10) لذعةُ إعتــراف

403 44 3
                                    


-----------
لقد كتمت الهوى حتّى تهيّمنـي لا أستطيعُ لهـذا الحُـبِّ كُتمانـا
- جرير -
-----------

نظرتُ الى انعكاسي في المرآة أُحدِّق وعقلي في تفكير آخر تماماً ، أتسائل ، أآن الوقت الَّذي سأُجبر فيه للاعتراف له عن ماهيتي وحقيقتي ؟ أسيغضب ؟ أم سيتقبّلني .

أخبرني أنّه يريد أن نتحدّث وجهاً لوجه عمّا جرى مُسبقاً وها أنا سأقابلة الآن . . بعد مدّة من التشتّت والبُعد ، سمعت أنّ البُعد لا يزيد المتحابّين الا حُبًّا وشوقا ، وها انا ازددت حُبًّا وشوقاً كذلك ، أزداد هو ؟

أغمضت عيناي وزفرت أحاول تهدئة نفسي من التوتُّر . . ومُختلف ردود الأفعال تتقلّب في ذهني لا أُصدق كيف جرت الأحداث سريعاً . . !!

احتاج كذبة بيضاء لتبرير وجودي هُنا ، او بالأحرى هروبي !
كَلَّا لن أكذب !

لن أُخفي أننّي سعيدة ، بل سعيدة جداً لأَنَّنِي أخيراً لن أضطر للخضوع لتأنيب ضميري ومشاعري المتأججة يومياً ، بل كل ثانية . .
---

تقلَّصت سعادتي حين خرجت من غرفتي ورأيت فيونا مضّجعة على الأريكة دون ان تلقي بالاً لي ، الأجواء مشحونة بيننا وعلاقتنا باتت جافة مؤخّراً . .

اعلم لا تزيدوا ناري حطباً اكثر فأنا اعلم انني السبب ! كلّ هذا بسبب معاملتي الّلئيمة في الآونة الأخيرة .

فتحت الباب وخرجت وقبل أن أُغلقه قلت بتردد :
" فيونا أنـا . . . " .

قاطعتني بخروجها من غرفة المعيشة متوجّهة لغرفتها بلامبالاة .
تبًّا للؤمي !

______________________
_____________________

دلفتُ الى السيّارة وكان الصّمت سيد ألمكان طوال الطّريق ، فضّلت السُّكوت فلا حقّ لي في الكلام بعد ما فعلت ، أُقرّ واعترف اني مُخطئة . .
ولكن الحب فوق كل شيء .
انا على يقين بأنّه سيتقبّلني ويعفُ عن أخطائي ،
الحب يفعل المستحيل . .
أليس كذلك ؟

وصْلنا الى المكان الَّذي أهواه ،
البـَحر !

ركنَ السيّارة قريباً ونزلنا ، اخذنا بضع دقائق نتأمّل المنظر او بالأحرى . . يستعد كلٌّ منّا في خفيته على بدء الكلام ! و ترتيبه ..

جلسنا بهدوء على الصخور المحيطة بالبحر . . وقال دون أن يلتفت ، وظلّ يحدّق بالبحر :
- هايلي . .

لم أقوى على الْكَلام فانتظرته يسترسل .

- أحببتكِ صدقاً ، أتعلمين ؟

فتحتُ فمي للحديث ولكنّه قال :
- قد لا تُحبّيني كما أحببتك انا وأعلم ، اعلم انك لستِ مطّلعة على ما يجري في جعبتي ولا يمكنني شرح مكنون صدري ولكن ثِقي تمام الثّقة أنكِ لست كأيّ واحدة لي . .

- أحببتكَ كذلك بل أتعدّى حدود الحُب وقوانينها !
اخترقتُ قانون : لا كتمان للأسرار !

قلت وغيمة دموعي على وشك الهطول ، ظلّ هو يستمع بصمت ، ثمّ أردفت :

- نعم تجهل الكثير عنّي ولكن هذا لا يهدم حُبًّا قد بُـني صحيح ؟

- ماذا اجهل ؟
قال ببرود مُصطنع .

- الكثير . .
أجبت ببساطة وخوف ، يجب ان يخاف هو لا انا فأنا مصاصة دماء لا اخاف شيئاً ، فلمَ أخاف ان يهجرني الآن ؟

التفت اليّ ورأيتُ فيه عينيه بريقاً وهو يقول :
- احتاج تفسيراً !
- انتَ تظغط عليّ وتحمّلني مالا أُطيق نطقه . .

أمسك بيدي وظغط عليها قائلاً :
- كما قلتِ الحُب لا يُهدم ان كان قد بُني .

- اذاً لن يُهدم حُبّنا ان قُلـتُ أَنِّني مصاصة دماء ؟

قلتها باقتضاب وخوف شديد . . شعرتُ بلذعة ف لساني من كلماتي ، والخوف يسري في أوصالي ، لا اعلم كيف نطقت بها او قُلتها ! بيت القصيد انني قلتها وحسب !

انا اكره ان أرى عدم الأمان في عينيه ، لا أُطيق فكرة هجره لي ، ولا ارغب في تخيّل ان لا يكون له وجود في مستقبلي ...!

_______________
Vote + comment 💗 . _______________

تناثـُر الأحمـَر Onde histórias criam vida. Descubra agora