30

889 85 113
                                    

(الجزء الثلاثون .. فوت كومنت شير)

•••

هي أول شخص عَلم مني بأنني لقيط و الأن هي أول شخص أيضاً سيعلم بأنه لدي والد "أنا لست لقيط" صوتي خشن أكثر من اللازم ، لتتفاجئ هي و تتوسع حدقة عيناها بإندهاش

"أعلم ، لا تصدقيني" همست و أنا أكبح جماح بكائي ، أطلقت زفير عميق و سحبت ذراعاي اللتان كانتا متشابكتان بخاصتها في حضنها ، ألقيت ببصري على الأرض و الرياح الباردة بدأت تزداد في قوتها.

"لا ، لا" بصعوبة نطقت "ٱصدقك"

إبتسمت بسخرية "شكراً لكِ " أخفضت رأسي و أعتمدت على ساقاي

بسرعة مضاعفة هي وقفت أمامي معارضة طريقي "إبقى" توسلت "أرجوك إبقى" ظهر صوتها مهزوزاً و متحسراً

"ماذا تعنين؟"

"إبقى قليلا"

تنهدت و قلت "أنا لست مستعد لإعادة أفعالك التــ"

"توقف ، أرجوك" ثبتت يداها بكفي الكبيرة "أنا لم أكن واعية حينها ، كنت خرقاء ، لقد كنت ٱخطط للعنات سيئة لا تُمّثل الفتاة الشريفة ، حتى،،،،،،حتى وجدت ما جعلني أتوقف و ٱفكر بعقلانية" تلفظت بسرعة مانعة نفسها من التنفس

"أرجوك" دمعت عيناها "سامحني" جذبت يدي لتقبلها ! هل حقاً ما تفعله؟

سحبت يدي بقوة منها "آسف" قابلتها بظهري و خطوت بهدوء و لكنها أوقفتني بصوتها المتحشرج قائلة "أنا لم أعني تركك فعلاً ، أنا كنت ٱفكر بحماقة ، كنت أريد أن أبدأ حياة جديدة و أن أعمل لأجني المال و أعيش كما ٱريد ، بأن أفعل كما خططت ، هل تعلم بأنني كنت أريد العمل في النوادي الليلة؟ كالحمقاء لم أكن أعلم حقيقة الحياة ، تركت جميع من ٱحبهم و حتى أهملت دراستي نايل ، و عندما علم أبي ما كنت ٱخطط له ، قام بتعذيبي حد الهلاك و قرر بأن ننتقل لقريتنا القديمة ، و بعد مرور أشهر قصيرة ، أتيت لهنا برفقة عمتي حتى أهتم بدراستي التي أهملتها بسبب فكرة حمقاء ، بسبب أفكار مراهقة تافهة لا علاقة لها بالوقع ، أرجوك لا تفعل مثل ما فعلت ، لا تدير ظهرك لي و تتركني" شهقت "أنا أعلم بأن السبب تافه و حقير و لا معنى له أبدا ، و انا ايضا لا أعلم كيف لي بأن أصيغ لك ما كنت أشعر به و أخطط له"

"تركتيني من أجل ملهى؟ ، لو أتيتي إلي لأفعل ما يفعله الذكور بتلك الأماكن كان أفضل" سخرت

"أنا ما زلت عذراء ، لا تسئ الظن" صوتها المرتجف جعل من قلبي الضعيف ينقبض أثر الألم الطاعن من خلال حديثها و لوهلة شعرت بأنها صادقة ، بأن كل كلمة قالتها كانت تعينها عن حق

"سامحني" وقفت أمامي و رفعت لي إصبعها الخنصر ، لأعود لذكرى أيامنا الصغيرة في بداية حبنا لبعضنا ، عندما كنا نتسامح بتشبيك أصبعينا الصغيرين في يد كلا منا

Foundling | لقيطWhere stories live. Discover now