--
جَرى حُبّـها مجْـرى دَمي في مَفاصِلي
فأَصبَح لي،عن كُـلّ شغلِ،بها شغـلُ- ابن الفارض .
-----
طرَقَت الباب عدّة طرقات ، فتحتُ الباب وأذنتُ لها بالدّخول .
دخلت والقَت نظرة على شـقّتي البسيطة وَالَّذِي أطلت مدّة إقامتي فيه لأجلها ولأجل أن أراها ." تفضّلي "
قلتُ لها برسميّة مُشيراً الى الأرائك .رأيتها تعبس بوجهها قليلاً للرسميّة الّتي بيننا والحواجز من جليد الّتي تُحاول إذابتها ،
ولكن سرعان ما تبدد تقوّس فمها واستبدلته بابتسامتها الفاتنة حين لمِحَـت عدّة صور لنا بأشكال مضحكة موضوعة على منضدة قُرب الأريكة ." سأُحضّر القهوة مع بعض الكعك " .
" لا داعي " .
" لا أستشير بل أُبلّغ " .
ضحكنا سويًّا على جُملتي الّتي أُكررها دوماً حين تقول " لا داعي " .
تأمّلت ضحكتها الّتي افتقدتها كثيراً واشتقتُ لرؤياها ، فشعرتُ أنّها ضحكات من الجنّة لتُداويني وتُبري جروحي .
---
تبادلنا احاديث طفيفة ولمحتُ في عينيها أمراً ما ، وكأنّها تودّ قول شيء مُتردّدة أتنطقُ به ام لا ؟ .
" هايلي إن كُنتِ . . . " .
قاطع حديثي رنين هاتفي .
" عُذراً " .قلتُ بأدب وأجبتُ الهاتف .
" أهلاً كارا ، ، نعم نعم كُلّ شيء بخير " .لاحظت العُبوس الّذي طغى على وجهها وتقطيب جبينها حين نطقتُ باسم كارا ،
لا سيما انها اعتقدت انها حبيبتي او شيء من هذا القبيل .
يا للنساء !بعد محادثة قصيرة ، اغلقتُ الهاتف ووقفت هي بابتسامة مصطنعة قائلة :
" وعدتُ فيونا اننا سنخرج الى الحديقة مع بعض الأصدقاء ، وداعاً " .التفتَت فامسكتُ بمعصمها وانا اقول ضاحكاً :
" كارا صديقة مُقرّبة فقط ليسِ الّا . . ان كان هذا ما يُزعجك "ثمّ أردفتُ بجدية معاكسة لضحكاتي :
" ثم اننا قُلْنَا أَنَـنا أصدقاء فقط أليس كذلك ؟ " .بللت شفتيها وكانت دموعها الكرستالية العالقة في محجريها تهدد بالانهمار .
همَسَت بخفوت ويعتري نبرتها الخذلان :
" لماذا أمسينا هكذا ؟ توتّرت علاقتُنا كثيراً إيثان . . قلتَ لي مُسبقاً أن من يحبّك حقاً لن يتركك ولو وقف العالم عن بكرة ابيهم ضدّك ! " .صمتت تُجفَّف دموعاً هبطت وهبط معَها قلبي . . ثم استرسلت :
" ام دمّرت ما تبقى من الحُب في قلبكَ ؟ " .اكتفيت بالصّمت ، فالصّمت ينطق بما لا يستطيع اللّسان النُّطقَ بهِ أحياناً . .
أظننتِ حقًّا أنّني راضٍ تمام الرِّضا عن حالنا الآن ؟ انتِ مخطئة . . ليتكِ تفقهين وتطّلعين على مكنون صدري . .
وتَعطّلت لُغة الكَلام فخاطَبت عينَاي في لُغة الهَوى عَيْناك . .
______
#Hailey .
______عُدتُ إلى المنزل بضيق وبكاء تصادمن في داخلي ، رميتُ نفسي على الاريكة بضجر .
فيونا مع صديقها الَّذي تعرّفت عليه قبل بضعة ايام ولا يوجد من أبوح له بدواخلي . .
أطلقتُ لنفسي عنان البكاء وعقلي لا ينفك يُفكّر بما جرى في الآونة الاخيرة . .
--
طُرق الباب طرقات لها نغمتها الخاصّة المُختلفة . .
فكّرتُ قليلاً بالصوت وانا ارتعش .طرقات مألوفة !!! اكاد اسمع انفاس الطّارق وانا انهض بانتفاضة تسري في أوصالي .
بحذر امشي حتّـى وصلتُ عند الباب ، امسكت المقبض ، نفثت الهواء بخوف وانا أحاول تهدئة نفسي وأنفـاسي ، وادرتُهُ بقشعريرة . .
ما ان رأيتُ من خلف الباب ، حتّـى اتسعت عيناي هلعاً ورعد جسدي برعب .
صوّب فوهة رشّاشه على رأسي وهو ينظر اليّ بازدراء وَخُبْث
!!!!
______________________
![](https://img.wattpad.com/cover/81470901-288-k837552.jpg)
YOU ARE READING
تناثـُر الأحمـَر
Romanceوأعرفُ أنّي أعيشُ بمنفَى وأنتِ بمَنفى و بينِي وبينَك ريحٌ وغيٌم وبرقٌ ورعد وثَلج ونَار وأعرفُ أنّ الوصُول لعينيكِ وَهم وأعرف أنّ الوصُول إليكِ انتحار ويسعِدني أن أمزق نفسِي لأجلكِ أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية يا من غزلتُ قميصكِ...