لقاء في المقابر

124 7 6
                                    

اكمل القائد كلامه وقال:نحن الان نبحث عن طريقة حتي نباغته بها وننقذ اسماء من ذلك الوغد.
وقف احمد وتوجه الي الشرفة ونظر الي السماء وابتسم وسالت دموعه رقراقة وخفق قلبه ببطئ ثم مسحها بطرف قميصه ونهض الرائد واحتضنه احمد بقوة ثم قال له الرائد سوف اغادر واعود مجددا قال له احمد حسنا.
جلس احمد ع سريره كأنه ينتظر شيئا ما وفجأة رن الهاتف رفع احمد سماعة الهاتف وكان المتصل محمود
رد احمد عليه وقال لقد كنت انتظرك اريدك ان تحضر اسماء الي المقابر الليلة ف تمام الساعة الواحدة ليلا ستجدني انتظرك.
اغلق احمد السماعة ونهض وتوضأ وصلي وقرأ ورد من القرأن ثم خرج من الغرفة وتوجه للمقابر الموجودة ف منطقته كانت الساعة قد بلغت الثانية عشر عندما وصل احمد الي قبر امه وابيه قال مرحبا امي وابي كيف حالكم لقد اشتقت اليكم اشتقت لحضنك يا امي واشتقت لصوت ابي ينادي علي واشتقت لملمس يدك وهي توقظني في كل صباح وحضنك الدافئ عندما يدخلني الحزن.
كل هذا والدمع ينفجر من عينيه وابتسامته ع وجهه لا تفارقه ثم توجه احمد الي مقبرة فارغة بجوار قبر والديه كان القبر مغلق بقفل اخرج احمد مفتاح من جيبه وفتح القفل ونفض بعض التراب فظهر حافظة بها اوراق اخرجها احمد واشعل النار فيها امام قبر والديه وظل منتظرا حتي وصل محمود ومعه اسماء وف يده مسدس
قال له احمد: لقد اشعلت النار في الابحاث وهاهي امامك الان تشتعل.
نظر محمود الي احمد واحمرت عيناه وقال:ايه الاحمق اتعرف ماذا فعلت تبا لك سأقتلها بسببك.
احمد:لا تتعجل انا من كتب تلك الابحاث وهي في عقلي كل كلمة وكل حرف وسأتي معك بشرط ان تترك اسماء لتذهب.
محمود:سأتركها خذها هاهي.
دفع محمود اسماء ناحية احمد وجرت هي اليه وتلقاها ف حضنه فكان كمن عادت اليه الحياة وضمها اليه بقوة وهي تبكي وقلبها يخفق وصوتها يعلو بالبكاء وقالت له وهي تجهش ف البكاء لا تذهب اليه ارجوك ارجوك
رد احمد بهدوء لا تقلقي....
((كان احمد يعلم بأن هناك حراسة علي منزل محمود وكان متيقن من انهم قد تبعوه الي هنا واتصلوا بالرائد))
ابعد احمد اسماء عن صدره وامسك بكتفيها ونظر الي عينيها مبتسما ثم تقدم الي محمود بخطوات بطيئة ونظر الي قبر والديه وابتسم.
ظهر الرائد فجأة وامر محمود بأن يلقي مسدسه
صرخ محمود ايه الخائن سأقتلها.
اطلق محمود النار وقد وقف احمد حائلا بين الرصاصة واسماء رد الرائد بالنار ع محمود ف نفس اللحظة ومات الخائن اما احمد فقد تلقي الرصاصة ف صدره ثم أدار وجهه الي اسماء وابتسم وهي واقفة جامدة لا يتحرك إلا دمعها ع خديها سقط احمد وجرت إليه لتضع رأسه في حضنها ومد هو يده دافئة الي خدها يمسح دموعها ومازال مبتسما
ونظر الي الرائد وهو واقفا يبكي بكاء شديدا فحرك احمد اصبعه قائلا له لا لا تبكي ثم ظل ناظرا الي اسماء وهي تقرأ في عينيه كلامه
((سيعلم الجمع موعد اللقاء.وفي جنة الرحمن يزفنا الاحباب
يامن يعز علينا ان نفارقهم..وجداننا بعدكم كل شئ عدم
اذ الشوق اعتراك ف ليلة غم. ففي الثريا وجهي بات مبتسما
يا اجمل الخلق يا عزتي.. وداعا لدنيا فانية بلا احزان
وللقاكي صبرا جميلا.. ففي الجنة ملتقيان
مسح الدموع وصيتي ومتابعة.. الافراح امر فلا يفترقان))
ثم وجه احمد رأسه لقبر والديه وابتسم ثم صعدت روحه شريفة طاهرة يزفها حور العين وملائكة الرحمن...

أتمني أن تنال اعجابكم.....
الراوي: احمد سامي عبد السلام
ملاحظة.. البيت الثاني مستعار من مطولة المتنبي تخليدا لذكراه..

سجين الحياةWhere stories live. Discover now