--
" ماذا الآن ! " .
تمتمت في نفسها وهي تلتفت مبتسمة بتملّق وعلى وجهها علامات الاستفهام .قال بجديّة :
" لا تفسدي شيئاً عزيزتي ، اتّفقنا ؟ " .قلّبت عينيها ولم تتلاشى ابتسامتها وهي تنظر له بازدراء :
" لا تقلق ، انا من يريد التّخلص منها أنسيت ؟ " .مرّت لحظه صمت لم تطول ، اقترب كين منها وأمسك بيديه كتفيها بعنف ، نظر لها وعيناه تتطاير من الشرر كقذيفة لهب ، صرخ وصوته يصدح في ارجاء المنزل العظيم :
" ما بكِ فيونا ؟ ماذا جرى لك ؟ لم تعاملينني هكذا ! " .كانت في دواخلها مذعورة قليلاً فقط ، بينما تنظر له ببرود وصمت ، فأردف :
" أنسيتِ من اكون ؟ ام نسيتِ انني يمكنني ان أمحوكِ تماماً في هذه الدّقيقة .. بل في هذه الثانية ! " .تنهّد بغضب وهدأ قليلا
ثمّ قال بهدوء :
" ألم تكوني تريدين ان نعيش حياة رغيدة سعيدة سوياً ؟ بعد ان ننتهي من كلّ هذا يا حبيبتي ! " .ابتلعت ريقها واغمضت عينيها محاول ان تكبت كلّ شيء ! الغضب ، التّعب ، الإرهاق ، الصرخة الّتي يتردد صداها في قلبها .. فهمست بهدوء وهي تبعد يديه عن كتفيها :
" كين ، ارجوك اريد ان ارتاح .. انا لم اتغير ! انا فقط احتاج للراحة ! راحة يا كين من كلّ ما يجري ، مرهقة بكلّ شيء الا تفهم هذا من أسلوبي وخطواتي وكل شيء !؟ " .نظر لها من مقدمة راْسها الى أطراف أصابعها وقال :
" ارتاحي يا فيونا ولنرى ما نهايتك " .صعدت السلالم ودخلت الغرفة ، ارتمت على السرير وقد افرجت عن دموعها المأسورة في مقلتيها ، لتبدأ نوبة البكاء الـمُـرّة ..
--
---مرّت الأيام ، ايام العزاء السوداء القاتمة ، ما بين عويل أحبابها ونحيب أصدقائها وَالَّذِين جميعُهم يجهلون وجود طفلة لها ! ما يعرفونه هو السرطان فحسب .. نعم لأجل ابنتها أخفت المستحيل إخفائُه وتجنّبت الناس فترات .
-امسك هاتفه بإحدى يديه ، وبيده الاخرى ميلادا تبكي وتصرخ ، لم يعرف كيف يتصرّف فنقر بسرعه على رقم هايلي دون تفكير .
أجابت بصوت ناعس :
" من بحق الله يتّصل في هذا الوقــت اللعيـ .. " .قاطعها على عجل :
" هايلي تعالي الى منزلي الآن ، ميلا تأبى الهدوء ، كيف اتصرّف ؟ " .بقيت صامتة قليلا ثم تنهّدت وهي تقول :
" سآتي الآن .. اما حالياً فدعها تستلقي بهدوء وأعطها اي لعبة ! " ." حسناً حسناً لا تتأخري كثيراً " .
واغلق الخط ، اما هايلي فنهضت تستحمّ ، تأكل فطورها ، تبدّل ثيابها وتصفف شعرها .
أنت تقرأ
تناثـُر الأحمـَر
Romanceوأعرفُ أنّي أعيشُ بمنفَى وأنتِ بمَنفى و بينِي وبينَك ريحٌ وغيٌم وبرقٌ ورعد وثَلج ونَار وأعرفُ أنّ الوصُول لعينيكِ وَهم وأعرف أنّ الوصُول إليكِ انتحار ويسعِدني أن أمزق نفسِي لأجلكِ أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية يا من غزلتُ قميصكِ...