35) كلانا يعـلم !

244 36 5
                                    

--

" ماذا الآن ! " .
تمتمت في نفسها وهي تلتفت مبتسمة بتملّق وعلى وجهها علامات الاستفهام .

قال بجديّة  :
" لا تفسدي شيئاً عزيزتي ، اتّفقنا ؟ " .

قلّبت عينيها ولم تتلاشى ابتسامتها وهي تنظر له بازدراء :
" لا تقلق ، انا من يريد التّخلص منها أنسيت ؟ " .

مرّت لحظه صمت لم تطول ، اقترب كين منها وأمسك بيديه كتفيها بعنف ، نظر لها وعيناه تتطاير من الشرر كقذيفة لهب ، صرخ وصوته يصدح في ارجاء المنزل العظيم   :
" ما بكِ فيونا ؟ ماذا جرى لك ؟ لم تعاملينني هكذا ! " .

كانت في دواخلها مذعورة قليلاً فقط ، بينما تنظر له ببرود وصمت ، فأردف :
" أنسيتِ من اكون ؟ ام نسيتِ انني يمكنني ان أمحوكِ تماماً في هذه الدّقيقة .. بل في هذه الثانية ! " .

تنهّد بغضب وهدأ قليلا
ثمّ قال بهدوء :
" ألم تكوني تريدين ان نعيش حياة رغيدة سعيدة سوياً ؟ بعد ان ننتهي من كلّ هذا يا حبيبتي ! " .

ابتلعت ريقها واغمضت عينيها محاول ان تكبت كلّ شيء ! الغضب ، التّعب ، الإرهاق ، الصرخة الّتي يتردد صداها في قلبها .. فهمست بهدوء وهي تبعد يديه عن كتفيها :
" كين ، ارجوك اريد ان ارتاح .. انا لم اتغير ! انا فقط احتاج للراحة ! راحة يا كين من كلّ ما يجري ، مرهقة بكلّ شيء الا تفهم هذا من أسلوبي وخطواتي وكل شيء !؟ " .

نظر لها من مقدمة راْسها الى أطراف أصابعها وقال :
" ارتاحي يا فيونا ولنرى ما نهايتك " .

صعدت السلالم ودخلت الغرفة ، ارتمت على السرير وقد افرجت عن دموعها المأسورة في مقلتيها ، لتبدأ نوبة البكاء الـمُـرّة ..
--
---

مرّت الأيام ، ايام العزاء السوداء القاتمة ، ما بين عويل أحبابها ونحيب أصدقائها وَالَّذِين جميعُهم يجهلون وجود طفلة لها ! ما يعرفونه هو السرطان فحسب .. نعم لأجل ابنتها أخفت المستحيل إخفائُه وتجنّبت الناس فترات .
-

امسك هاتفه بإحدى يديه ، وبيده الاخرى ميلادا تبكي وتصرخ ، لم يعرف كيف يتصرّف فنقر بسرعه على رقم هايلي دون تفكير .

أجابت بصوت ناعس :
" من بحق الله يتّصل في هذا الوقــت اللعيـ .. " .

قاطعها على عجل :
" هايلي تعالي الى منزلي الآن ، ميلا تأبى الهدوء ، كيف اتصرّف ؟ " .

بقيت صامتة قليلا ثم تنهّدت وهي تقول :
" سآتي الآن .. اما حالياً فدعها تستلقي بهدوء وأعطها اي لعبة ! " .

" حسناً حسناً لا تتأخري كثيراً " .

واغلق الخط ، اما هايلي فنهضت تستحمّ ، تأكل فطورها ، تبدّل ثيابها وتصفف شعرها .

تناثـُر الأحمـَر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن