18) حقـد دفين من الماضي

334 41 8
                                    



#FlashBack .
قبل بضع سنين ..
-

كانت تنزّ عرقاً وهي تترجّل من السيّارة برفقة داڤيـد ، اقتربت وهمَست له بتوتّر :

" كُلّ شيء يسري حسب الخُطـّة ؟ " .

" اطمئنّي ، كل شيء على ما يُرام " .

اومئت له بقلق ، أبعدت شعرها خلف أُذنها ثمّ قالت :
" جيّد .. وـ و كين ؟ " .

طمئنها قائلاً :
" لا تقلقي ، ڤايلي تعمل على إلهائه " .

" حسنٌ فلننطلق الآن قبل ان ينتكس كلّ شي ! " .

" الان !؟"
سأل بتعجّب .

أجابت بإصرار كفرسٍ جامحة :
" الآن ! " .

" كما تشائين " .

____________________

في الوقت الرّاهن
-
تلاشى الظّلام واقبل الضوء  ، تسلل بصيص النّور الى غرفتها فـفتحت عينيها بتثاقُـل وتعب ، نظرت الى جانبها لترى آنابيلا نائمة على الأريكة ..

همست تحت نفسها :
" يبدو أنّ آنابيلا نامت هُـنا ونسيت ان تعود لغرفتها " .

وتذكّرت البارحة حين سهرا سوياً ، قاما بالطّلب من احدى المطاعم القريبة ومشاهدة مسلسل تلفزيوني سويًّا . فركت عينيها من النّوم وتوجّهت فوراً لتغسل وجهها وتُجهّزالإفطار .

لم يَكُن هناك طعامٌ كافٍ ليؤكل فهُما لم يشتريا طعاماً للمنزل ، وقررت ان تطلب من خدمة الفندق .

--

تقدّمت آنابيلا وهي تفتح احدى عينيها وتغلق الاخرى ، قالت بصوت ناعس :
" صباحُ الخير " .

أجابتها هايلي بابتسامة لطيفة :
" أهلاً ، صباحُ فطائر الشّوكولا والشّاي  " .

ضحكت بخفّة وهي تقترب وتجلس على الكرسي بجانب هايلي .

شرد كلاهما بأفكاره وعالمه الخاص ..

آنابيلا تفكّر بمستقبلٍ وأيِام مُقبلة تنجو فيه بحياتها وتعود لحياة الغنج بين أُسرتها ورفاقها الَّذِين تفتقدهم بشدّة ! تمنّت دوماً أنً تكون سعادتها كضفّة نهر مُمتدّة .. كشلّال مياه نقيَّة .

أمّا هايلي فكانت بعيدة أشدّ البُعد عن أفكار آنـا .
تستذكر ماضيها وذكراها الّتي سبّبت حقداً دفيناً في قلب كيـن ومن هُم معه ، جعلته يتحوّل أشدّ شرًٌا معها ويُطاردها طوال تلك السّنين .. ظَنّت بفعلتها تلك انّـها ستعيش حياة حب مع من تُحبّ بعيداً عن وحشيّته ، تكوّن أُسرة في منزل ريفي تعيش فيه بهو الحياة وزهوها .

مقولة لم تفهم مغزاها الّا حين عاشتها ، حينها .. حينها فقط أدركت المعــنـى !
" وانقلَب السّحر على السّاحر " .

_________
قبل سنين ..
#Flashback

" واحد .. اثنان .. ثـ ثلاثة ! " .

تفجّرت بعدها قُنبلة دمّرت مساحات شاسعة ، كانت تقفُ بعيداً بشبح ابتسامة ، لا تعلم ..
أتبتهج لأنّها ستحظى بحياة ذات نكهة ، ذات حلاوة .. تتحقّق فيها المُنى !!

أم تبتـئس لأنّها سلبت أرواحاً بتلك النيران المشتعلة ، المتلهّفة لحرق كُلّ ما هو حلو ومرّ دون ادنى تفكير او مبالاة ..

ولكن كَلَّا ، هُم وحوش سرقوا مئات الأرواح ، بل الأُلوف ! ناهيك عن من تمزّقت قلوبهم عقبى فقدان أحبابهم .. لذا ما يحصل لهم ليس بالكثير ، بل يستحقّون ميتةً شنيعة أكثر من تلك ...

تتمنّى ان تُعاد بهم الكرَّة فيموتون الف خريف ، ليتعذّبوا في كُل مرّة أسوأ من الأُخرى وهكذا تُخمد نيران قلبها الملتهبة ، المُتأجّجة. . !

ألقَت نظرة أخيرة على ما حولها ، حطام وأشلاء منثورة ، رماد ودخان يتصاعد من غضب نارٍ تصادمت ألوانها الصّفراء ، البرتقاليّة والحمراء ..

أمّا صريخهم ، نحيبهم ، عويلهم فكان بمكانة طرب يعزف على أوتار مسامعها .

تنفّست الصّعداء ؛
تنهّدت لتخرج آخر تنهيدات ألمها كما ظَنّت .. وضعت يديها في جيب سروالها والتفّت ..
قابلت ما حولها بابتسامة ذبلت ..
تزيّف الفرحة وفي داخلها جروح نزفت ..

لا تعلم بعد ما سبب إحباطها ، أهو حدسها يُخبرها أنّ ثمة خيانة وقعت ؟
حياة شنيعة قد نجت ؟
تلك الرُّوح الّتي دبرت لأجلها ما دبّرت ، لتُهلك !! ولكنها بأُعجوبة وقدرة قادر قد عادت لتأخذ بثأرها ..

مسحت دمعة قد ذرفت من محجرها واقتربت اكثر من ڤايلي ، احتضنتها بشدّة وكأنها تسرق منها فرحة وتزيل اوجاعاً ...

كم اشتاقت لعائلتها الّتي هجرت !

همست ڤايلي في أُذنها بخفوت :
" مالّذي جعلكِ تنقلبين ضدّه فجأة .. هايلي ؟ " .

ابتلعت ريقها وهي تُفكّر في كلماتها ، ضحكت ضحكة خالية من الفكاهة والحياة قائلة :
" مالّذي جعلني أنقلب ضدّه ؟ " .

لعقت شفتاها .. زفرت وأردفت :
" وكم من زورقٍ لعبت به الأمواجُ ثمّ رسى ..".

_____
_____

وربّي التّعبير حاولت جاهدة اطلع كُل المشاعر  لأعبّر لكم الموقف بحيث تتخيلوه .. وانتقي والمفردات المعبّرة والجميلة 💗 .

+ ذي البارتات صايرة اركز ع كين .. فيونا .. هايلي وتركت شويه ايثان . معليش بس عشان أبيكم تفهمون المغزى عن مطاردة كين !

ووواسعدوني بتعليقات وتصويت !

تناثـُر الأحمـَر Where stories live. Discover now