11) علاقة مُتأجّجة

390 67 10
                                    


------------
أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ    
وَأعجبُ من ذا الهجرِ وَالوَصْلُ أعجبُ .
- المُتنبّي .
------------

أَمـست علاقتنا على نحوٍ لم أتوقّعه ، بات يبتعد عنّي شيئاً فشيئاً . . وعلاقتنا باردة .
احتاجَ وقتاً طويلاً كي يستوعب ويُدرك ان مصاصي الدِّمَاء حقيــقة . .
أشعر بنظراته نحوي ان لها بريقاً خاصًّا رغم الأجواء المشحونة والمتوتّرة .
ازداد شحوب وجهي ، تعبي ، وانهاكي . .

نهضت من سريري بتثاقل نحو الباب لسماعي رنين الجرس ففتحته .

فوجئت به يقفُ أمامي نظر اليّ مطولاً ثم قال بحزم :
" أخبريني كلّ شيء ، كُلّ شيء عنكم " .

بللت شفتاي وقلت بتوتّر :
" تفضّل " .

دخل حذراً وجلس على الأريكة ينتظر جلوسي ، حضّرت له قهوة ووضعتها امامه وجلست .

" إذاً ؟ "

" سأُخبرك ولكن أرجوك لا ترمي اليّ بهذه ألنّظرات " .

" أيُّ نظرات ؟ " .

" استحقاري وكأنّني من اخترت ماهيتي ! " .

تنهّد ثم قال مطأطأً رأسه يعبث بفنجان القهوة :
" استمع " .

أجبته على مضض :
" لدينا بعض المميزات الخارقة للطبيعه ، كالسّرعة الّتي تضاهي الرِّيح ، ارغام النَّاس ذهنياً على فعل ما نريد او نسيان تغذّينا عليهم .. " .

" أخشى أن تكوني أذهنتني لحُبّك " .

اتّسعت عيناي و ارتعشت أطرافي من كلماته  وقلت بغضب :
" لا يُمكن ! إيثان لا يمكن ان افعل هذا وخصوصاً معك ! لمَ ترانا وحوش ؟؟؟؟ " .

" لأنكم كذلك " .

وقفتُ وقد هربت دمعه من مقلتي وقلت بصوت مرتجف من حروفه الّتي طعنتني بالصّميم  :
" يكفي إهانةً ! " .

كيف يُمكن ان تـهتزّ ثقته فيّ ؟ وخصوصاً في حُـبّنا ! ! اوشكت على الخروج والتّوجه الى غُرفتي ولكن شعرت به يمسك معصمي ويُديرُني نحوه قائلاً :

" آسف ، أكملي " .

صمتُّ قليلاً وجلست مرّة اخرى أُهين كرامتي وانا الّتي كرامتي لا تُهان وأمحو كُل من يهزّ كبريائي ! قلتُ مسترسلة :
"نقرأ أفكار البعض حسب قوانا . لا نَمُوت من أيّ شيء ، الشّمس قد تحرقنا  ونموت منها أحياناً " .

رفع حاجبه باستنكار ولكنني أردفت رافعة يدي ، مُتحسسة خاتمي :
" ولكن صُنعت بعض المجوهرات المزوّدة بما يقينا من الشّمس " .

تناثـُر الأحمـَر जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें