دماء علي الجدران

139 17 17
                                    

بحثت الشرطة ف كل مكان عن احمد ولكنها لم تصل لشئ كان احمد ملقيا ف تلك الغرفة المخيفة لا يستطيع ان يفرق بين النهار والليل فالغرفة مظلمة إلا من بعض النور الخفيف الذي يدخل إليها من الباب انفتح الباب ودخل مارك ومعه فريدكو وأوصدوا الباب خلفهم قال فريديكو لمارك فك وثاقه فك مارك وثاق احمد وكان الحبل قد مزق جلد يداه توجه فريديكو بالكلام الي احمد وكان يحدق اليه من خلف نظارته البيضاوية الشكل بنظرات كأنها سهام قاتلة فقال سندعك ترحل بشرط ان تخبرني عن الخليط الذي اكتشفته وعلمت انه من الممكن استخدامه ف القنابل لأنه ينتشر ف الهواء فلا يترك مكاناً فيه هواء إلا اشعله استغرب احمد من كلام هذا الرجل فهذا الكلام لا يصدر الا من رجل قد درس ف هذه التخصصات فسأله احمد ومن تكون رد فيرديكو انا احد العلماء الالمانيين قال له احمد ولماذا تسعي منظمتكم للحصول علي هذه الابحاث ما الهدف من كل هذا رد فيرديكو تخيل معي ان ننهي كل الاختلافات والنزاع الموجود بالعالم تخيل معي ان نكون أقلة علي وجه الارض متفاهمون متحابون تخيل كل هذا ضحك احمد بصوت عالي وبسخرية ههههههه اليك الحقيقة المرة ان الاختلاف والنزاع طبيعة بشرية وضعها الله فينا لحكمة يعلمها هو فقد قرأت ف القرأن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم(ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض) إن الاختلاف والنزاع سيظل حتي قيام الساعة فيرديكو إذاً فأنت مصر ع قرارك أليس كذالك لم يرد احمد فأشار فريديكو برأسه لمارك فقام مارك بلكم احمد عدة مرات ف وجهه وأوقفه ولكمه ف بطنه ليتهاوي احمد ع الارض بلا حراك من شدة الالم ومنع نفسه عن التأوه او البكاء ف وجه العدو قال فريديكو لمارك يكفي هذا الليلة دعه لعله يفكر قبل ان نأذي شخصاً عزيزاً عليه سمع احمد هذا الكلام فدخل الخوف والقلق لقلبه فهو يعلم انهم يقصدون اسماء خرج فريديكو ومارك ظل احمد يفكر وقال إن الطريقة الوحيدة حتي أنهي هذا كله هو ان اموت فيارب ارزقني الشهادة فلا اريد ان اموت منتحرا وظل يبكي وبعدها بساعة دخلت عليه الطبيبة مارجريت وعندما دخلت وجدته صريعا ع الارض ينزف بشدة قامت بمعالجة جروحه و نظرت ف الغرفة فوقع نظرها ع تلك الكلمات التي كتبها احمد بدمه ع الحائط
دمعي يسح ع الخدود حافرا
خطوطا سودا وشعورا دافئا
حتي استحال الدمع دما قاتما
والعمر صار اسودا فرقدا
أهذا جزائي اني كنت مسالما
أهذا جزائي أني كنت عالما
فوالله لو كنت اعلم لبقيت جاهلا
انا ابن كل بلدة انا احمد
قلبي بحب الخلق صار ينبض
لم تقاوم مرجريت شعورها فسالت الدموع دافئة تسيل علي خدودها واكملت القراءة
أموت وتبقي بلاد العالم إخوانا
فما انا الا مجرد انسان
والعالم كله حب وعرفان
هذه رؤياي فاسمع واعتبر
فيا دنيا ليس البكاء ع فراقك ابدا
بل البكاء ع فراق احبة وصحاب
سأشتاق الي اسماء اشتاق
فكنت لرؤياكي ارتقب واشتاق
كنتي كما الاقمار ف أوج السماء
كنتي كما الانهار ف حضن الجبال
سأموت لكن اعلمي بأنني
الي لقاكي ف جنة اشتاق
قرأت مارجريت هذه الكلمات فلم تستطع ان تمنع الدموع بل وعلا صوت بكاءها هذا كله واحمد يراقبها ف صمت ودموعه تنزل ع خده هو أيضاً من هذا المنظر التفتت مارجريت اليه وقالت له انا اسفة اسفة لأنني اصبحت مع هؤلاء الناس ولكني اريدك ان تعلم لن ادعك تموت فمثلك لا يستحق الموت سوف اساعدك لا تقلق مسحت مارجريت دموعها وغادرت الغرفة.

إلي مش هيعلق هنفخه#😂

سجين الحياةWhere stories live. Discover now