تناثـُر الأحمـَر

29) ذكرياتُ التّحول

--
--

تشابتر بمناسـبة اليوم الوطني 😍😂🇸🇦 .
الله يحفظ بلدنا ويديم عليه الأمن والأمان والسّلامة والإسلام 💚 .
---
---

" أينَ أنتِ ؟ أحجزتِ طاولة في آخر الدُّنـيا ؟ " .

ضحكت بخفّة وهي تشير بيدها له من بعيد وتقول :
" كَلَّا انظر يمينكَ ها أنا أُشير لك " .

التفّ ليجدها تشير له بابتسامة ، ابتسامتها لَهُ  كبلسمِ أمل وسكّر حياة ، فابتسم بالمقابل وهو يقترب .

إيثان
" آه - أجل وجدتكِ " .

وأغلق الخطّ وهو يجلس على الطّاولة ويخلع نظّارتهُ الشّمسية .

ايثان
" اهلاً " .

" اهلاً بك " .

أشار للنّادل وهو يقول :
" إذاً ستطلبين قهوة سوداء و كعكة الشوكولا كعادتكِ ؟ " .

أومئت ضاحكة بينما تقول غامزة :
" وستطلبُ أنت قهوة تركيّة وتيراميسو " .

ضحك كذلك وقدّم للنّادل الطّلب ، وبعد وهلة بدأت ملامحه تتغيّر للجديّة حين تذكّر سبب مجيء كلاهما هُـنا .. هذا اللّقاء يذكّرهُ كثيراً بالأيّام الخوالي ، أيّامٌ كعبيرٍ من الجنّة حلّت عليهما من حُبٍّ وشوقٍ وسعادة فحسب ، ولا حُزن وضيق في القائمة ..

نفض أفكارهُ ، حمحمَ وهو ينتظر منها أن تتكلّم فبدأت بهدوء :
" تتسائل عن سبب خوفي من الخروجِ كثيراً ، من إخفائي للكثير عنك ، أليسَ كذلك ؟ " .

هزّ رأسهُ إيجاباً وهو يقول :
" أتسائل وأملكُ فضولاً شاسعاً عن كُلّ غموضٍ أراهُ فيك " .

لعقت شفتها السفلى وهي تعبث بيدها بتوتّر ، قالت بعد برهة من أجواء التوتُّر :
" الأمر معقد ، يجب أن تتفهّمني حسناً ؟ " .

امسك يدها وقال مُطمئناً إيّاها :
" اجل ، لا تقلقي البتّة هايلي ، انا معكِ " .

تبسّمت باطمئنان ثمّ قالت بعد ان تلاشت الابتسامة :
" كُلّ شيء بدأ حينَ تحوّلت إلى مصّاصة دماء ، او بالأَحرى حين عرفتهُ .. " .

رفع حاجبهُ علامة على عدم فهمه ، فباشرت بالشّرحِ له كُلّ شيء ..

-------

"كـنتُ شابّـة مُثقّفة ، جميلة ، ومخطوبة . أكبرُ همّ قد يُشغل ذهني هو أن مُصفّفة الشّعر لم تصفّف شعري في الحفل كما أردت !
الدّلال ، التّرف ، الغنج كُلّهُ كان عنواناً لحياتي الّتي باتت الآن بائسة .. الى ان جاء ذلك اليوم الّتي حلّت عليّ لعنة أبديّة لتنقلني من الرّفاه الى التّعاسة وَالطَّيش .." .