31) مـُجـازفـــة

229 32 7
                                    


" الوقت الرّاهن "

--

هايلي
" لم تتوقف الاتّصالات على هاتفي من عائلتي على الاطلاق ! فاضطر كين لان يشتري لي جديداً ويخرجني من الدولة باكملها بعد ان أقاموا بحثاً عنّي ، وبعد ان غيّر هيئتي كثيراً !
فقصصت شعري و لطّخت وجهي بمساحيق التّجميل والى اخره ! ، كما أصبحــتُ انا وفيُونا بعد تحولّها الى مصاصة دماء ؛ صديقتان حميمتان ومقرّبتان ، لا نأبهُ من حولنا بتاتاً بل نفعل كُلّ ما يروق لنَا دون أدنى اهتمام ، حفلاتِ دماءٍ لنتغذّى ونستمتع والكثير من الطّيشِ الَّذي لا معنى لَهُ ولا قيمة ".

أومأَ لها لتسترسل بعد تنهيدة طويلة من القهر :
" لم يدُم الحال سنينَ مديدة ، بل سُرعان ما بدأ عقلي في الآونة الأخيرة من مكوثي مع كين بالاستيعاب ، ان ما افعلهُ خطأ ولكنّني بقيتُ أتجاهل ضميري الى ان عاد التّجاهل لا يُطاق ، فبدأت كلّ متعة لي تبدو كالنّيران الملتهبة .. أردتُ ان آخذ بثأري سريعاً حين تغيّر تفكيري تدريجيًّا " .

صمتت قليلاً بتردّد ثمّ قالت :
" وكما حرقني ودمّرني قرّرت ان اجعلهُ يحترق في نيران كي أتخلّص من جحيمهِ اللعين ، قمت بجمع اكبر عدد استطعتُ ان اجمعه من رجالهِ لكي ينقلبوا ضدّه ، صحيحٌ أنّ عدة أفرادٍ وقفوا بجانبي وصفّي ولكنّني فشلت في نهاية المطاف .. فقد نجا واحترقَ كلّ رجاله وجماعتهُم عدا من كان معي ، واختلط الحابل بالنّابل قكان مصيرهُم الموتُ عداه .." .

أخذَ يرتّب الأفكار في ذهنهِ ثمّ سأل بحيرة :
" ولكن ، كيفَ ؟ أعني كيفَ عَلَّمَ أنّك الرأسُ المدبّر ؟ " .

هايلي
" هذا بيتُ القصيد ، لا يزالُ هناك خونة " .

مسح على يدها برفق ثمّ كوّب وجهها بيديه وهو يقول بخفوت مطمئناً :
" لا تقلقي ما فعلتهِ هو عين الصّواب " .

هايلي
" انقلب السحر على السّاحر ايثان ، لقد فشلتُ فشلاً ذريعاً بالتّخلص منه وها أنا أمضي وريقات عـُمري وحياتي البائسة هاربة " .

ايثان
" إهدأي ، لكلّ مُشكلة حل أليسَ كذلك ؟ " .

أومأت بتردّد مبتسمة ابتسامة صغيرة وسط تراكُم دموعها في مقلتيها .

بقيا صامتِين يرتشفان آخر ما تبقّى من قهوتهما ، ليقول ايثان كاسراً حاجز الصّمت :
" هايلي .." .

رفعت بصرها إليه بتساؤل ، فاسترسل :
" ديالا .. " .

وضعت كوب قهوتها وهي تقول :
" آه - أجل .." .

ايثان
" الْأُمُور معقّدة بيننا حقاً " .

هايلي
" لا بأس ، يمكنك الشّرح كيفما أردت فكُلّي آذانٌ صاغية " .

وبدأ يــقُصّ عليها ما جرى بينهُما من اول خطوة الى الأخيرة رغم صدماتها الّتي تتوالى ..

---------------
---------------
2:30Am 🌑 .
-

بقيت جالسة على السّرير متوتّرة تعبثُ بأصابعها المُتعرّقة ، نبضاتُ قلبها تتسارع و أنفاسُها مضطربة .

هل ما ستفعله سينجح ؟ أسيكتشفها ؟

قطع حبل أفكارها دخولُه فعدّلت جلستها وحاولت ان تجعل توتّرها وقلقها يتلاشى فابتسمت بتكلُّف .

اقترب وارتمى على السّرير بالطّرفِ الآخر متمدّداً براحة . غمز وهو يقول :
" أخبرتُكِ أنّني سأبيتُ هنا اللَّيْلَة ولم أُخلف بوعـدي " .

فيونا
" آه - أجل صحيح " .

صغّر عينيه وهو يسأل بجديّة :
" أكُـلّ شيء على ما يُرام " .

فيونا
" كُلّ شيء بخير " .

صمت لوهلة ثم قال :
" جيّد " .

قام و خلع قميصه ليتردي قميصاً اكثر أريحية ثمّ عاد للسرير وهو يقول :
" أغلقي الضّوء ، انا مُتعب وسأنام " .

فيونا
" وانا كذلك " .

وأغلقت الضّوء بهدوء ..
--
مرّت ساعتان مثقّلة بالانتظار المُمل والخوف المرعب ، كانت تريد ان تتأخّر قليلاً لتتأكّد من انّه قد نام بالفعل ، فما ستفعله ليس بالهيّن إن علِم كين .

وأخيراً ؛ حين كانت مُتأكّدة انه قد غرق في نومٍ عميق .. نهضت بهدوء وهي تميل نحوه والى الخاتم النهاريّ على المنضدة بجانب طرفهِ من السّرير ، تحسّست المكان الى ان وجدتهُ أخيراً وهي تحاول قدر الإمكان البقاء هادئة .

وحين أمسكت بهِ ، أفزعَها قبضةُ يدٍ على معصمها وصوته الخبيث قائلاً :

" ماذا تفعلين يا جميلة ؟ " .

أجفلت وهي تشهق بخوف وتقول بصوتٍ مهزوز مرتعش :
" ل - لا افعل شيئاً " .

اقترب منها وهو يهمس في أُذنها :
" نبضات قلبكِ المضطربة وأنفـآسك المتسارعة تُخبرني انكِ تفعلين " .

---------
---------

حماااس ؟ 😂🙈 .

تناثـُر الأحمـَر Where stories live. Discover now