" الوقت الرّاهن "--
هايلي
" لم تتوقف الاتّصالات على هاتفي من عائلتي على الاطلاق ! فاضطر كين لان يشتري لي جديداً ويخرجني من الدولة باكملها بعد ان أقاموا بحثاً عنّي ، وبعد ان غيّر هيئتي كثيراً !
فقصصت شعري و لطّخت وجهي بمساحيق التّجميل والى اخره ! ، كما أصبحــتُ انا وفيُونا بعد تحولّها الى مصاصة دماء ؛ صديقتان حميمتان ومقرّبتان ، لا نأبهُ من حولنا بتاتاً بل نفعل كُلّ ما يروق لنَا دون أدنى اهتمام ، حفلاتِ دماءٍ لنتغذّى ونستمتع والكثير من الطّيشِ الَّذي لا معنى لَهُ ولا قيمة ".أومأَ لها لتسترسل بعد تنهيدة طويلة من القهر :
" لم يدُم الحال سنينَ مديدة ، بل سُرعان ما بدأ عقلي في الآونة الأخيرة من مكوثي مع كين بالاستيعاب ، ان ما افعلهُ خطأ ولكنّني بقيتُ أتجاهل ضميري الى ان عاد التّجاهل لا يُطاق ، فبدأت كلّ متعة لي تبدو كالنّيران الملتهبة .. أردتُ ان آخذ بثأري سريعاً حين تغيّر تفكيري تدريجيًّا " .صمتت قليلاً بتردّد ثمّ قالت :
" وكما حرقني ودمّرني قرّرت ان اجعلهُ يحترق في نيران كي أتخلّص من جحيمهِ اللعين ، قمت بجمع اكبر عدد استطعتُ ان اجمعه من رجالهِ لكي ينقلبوا ضدّه ، صحيحٌ أنّ عدة أفرادٍ وقفوا بجانبي وصفّي ولكنّني فشلت في نهاية المطاف .. فقد نجا واحترقَ كلّ رجاله وجماعتهُم عدا من كان معي ، واختلط الحابل بالنّابل قكان مصيرهُم الموتُ عداه .." .أخذَ يرتّب الأفكار في ذهنهِ ثمّ سأل بحيرة :
" ولكن ، كيفَ ؟ أعني كيفَ عَلَّمَ أنّك الرأسُ المدبّر ؟ " .هايلي
" هذا بيتُ القصيد ، لا يزالُ هناك خونة " .مسح على يدها برفق ثمّ كوّب وجهها بيديه وهو يقول بخفوت مطمئناً :
" لا تقلقي ما فعلتهِ هو عين الصّواب " .هايلي
" انقلب السحر على السّاحر ايثان ، لقد فشلتُ فشلاً ذريعاً بالتّخلص منه وها أنا أمضي وريقات عـُمري وحياتي البائسة هاربة " .ايثان
" إهدأي ، لكلّ مُشكلة حل أليسَ كذلك ؟ " .أومأت بتردّد مبتسمة ابتسامة صغيرة وسط تراكُم دموعها في مقلتيها .
بقيا صامتِين يرتشفان آخر ما تبقّى من قهوتهما ، ليقول ايثان كاسراً حاجز الصّمت :
" هايلي .." .رفعت بصرها إليه بتساؤل ، فاسترسل :
" ديالا .. " .وضعت كوب قهوتها وهي تقول :
" آه - أجل .." .ايثان
" الْأُمُور معقّدة بيننا حقاً " .هايلي
" لا بأس ، يمكنك الشّرح كيفما أردت فكُلّي آذانٌ صاغية " .وبدأ يــقُصّ عليها ما جرى بينهُما من اول خطوة الى الأخيرة رغم صدماتها الّتي تتوالى ..
---------------
---------------
2:30Am 🌑 .
-بقيت جالسة على السّرير متوتّرة تعبثُ بأصابعها المُتعرّقة ، نبضاتُ قلبها تتسارع و أنفاسُها مضطربة .
هل ما ستفعله سينجح ؟ أسيكتشفها ؟
قطع حبل أفكارها دخولُه فعدّلت جلستها وحاولت ان تجعل توتّرها وقلقها يتلاشى فابتسمت بتكلُّف .
اقترب وارتمى على السّرير بالطّرفِ الآخر متمدّداً براحة . غمز وهو يقول :
" أخبرتُكِ أنّني سأبيتُ هنا اللَّيْلَة ولم أُخلف بوعـدي " .فيونا
" آه - أجل صحيح " .صغّر عينيه وهو يسأل بجديّة :
" أكُـلّ شيء على ما يُرام " .فيونا
" كُلّ شيء بخير " .صمت لوهلة ثم قال :
" جيّد " .قام و خلع قميصه ليتردي قميصاً اكثر أريحية ثمّ عاد للسرير وهو يقول :
" أغلقي الضّوء ، انا مُتعب وسأنام " .فيونا
" وانا كذلك " .وأغلقت الضّوء بهدوء ..
--
مرّت ساعتان مثقّلة بالانتظار المُمل والخوف المرعب ، كانت تريد ان تتأخّر قليلاً لتتأكّد من انّه قد نام بالفعل ، فما ستفعله ليس بالهيّن إن علِم كين .وأخيراً ؛ حين كانت مُتأكّدة انه قد غرق في نومٍ عميق .. نهضت بهدوء وهي تميل نحوه والى الخاتم النهاريّ على المنضدة بجانب طرفهِ من السّرير ، تحسّست المكان الى ان وجدتهُ أخيراً وهي تحاول قدر الإمكان البقاء هادئة .
وحين أمسكت بهِ ، أفزعَها قبضةُ يدٍ على معصمها وصوته الخبيث قائلاً :
" ماذا تفعلين يا جميلة ؟ " .
أجفلت وهي تشهق بخوف وتقول بصوتٍ مهزوز مرتعش :
" ل - لا افعل شيئاً " .اقترب منها وهو يهمس في أُذنها :
" نبضات قلبكِ المضطربة وأنفـآسك المتسارعة تُخبرني انكِ تفعلين " .---------
---------حماااس ؟ 😂🙈 .
![](https://img.wattpad.com/cover/81470901-288-k837552.jpg)
YOU ARE READING
تناثـُر الأحمـَر
Romanceوأعرفُ أنّي أعيشُ بمنفَى وأنتِ بمَنفى و بينِي وبينَك ريحٌ وغيٌم وبرقٌ ورعد وثَلج ونَار وأعرفُ أنّ الوصُول لعينيكِ وَهم وأعرف أنّ الوصُول إليكِ انتحار ويسعِدني أن أمزق نفسِي لأجلكِ أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية يا من غزلتُ قميصكِ...