40

10.5K 167 15
                                    

بيت ساره كان مكان لبكاء و الم كبير .. ساره كانت تبكي و تصرخ بشده من رجعت من المقبره بعد ما غسلوا بنتها و دفنوها كانت تبكي و تصرخ بين يدين ام فارس و ام مشاري الي كانوا يحاولون يخفوفن عنها وهي ما على لسانها الا كلمه انا السبب انا السبب ...
عواطف طلعت من المستشفى على مسؤوليتها و جالسه نفس الميته الحيه على كرسي شوي بعيد عن امها و دموعها ماهي مفارقه عينها و هي تبكي بصمت كبير ما كانت تبي تتبكي بصوت عالي حتى ما تزيد امها اكثر.. هند كانت جنبها تنظر لساعتها دقيقه و الى موبايلها ساعه ثانيه ما كان عاجبها اللي يصير ابدا ولا الناس اللي يلسمون عليهم و يعزونهم كانت تسلم ببرود شديد لحد ما سقطت عيونها على وحده تعرفها
الجازي مشت بخطوات بطئيه بسبب كبر سنها ومعها جوليا : عظم الله اجرك يا ساره
ساره كانت تبكي و ما ردت عليهم ام فارس: اجرنا و اجرك يا ام اسماء ما قصرتي
الجازي: حق وواجب يا ام فارس و ساره و بناتها اهلنا
هند وهي تلوي وجهها: لك عين تجين بعد اللي سوته بنتك
الجازي حركت راسها بس جوليا ردت قبلها: سوما لم تفعل شيئا و ستثبت براءتها
هند وهي تعطيها نظره ساخره: واو تجييييييدين العربيه
جوليا بنبره اكثر سخريه:و اجيد الاهانه ايضا ايتها الساحره
هند انقهرت لان جوليا نادتها باللقب اللي تناديها فيه ايمان و كانت بترد لما قالت عواطف بكل الم: يكفي يا هند.. انتي ما تستحين؟؟؟
هند: انا اللي ما استحي ولا هم اللي يذبحون الميت و يمشون بجنازته
الجازي تنهدت و عطتهم ظهرها:هيا يا جوليا
ام فارس و ام مشاري: لحظه يا ام اسماء..
الجازي هزت راسها : لا اسفه ما عندي استعداد اجلس في مكان هي فيه
هند بغرور: شنووو طايحه من عينج
الجازي نظرت لها نظره استحقاريه و مشت جوليا كررت نفس النظره و مشت مع سيدتها المريضه هند حست باذلال كبير لان الجازي اهانتها بشكل مختلف عن الاهانه اللي تاخذها من ايمان و غيرها حركت عيونها و تاملت ام فارس و ام مشاري وغيرهم وهم يعطونها نظرات كلها حقد .. هند لوت وجهها و استمرت تطق في موبايلها وتقول في نفسها: اكرهم اكرهم كل الناس اللي يحبوووون ايمان اكرههم..
-
-
مركز الشرطه..
السجانات استدعوا اسماء اللي قضت ليله سيئه جدا في السجن لان المحقق طالبها للتحقيق بعد ما مشت خطوات قليله تلاقت مع عبدالعزيز اللي كان ينتظر : سوما
اسماء نزلت دموعها من عيونها اللي يحيطها السواد: عبدالعزيز
عبدالعزيز كان بوده يضمها بقوه لقلبه بس ما كان قادر بسبب السجانه: خالتي رشحت لنا محامي شاطر و ان شاء الله بتطلعين اليوم معي
اسماء: واذا ما طلعت
عبدالعزيز: تفاءلي بالخير يا سوما...
اسماء بعيون كلها تعب: عبدالعزيز اذا ما طلعت من هالتهمه بليز طلبتك..
عبدالعزيز: اطلبي امري
اسماء: تزوج ندى
عبدالعزيز: خييييييييييير؟؟؟ اسماء انتي انهبلتي كيف تطلبين مني هذا الشيء
اسماء: عبدالعزيز التهمه انلصقت فيني وانا اكيد بنعدم
عبدالعزيز مسك كتفها رغم السجانات: سوووما انا مستحيل اسمح لهم يعدمونك... راح تطلعين راح تطلعينن لانك بريئه
اسماء وهي ترجف: خايفه
عبدالعزيز: لا تخافين
السجانه سحبت اسماء معها لغرفه التحقيق و عبدالعزيز يمشي جنبها لحد ما وصلوا غرفه المحقق اللي كان المحامي ينتظرها هناك اسماء كانت تنظر للمحاميه اللي لابسه عبايه طويله بسبب طولها ووقفتها الواثقه كانها تعرفها بمجرد ما ابتعدت و نظرت لها توسعت عيون اسماء: راني!!!!
راني ابتسمت بثقه: مرحبا يا سوما
اسماء من غير لا تحس سحبت يدها من السجانه و رمت نفسها لحضن راني : راني راني !!!!!
راني حضنت اسماء بقوه : لا تخافي ولا تبكي ياا سوما.. سنتهي كل شيء قريبا اعدك
عبدالعزيز كان مصدوم : سيده راني !
راني وهي ترفع حاجبها: كيف انت يا سيد عبدالعزيز
عبدالعزيز: الحمد لله على سلامتك
راني: شكرا..
اسماء بعدت شوي حتى تتاكد من راني: انا لا افهم... متى و كيف ولما لم اعرف..
راني : متى ؟ من اسبوعين تقريبا و لما تعرفي دعيها للوقت المناسب..الان لدي قضيه اكسبها
عبدالعزيز: هل افهم انك ستتولين القضيه
راني : طبعا و تظن اني اترك قضيه تتهم فيها سوما الغاليه لشخص اخر..
راني دخلت بكل ثقه مع سوما لعند المحقق اللي ابتسم : اهلا يا سيده اسماء .. هل اعجبتك الاقامه عندنا
راني : سوف تعجبها اكيد بعد ان ارفع قضيه عليك بتهمه توجيه اتهام لبريئه و حسبها دون دليل مادي
المحقق: ماذا!! من انتي يااا سيده
راني: محاميه السيده سوما راني التي سوف تندم لانك دخلت في قضيه ضدها ...
المحقق رفع حاجبه و بثقه: واو.. جميل جدا وكيف سوف ستجعليني اندم
راني: اولا لانك اعتبرت كل من نظراياتك دلائل قويه تسمح لك بحبس السيده سوما وماهي الا اتهامات باطله و سخيفه
المحقق : لا تحاولي اثارت اعصابي
راني: ليس في كلامي ما يثير اعصابك الا انني اقول الحقيقه التي تحاول الدوران حولها حتى تصطاد المجرم الحقيقي والذي ليس سوما طبعا و السبب هو الصراخ اولا و هو ان انك تقول ان فاطمه لم يسمع صراخها في الوقت نفسه الذي سمع فيه صراخ اسماء و هذا تقرير اكثر من خبير جنائي مختص بجرائم القتل يؤكد ان القاتل عندما يقوم بدفع الضحيه من الخلف فان الضحيه لا تطلق صوتا الا بعد قربها الشديد من الارض و هذا بعكس عندما يندفع من الامام و بعد ان تاكدت من ملف الخبير الجنائي توصلت الى ان الضحيه قد سقطت بشكل يدل على انها دفعت من الخلف او رمت نفسها الى الارض بملئ ارادتها وهذا عكس لما فعلته السيده اسماء التي بمجرد ان رأت الجثه صارت تصرخ و تتراجع الى المكان الذي استقرت داخله و الذي يسمع منه صوتها و هو ما تؤكده كل من اسماء و روان عندما وجودها
المحقق نظر للتقرير و حس بشيء من التوتر : وماذا بشان تاخرها في المجيئ للجناح
راني باستخفاف: لا اصدق يا سيدي انك تبني تحقيقا كامل على قصه تخيليه.. وعلى نظرتك لحركه السيده سوما
المحقق بدأ يفقد اعصابه: لا افهم
راني : اقصد ان السيده سوما هي انسانه رقيقه جدا مسؤوله كبيره في لجان خيريه و مساعادات احتماعيه اكثر مستحيل ان تقول و بكل بساطه بقتل انسانه و من ثم تعود من جديد لعمل القهوه و تعود الى الجناح دون ان يلاحظ احد عليها هذا الشيء
المحقق بضحكه ساخره: هههه و تردين ان تثبتي براءتها على قصه متخيله اخرى؟
راني : لست غبيه و لم اكسب شهرتي هذه من كلام فارغ مثل هذا ... لدي دليل قاطع على كلامي هذا ..
المحقق: وماهو
راني : من خلال ملف تحقيقكم عرفت ان القتيله ماتت بعد الساعه 12 و هو الوقت الذي خرجت فيه السيده اسماء
المحقق: اجل
راني : ولكن السيده اسماء بما انها لا تشرب القهوه مثل ما يفعل الجميع و تشرب حليب من الكاكاو الساخن وهو طبع اخذته من صديقتها الغاليه ايمان لم تستخدم غلايه الماء لصنع القهوه و انما استخدمت جهاز المايكرووف لتسخين حليب الكاكاو
المحقق بعيون مستغربه: ايش؟؟
راني ضحكت و حركت عيونهها لاسماء: لما لم تقولي معلومه بسيطه مثل هذه يا اسماء..
اسماء : لم يترك لي فرصه و لم اشعر ان الامر يتستحق المعرفه لان اعداد الحليب كان خلال عملي للقهوه.. يعني لم يزد وقت عليه
راني : وانما هو دليل براءتك ... طلبت من لجنه الخبراء الحنائين نسخه عن تقريرهم و ماهو ما عرفته منه انه كانت هنالك ثلاث اكواكب قهوه تحمل بصمات السيده اسماء وهند و روان و سديم و اخر يحمل بصمات السيده اسماء يحتوي على حليب الكاكاو اضافه الى بصاماته على جهاز الميكرويف
المحقق: اتمنى ان يكون لحديثك عن الطعام هذا بقيمه لاني قد اسجنك بسبب الاستخفاف برجال الشرطه
راني : حاول... خصوصا بعد ان تفهم هدفي
المحقق: هدفك؟؟
راني : بعكس جهاز التسخين جهاز الميكرويف يجتوي على توقبيت لاخر عمليه و اخر عمليه كانت في الساعه 11و خمسون دقايق .. و اذا اضفنا عشرين دقيقه اخر عليها بدل التسع دقايق التي تزعمها فسوف نفترض ان السيده اسماء وصلت للغرفه في تمام الساعه 12 و عشر دقايق
المحقق و هو يرفع حاجبه: ماذا تعنين
راني: اعني ان تستعد لكي تتحمل ثمن سجن موكلتي لان فحص مكالمات السيده فاطمه تجد ان مكالمتها مع السيد ساره انتهت في الساعه 12 و عشرون دقيقه !!!!!!!!!!! بمعنى انها كانت ما تزال على قيد الحياه بعد رجوع السيده اسماء للغرفه بوقت طويل !!!!
المحقق توسعت عيونه صدمه: ممممممماااذا؟؟؟
و اخيرا جاء دور راني انها تضرب الطاوله: ربحت وانت خسرت ايها المحقق الذكي... سوما بريئه من اتهامك
اسماء حست انها بتنهار من الصدمه السعيده اللي صابت جسمها من السعاده اللي غمرت جسمها انهارت لتسقط بين يدي عبدالعزيز..: سوما
راني: لا تلمها يا عبدالعزيز ..فرحت المظلوم اذهب معها و انا اتصرف مع هذا
عبدالعزيز نظر للمحقق اللي ما تكلم و حمل اسماء على بين يدينه و طلع على طول ..راني حركت عيونها للمحقق: اتعرف ما قد افعل بك الان
المحقق عض شفايفه: لم يسموك المحاميه التي لا تخسر من فراغ
راني: يعني كنت تعرفني
المحقق: ومن لا يعرفك يا سيده راني... رايت صورك كثيرا بعد قضايا كثيره فزتي بها ... وايضا سمعت بمحاوله قتلك و دخولك لغيبوبه .. و لهذا لم اصدق انك هنا
راني بابتسامه ساخره : محاوله قتلي... يا سيدي المحقق ... انت شخص جيد و انا اعرف شعورك في الرغبه للقبض على المجرم لكنك تسرعت كثير و هذا ممكن يضيعك
المحقق: بس انا مستعد لتحمل خطأيئ و نيل اي عقاب
راني : وانا لا اريد ان اعاقبك... فلن اكسب شيئا ابدا من تحويلك للتحقيق و اخذ تعويض مالي فلدي الكثير
المحقق: ماذا تردين؟
راني: هنالك قضيه عالقه اريد انهاءها و احتاج الى مساعدتك فيها ..
-
-
-
نواف كان ماسك في يد ايمان اللي كانت متمدده على السرير الابيض و المغذي بيدها و يمسح عليها وهو عيونه حمراء من البكاء و الحزن الكبير فواز كان جنبها من الجهه الثانيه و يتنهد بالم رغم محاولات نواف باقناعه انه يرجع لعند زوجته ما قدر يترك ايمان لحالها كذا ..
ايمان بتالم: اهاا....
نواف بسرعه قرب منها: ايمان...
ايمان فتحت عيونها و شافته : نوووواف؟؟؟
نواف: عيون و روح نواف...شلونك يا الغاليه
ايمان كانت حاسه نفسها ضايعه و ماهي ذاكره شيء حركت عيونها و شافت فواز و تذكرت اللي صار و صارت تبكي: فاطمه .....فاااطمه....
نواف سحب ايمان لحضنه و صارت تبكي على صدره لما قال فواز برغبه منها انها تسكت: ايمان بليززز ماهو زين للي ببطنك
ايمان كانت غرقانها بحزنها و تعبها لما سمت كلمه فواز: اللي في بطني
نواف بصوت يخفي فيه حزنه: انتي حامل بشهرين يا ايمان
ايمان حركت عيونها لنواف : في شهرين؟؟؟
نواف : من اخر مره يا ايمان
ايمان حركت عيونها لبطنها و بعدها رجعت دموعها من جديد: ما اصدق ... ما اصدق
نواف بصوت جاد: ايمان ارجوك... وضعك ابدا ماهو احسن من ريم.. لا تتحركي
ايمان: ليش؟؟؟
نواف: بسبب السم اللي اخذتيه تعرض رحمك لمشاكل كثيره و صعب يحمل طفل بعدها سقوطك من شوي زاد الوضع سوء... لازم تظلين على ظهرك فتره حتى تقدرين تحملينه... ولا راح يموت
ايمان بخوف رجعت ظهرها : لا يموت لا
فواز كان على وجهها ملامح استغراب بس كمل: و الغضب و الحزن ماهو زين بعد يا ايمان ..
ايمان هزت راسها بس رجعت تبكي: اتمتى....بس ..
نواف: كلنا حزينين يا ايمان.... بس ما نقدر الا ان نترحم عليها
ايمان: الله يرحمها ... بس جسار..
نواف: تطمني راح ارجع و اكون معه
ايمان: بروح معك
نواف: ايمان...انا شنو قلت... لازم تظلين على ظهرك ... فواز راح يظل معك و مع ريم و بتجلسون مع بعض في غرفه وحده وانا برجع اقوم بواجبي مع اختي ...وبعدها ارجع لك لا تخافين
ايمان : بس
نواف: ايمان بطلب منك طلب.....
ايمان: اطلب...
نواف: اتمنى محد يعرف لا بمكانك ولا بحملك
ايمان بصدمه: ليش؟
نواف: لاني ببساطه ماني مستعد اخسرك او اخسر طفلنا من جديد... ابقي هنا و انا بقول مثل ما تمنيتي انك هربتي و ما نعرف وينك لا تخافين راح اقول انك هنا لجسار و ابوك و غيره لا...
ايمان : وساره
نواف: ما اعتقد انها في بالها احد الحين غير الحزن
ايمان شهقت و هزت راسها له: الله يكون بعونها
نواف وقف وباسها و بعدها اشر لفواز: فواز تعال معي حتى ننهي معامله نقلها لغرفه ريم
فواز هز راسه: اوكي... ثواني و ارجع لك يا ايمان
ايمان هزت راسها بخفه: لا تتاخر
بمجرد ما طلع نواف و فواز ايمان نزلت دموعها الم على فاطمه اللي ماتت و نواف اللي يحبها كثير ماهو جنبها ..
-
-


الموت ما هو أنك تكتفن بترابك ! الموت أنك تحب حي ويفارقك Where stories live. Discover now