12 ) طرقاتٌ مألوفة

383 43 8
                                    

--

جَرى حُبّـها مجْـرى دَمي في مَفاصِلي
فأَصبَح لي،عن كُـلّ شغلِ،بها شغـلُ

- ابن الفارض .

-----

طرَقَت الباب عدّة طرقات ، فتحتُ الباب وأذنتُ لها بالدّخول .
دخلت والقَت نظرة على شـقّتي البسيطة وَالَّذِي أطلت مدّة إقامتي فيه لأجلها ولأجل أن أراها .

" تفضّلي "
قلتُ لها برسميّة مُشيراً الى الأرائك .

رأيتها تعبس بوجهها قليلاً للرسميّة الّتي بيننا والحواجز من جليد الّتي تُحاول إذابتها ،
ولكن سرعان ما تبدد تقوّس فمها واستبدلته بابتسامتها الفاتنة حين لمِحَـت عدّة صور لنا بأشكال مضحكة موضوعة على منضدة قُرب الأريكة .

" سأُحضّر القهوة مع بعض الكعك " .

" لا داعي " .

" لا أستشير بل أُبلّغ " .

ضحكنا سويًّا على جُملتي الّتي أُكررها دوماً حين تقول " لا داعي " .

تأمّلت ضحكتها الّتي افتقدتها كثيراً واشتقتُ لرؤياها ، فشعرتُ أنّها ضحكات من الجنّة لتُداويني وتُبري جروحي .

---

تبادلنا احاديث طفيفة ولمحتُ في عينيها أمراً ما ، وكأنّها تودّ قول شيء مُتردّدة أتنطقُ به ام لا ؟ .

" هايلي إن كُنتِ . . . " .

قاطع حديثي رنين هاتفي .
" عُذراً " .

قلتُ بأدب وأجبتُ الهاتف .
" أهلاً كارا ، ، نعم نعم كُلّ شيء بخير " .

لاحظت العُبوس الّذي طغى على وجهها وتقطيب جبينها حين نطقتُ باسم كارا ،

لا سيما انها اعتقدت انها حبيبتي او شيء من هذا القبيل .
يا للنساء !

بعد محادثة قصيرة ، اغلقتُ الهاتف ووقفت هي بابتسامة مصطنعة قائلة :
" وعدتُ فيونا اننا سنخرج الى الحديقة مع بعض الأصدقاء ، وداعاً " .

التفتَت فامسكتُ بمعصمها وانا اقول ضاحكاً :
" كارا صديقة مُقرّبة فقط ليسِ الّا . . ان كان هذا ما يُزعجك "

ثمّ أردفتُ بجدية معاكسة لضحكاتي :
" ثم اننا قُلْنَا أَنَـنا أصدقاء فقط أليس كذلك ؟ " .

بللت شفتيها وكانت دموعها الكرستالية العالقة في محجريها تهدد بالانهمار .

همَسَت بخفوت ويعتري نبرتها الخذلان :
" لماذا أمسينا هكذا ؟ توتّرت علاقتُنا كثيراً إيثان . . قلتَ لي مُسبقاً أن من يحبّك حقاً لن يتركك ولو وقف العالم عن بكرة ابيهم ضدّك ! " .

صمتت تُجفَّف دموعاً هبطت وهبط معَها قلبي . . ثم استرسلت :
" ام دمّرت ما تبقى من الحُب في قلبكَ ؟ " .

اكتفيت بالصّمت ، فالصّمت ينطق بما لا يستطيع اللّسان النُّطقَ بهِ أحياناً . .

أظننتِ حقًّا أنّني راضٍ تمام الرِّضا عن حالنا الآن ؟ انتِ مخطئة . . ليتكِ تفقهين وتطّلعين على مكنون صدري . .

وتَعطّلت لُغة الكَلام فخاطَبت عينَاي في لُغة الهَوى عَيْناك . .

______
#Hailey .
______

عُدتُ إلى المنزل بضيق وبكاء تصادمن في داخلي ، رميتُ نفسي على الاريكة بضجر .

فيونا مع صديقها الَّذي تعرّفت عليه قبل بضعة ايام ولا يوجد من أبوح له بدواخلي . .

أطلقتُ لنفسي عنان البكاء وعقلي لا ينفك يُفكّر بما جرى في الآونة الاخيرة . .

--

طُرق الباب طرقات لها نغمتها الخاصّة المُختلفة . .
فكّرتُ قليلاً بالصوت وانا ارتعش .

طرقات مألوفة !!! اكاد اسمع انفاس الطّارق وانا انهض بانتفاضة تسري في أوصالي .

بحذر امشي حتّـى وصلتُ عند الباب ، امسكت المقبض ، نفثت الهواء بخوف وانا أحاول تهدئة نفسي وأنفـاسي ، وادرتُهُ بقشعريرة . .

ما ان رأيتُ من خلف الباب ، حتّـى اتسعت عيناي هلعاً ورعد جسدي برعب .
صوّب فوهة رشّاشه على رأسي وهو ينظر اليّ بازدراء وَخُبْث
!!!!
______________________

تناثـُر الأحمـَر Where stories live. Discover now