38

710 71 59
                                    

(الجزء الثامن و الثلاثون .. فوت كومنتز شير)

•••

بدأت في الجري بعيداً ، كنت أجري بأقصى سرعتي بينما كتفاي تتهشم بأكتاف المشاة ، ألهث بصعوبه هارباً من الكل ، لأكون وحيداً ، أنا فقط أريد نفسي لي ، أريد أن أكون لي ، حرا طليقا لا لغيري ، أريد الإختلاء و التفكير بمُتَع الحياة ، و لو لمرة أريد أن ٱفكر بما يحلو لي ، بماذا أن أختار لأعيش لحظة تجعل من قلبي يتمنى بتوقف الزمن من شدة السعادة ، أو ألهو لأرفه عن نفسي ، أريد التلذذ بما حولي ، لا أن أمتلك الكماليات لتؤدي حاجتي ، أريد أن أحس بها ، أنا فقط أريد أن أرتاح ؛ لأشعر.

خففت الركض بالهرولة مستمراً بالهروب مبتعداً إلى اللامكان

خرجت من الحارة مهدئاً نفسي و متجرعاً للهواء بصعوبة ، فأنا أشعر بالعطش الشديد بعد ركضي و صراخي الحاد .

"كالأحمق" همست مستهزءاً على حالي

إلتََزمَت خَطواتي الرصيف الممتلئ بالأناس الذاهبة لمأويها بسبب غروب الشمس ليسدل بعدها الليل ستاره ، مر القليل من الوقت و إذا بالكل يختفى عن أبصاري بسرعة غريبة ، "ما العجلة في ذهابكم لبيوتكم" نطقت بسخرية

و أنا أخطو بهدوء لمحت محلاً صغيراً يبيع الفطائر ، فتفحصت جعبتيّ بنطالي و كان هناك مصروفاً

تقدمت إلى المكان بهدوء حتى وازيت بابه ، مررت يدي بين خصال شعري الأشعث مروراً بوجهي لمسحه.

وطأت رجلي على درج المحل لنية الدخول و الشراء و لكن وجود الرجل أمام الباب الزجاجي و غلقه بوجهي فجأةً أدهشني ، نظر إلي و رفع يده مشيراً لي بالذهاب ثم وضع لوحة مكتوبٌ عليها مغلق؟

صعدت على الدرج و طرقت الباب بقوة و غضب ، نظر لي بنظرات مستعجبة ، و لكني ما زلت متسمراً بالطرق و الضرب بباطن يدي ، حتى أزعجته ، قام بفتح المحل بعينان واسعتان "ماذا تريد أيها الشاب؟"

"لماذا أغلقت المحل ، هل أنا وحش لتمنعني من الشراء؟" نطقت بغضب يشوبها السخرية ، ليرد عليّ بسخريةً حادة "أيها الغبي ، ستزورنا الأن عاصفة رعدية جميلة ، ثانياً ، أنت لماذا تتجول في الشوارع الأن؟ إذهب لبيتك ، فالكل إحتمى بداخل منزلهُ إلا أنت المتسكع الوحيد هنا ، لقد حذرّوا الجميع في الهواتف و نشرات الأخبار ، كيف لك بأن لا تعرف ، هل أنت منفصل عن العالم أم ------ "

لقد تفاجأت ، انا حتماً وقعت في ورطة ، رغم ثرثرته اللامعقولة لم ٱجيبه و لكن عند قوله عواصف رعدية فهو حقا أثار الرعب بداخلي ّ

ألقيت بصري عليه بنظرات غير مفهومة أو بالأصح مذهولة ، ثم تجاهلته مديراً له ظهري عائداً للمنزل اللعين ، صاحبتُ في طريقي بعض الشتائم الموجهة لليون و ميثان ، فأنا لست في طاقةً كافيةً لتحملهما

Foundling | لقيطWhere stories live. Discover now