---" فإذا وقفتُ أمَام حُسنكِ صامتاً،
فالصّمتُ في حَرَم الجَمال جَمالُ! "
#نزار قباني
---
---ودّعت كارا في المطار بودّ الأصدقاء وانطلقت الى لندن ، مدينةُ الضَّبَاب . .
ولكن لا للسياحة بل لأجل العمل ، شعرتُ بنعاس شديد في الطّائرة فأرخيت جسدي وأغلقت عيناي لأنام .
___
بعد مدّة لم أحسبها ، فتحتُ عيناي بسبب الضوضاء في الطّائرة فأدركت أنّنا وصلنا ، نهضت وشعرت بجوع وتعب .
بعد ان خرجت من المطار توجّهت نحو احدى المطاعم البسيطة في شكلها واللذيذة في أكلها .رغم انني ذهبت الى لندن على مضض ، الا انني شعرت بشعور غريب غامر بالسّعادة حين استنشقت هوائها اثناء نزولي من الطّائرة .
شعور شعرتُ به مُسبقاً .. وسعادة أشمّ شذاها في ارجاء لندن .
نظر اليّ نادل المطعم وهو يتأمّل تقاسيم وجهي بعمق عاقداً حاجبيه .
- عُذراً ؟
قلت باستغراب- اوه المعذرة وجهك يبدو مألوفاً .
ردّ متداركاً شرودهضحكتُ قائلاً :
- لم آتي الى هُـنا قبلاً قط .- نعم اعلم .
رفعت احدى حاجبي مستنكراً ثم سألت :
- اذاً كيف يبدو وجهي مألوفاً .ا- أظن أختك او حبيبتك أيًّا كان ، دوماً ما تأتي الى هُـنا ، احدى الأيام نسيَت هاتفها وكانت الخلفية صورتك انتَ وهي .
أردف بلامبالاة :
- ولكنها انقطعت عن المجيء هذا الأسبوع ، لا تأتي الا حين تكون بحال جيّدة .. نوعاً ما .وقفتُ وقد شعرت بقلبي يخفق بشدّة ، ياللأقدار ! ها ستجمعنا مرّة أُخرى .. أرجو ان يكون النّادل صادقاً ، أرجو هذا بحق ..
فعلاً الى حيث يهوى القلب تهوي به الرّجل ، أتيت الى لندن كارهاً رغم هذا شعرتُ بأنفاسي الأولى على سُلّم الطّائرة تُخبرني أنّ جُزئاً منّي توارى هنا .
سألت بجديّة :
- أين تسكن ؟- وما أدراني !
- أرجوك حاول تذكّر أيّ شيء .
- آسف لديّ أعمال يجب ان أقوم بها .
ثم ذهب وتركني أتيهُ في أفكــاري .خرجتُ من المطعم وعقلي بعيداً كُلّ البعد عن قائمة أعمالي الّتي خططت لإنجازها او عن الوقت الَّذي يضيع بلا جدوى في التّفكير بها ، كُل ما ارغب به آلان ان اجدها ، وأراها ..
رَبِّاه ساعدني
---بينما أنا أجوب شوارع لندن واضعا يديّ في جيب معطفي لفت نظري إمرأة في منتصف الثلاثين تعزف على الكمان ، يجتمع حولها الكثير ممن يستمعون باستمتاع والبعض يُعطيها النّقود ، شدَّني وجذبني الصّوت فتقدّمت مع حشد من النَّاس حولها وبقيت أستمع لعزفها المُبهج ، وانا اكاد اجزم ان لكل نغمة قصّة ولكل قصّة معزَّة وكأنّها تقصد معيشتي في عزفها .
___
انحنت تضع المال بابتسامة شاحبة ارتسمت على ثغرها ، خصلات شعرها الكستنائية كما الشوكولاتة تُغطّي وجهها ، تلك الخصلات الّتي اعتدت على تخلل يدي اليها بهدوء . .
اتوق لتلك اللّحظات ..
! ! !صُدمت وفوجئت بوجودها ، أنا حقًّا أشعر بأن الأقدار عادت تصطف بجانبي . . تارًّة تبهجني وتارًّة تسلب منّي أحباباً .
بقيتُ أحدق وانا أشعر بتجمّد جسدي عاجزاً عن الحديث ، الى ان ابتعدَت شيئاً فشيئاً ولم تلاحظ وجودي ، لحقتها وانا لا اعلم حقاً أيُّ الكلمات أصطفي لأبدأ عتابي . . ؟
- هايلي !
قلتُ بخفوت سمعَتْه ورأيتُها تتوقف فجأة ارتعشت أطرافُها وأشعر بدموع تتجمع في محجريها . .
ليست كأيّ دُمـوعابتلعت ريقها ولم تلتفت لي وكأنّها تخشى رؤية ما لا تُرِيد . . وان تنهمر عليها جمل وكلمات التأنيب بقيتُ صامتاً بدوري ، ماذا أقول ؟ بِمَ أبدأ ؟
استجمعت قواي وقلتُ بصوت خائر :
- لماذا ؟لا أقوى على نطق المزيد ، لأَنَّنِي في المرّة المقبلة سأمطر عليها حروف الشّوق لا اللّوم أو حتّـى السّؤال .
__________
__________اهلاً ❤️ .
اذا في أي تعليق او تنبيه او حتّـى أخطاء علموني بالكومنت او بالخاص وشكرا لكل الي يدعمني منجد الله يسعدهم ): ❤️.
YOU ARE READING
تناثـُر الأحمـَر
Romanceوأعرفُ أنّي أعيشُ بمنفَى وأنتِ بمَنفى و بينِي وبينَك ريحٌ وغيٌم وبرقٌ ورعد وثَلج ونَار وأعرفُ أنّ الوصُول لعينيكِ وَهم وأعرف أنّ الوصُول إليكِ انتحار ويسعِدني أن أمزق نفسِي لأجلكِ أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية يا من غزلتُ قميصكِ...