3) لقاء

927 76 7
                                    



قطع حبل افكاري صوت وصول رسالة إلى هاتفي ، فتحـتُه وفاجئني محتواه !

رسـالة نصـيّة جديدة !

" فتح "
___________________
+1 813-308-4174 : من

أراكِ غداً عند تسلل خيوط الشّـمس الذّهبية إلى نافذتكِ الصّغيرة ، في تمام السَّاعَة التاسعة صباحاً . .
مقهى Peet's Coffee & Tea .

عمتِ مساءً .
_____________________

لا اعلم لماذا ولكن اول ما خطر على بالي كان الرّجل الَّذي التقيته في تلك اللَّيْلَة المُمطرة وفي ذلك المصعد . . !

حتماً هو الَّذي ارسل لي تلك الرّسالة . .
ولكن ان كان هو ؟ فكيف حصل على رقم هاتفي ؟ عادةً لا أُعْطِيه اي شخص ، ولم اذكر انه سألني عن رقمي !

كيف إذاً ؟

لن أُنكر وسأُقرّ أَنِّي اشعر ببهجة وسعاده حافلة

ولكن شدَّني  ورقة على الطّاولة كُتب عليها :

********************************هايلي لا تنسي اننا غداً سنناقش امر مصاص الدماء الجديد
X Fiona .
********************************

اوه فيونا الهذه الدّرجة انتِ كسولة ! تكتبين على ورقة !

ضحكت بخفّة وفضّلت ان اذهب الى ثلاجة المخزن لتناول بعض اكياس الدِّمَاء ولكن جرّني صوت انين وبكاء في آخر الرّواق ، الى حيث هي غُـرفة فيونا ، كلّما اقتربت كلما ازداد صوت البكاء شيئا فشيئا الى ان أصبحت لا يفصل بيني وبين الغرفة سوى باب ..

ترددت كثيراً في فتحه وقلقت ولكن صوت بكاء فيونا كان فوق كل شيء فأسرعت بفتحه بملامح يكتسيها خوفٌ وقلق .

- ما بكِ فيونا ماذا جرى !

قلت وانا اهرع نحوها واضمّ وجهها  نحو صدري ، اعانقها بحراره لعلها تهدأ ولكن مازادها هذا الا بكاءً وتشبثاً بي .

كانت عينيها الغائرتين منتفختان من شدّة البكاء ، وجها محمرّ ، وثد تشكّل خطّان على خدّيها من الدّموع .

لم أشأ ان اسألها عمّا جرى مجدداً فهذا حتماً سيزيدها هلعاً ، سأنتظر الى ان يحين الوقت المناسب لها ، وقتذاك سأفهم كلّ شيء .

بقيتُ معها الى ان ثقُل جفناها فأغمضتهما بهدوء ، استسلمت للنوم وانتظمت انفاسها .

__________
صباح اليوم التّالي
8:00AM .
________

شعرت ببصيص نور يخترقُ النّافذة ولاح ضوء في الأُفق ، فتحت احدى عيناي بكسل والأخرى مغمضة ، تلفّتُ نحو السَّاعَة لأجدها الثامنة !
يا الهي أرجو ان لا أتأخّر على موعدي مع مجهولي ..

اغتسلت وارتديت ثياباً أنيقة وبسيطة ، سرَّحت شعري وذهبت لإعداد وجبة الفطور لي ولفيونا وتوجّهت للاطمئنان عليها .

طرقت الباب ثلاث طرقات منتظمة وجائني صوتها خائراً .. وباكياً ؟ ربما !

- ادخل .

- صباح الخير !

- صباح النور .

ردّت علي بصوت مبحوح وببرود على غير عادتها الّتي اعتدت ان تكون دوماً متشرّبة بالطّاقة .

مازال الوقت غير مناسب للحديث ..
في حالات كهذه أظنّ أنّ ترك مساحة لها وراحة بعيداً عن الضّوضاء والظّغوط ستكون كفيلة بأن تردّ لها روحها .

- فطوركِ على طاولة الطَّعَام ، فطائر محلّاة وشاي بالنعناع كما تُفضّلين !

قلت بابتسامة محاولة تلطيف أجوائها فلمحت ابتسامتها الذابلة .

*********
#Ethan
إيـثان .
*********

جلستُ على احدى الطّاولات لشخصين انتظر مجيئها بلهفة وشوق .

رأيتها تدخل فرفعت عيناي لأنظر لها ، كانت تتلفّت يميناً وشمالاً بحثاً عن ملامحي كما ظننت وكأنّها تعرف أنّني من أُريد مقابلتها ، أشّرت لها وأتت راسمة على ثغرها ابتسامة ساحرة .

كان شعرها البنيّ ذو لون الشوكولا متهدّلاً على كتفيها وعيناها الزّمرديّتان الخضراء وُجِّهت نحو الطاولة بخجل وهي تنتظر منّي البدء في الحديث

_____

تناثـُر الأحمـَر Onde histórias criam vida. Descubra agora