتجئت عند أحضانها ، عندما أعتذرَت مني و ألقت عهدها بيننا ، عندما صنعتُ قبلتي الأولى ، عندما كنت مراهقاً في الثامنةِ عشر ، و عندما تخرجتُ و معي وثيقة إجتهادي ، عندما أصبحت طبيباً للأطفال و ذو مكانة عالية ، عندما مرتَ عشرة سنوات ، عندما أصبحت في الثامنة و العشرون ، و عندما تزوجت من عشيقتي ، و عندما رُزقت بطفلاً جعل الأمل يبرق من عيناي ، عندما تخطيت كل ذلك ...

قطع صوت بكاء طفلي أفكاري ، فنهضت بهدوء و البسمة تشق طريقها بوجهي ، إتجهت نحوه و حملته بين يداي ناظراً لعينيه الغامقة و شعره البني الخفيف "أيها الملاك الصغير" أرخت رأسي و وضعت أنفي في عنقه لأستنشق رائحته بعمق و كأنه مصدر الأكسجين الوحيد الذي أتنفسه هنا "لقد كُنت أنتظرك منذ زمن أيها اللطيف" همست و أنا أهزه بهدوء في يداي "لتأتي و تجعل لحياتي معنى أكبر"

"هل كان يبكي ، لا بأس سأطعمه الأن" قالت أوكتافيا بعجلة و هي تخرُج من الحمام محيطة جسدها بالمنشفة

"إرتدي لباسك الأن و أنا سأهتم به حتى تنتهين" أمرتها و أنا أقترب منها "لم تمر ثلاث أسابيع على ولادتك ، يجب أن تحمي جسدك من لفح الهواء و ترتدين السترات للدفئ" ثم أخفضت رأسي لأضع لها قبلة إمتنان على خدها ؛ لأنها أنجبت هذا الملاك الذي أحتضنه بين ذراعاي

أومئت برأسها لي و البسمة الرقيقة تزين ثغرها

"و لكن لا تتأخري" نبهتها بظرافة و أخذتُ خطاي لخارج الحجرة و عيناي مازالتا تجول فيه بينما هو يطلق أصواتاً لأنه منزعجاً بسبب جوعه

بضع دقائق و إذا بهاتفي يرن في الحجرة ، فأتجهت لغرفة النوم و فتحتها "لقد إنتهيت" قالت أوكتافيا و هي ترتدي قميصها "جيد ، تناوليه" وضعته في يدها و أخذتَ هي مكانها فوق السرير لتنهي مهمتها ، بينما أنا أخذت هاتفي من على المنضدة و رأيت المتصل بِن

(أهلا بِن ، كيف حالكما؟) سألت بظرافة

(نحن نحاول بأن ننجب إبناً ثالثاً ، و أنتما ؟ كيف هي الأمور) قال و هو يضحك بخفة

(الأمور بخير على أيةَ حال......)

قاطعني (نايل ، أنا و إيميلا سنأتي حالاً برفقة روزي و زوجها و ليون و بعد ذلك سيأتي ميثان مع إيلينا و والداك و أيضاً والدك الآخر بوب ، اوه صحيح و أيضاً ستيف ، ما اللعنة ! سنأتي كلنا ، نعم جميعنا) قال بعجلة

Foundling | لقيطМесто, где живут истории. Откройте их для себя