فاق احمد من نومه وفتح عينيه ليجد الرائد حسين والدكتور اسعد يتحدثان امام سريره فلما انتبها الي انه قد افاق قال له الدكتور اسعد كيف حالك يا بطل؟هل تذكرت كل شئ؟ قال احمد نعم ولكنني اريد ان اري صورة الشخص الذي انقذني وسيادة اللواء إن اسم الفندق كوستيكا رد حسين عليه لقد اقتحمنا الفندق بالتأكيد ولكنهم كانوا قد هربوا وأحرقو كل شئ للأسف أما بالنسبة لمن انقذك فهاهي صورته وهو يسكن ف حي الحسين عمارة 12 نظر احمد الي حسين باستغراب وقال له انا ايضا اسكن ف نفس الحي يالها من صدفة غريبة حقا متي يمكنني الخروج من هنا؟ قال له الدكتور اسعد يمكنك الخروج الان ولكنني كنت اتكلم مع الرائد حسين انك مازلت ف خطر ويجب ان نعين عليك حراسة ولكنك لن تشعر بوجودهم معك سيحرسونك متخفين دائما حتي نتأكد ان الخطر زال. قال له احمد حسنا سأغادر الان ونزل احمد من ع السرير و قام بالاستحمام وارتداء ملابسه ثم غادر نزل احمد الي الشارع بعد مرور شهر ونصف وكان اكثر ما يشتاق لرؤيته اسماء فهي كل ما تبقي له ف الدنيا بعد ان توفي ابوه وامه اوقف احمد سيارة وكانت الشمس تميل للغروب ونزل احمد ف الحي ليدخل الشارع فوجد الناس قليلين ع عكس العادة فمن عادة هذا الشارع ان يكون مزدحما أوقف احمد احدهم وسأله ماذا هناك فقال له الرجل هناك عرس ف نهاية الشارع امام العمارة12 تعجب احمد من هذه الصدفة ايضا فهو سوف يذهب الي تلك العمارة ليشكر الرجل الذي انقذه وكان اللواء حسين قد اخبره بكل شئ عنه فقال له ان اسمه محمود وهو مهندس كهرباء واعطاه صورة له قرر احمد ان يذهب الي هذا الفرح كي يشكر محمود وبالفعل ذهب احمد وما هي إلا لحظات حتي وضع يده ع قلبه واتسعت عيناه ليري اسماء جالسة ع الكرسي بجوار محمود وترتدي فستانا ابيض رأي احمد ذلك كله فتسارعت ضربات قلبه وشعر بدوخة وكاد يسقط لولا انه استند الي عمود ف الشارع ظل ينظر لمدة ربع ساعة ويعجز عقله عن التصديق
ثم قرر ان يذهب قبل ان يلاحظه احد المعارف وظل يمشي حتي وصل الي شاطئ البحر فجلس علي كرسي
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
وكان اذان المغرب قد اعلن عنه فهدأ احمد عندما سمع الله اكبر وذهب الي احد المساجد القريبة أدي الصلاة ثم عاد من جديد ليجلس ويشاهد منظر الغروب وعينيه غير قادرتين علي ان تدمعا
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
ظل احمد ينظر الي البحر ساعات وساعات حتي اظلم الكون وغابت الشمس وانصرف الناس الي منازلهم وهو مازال جالسا وحده يفكر ثم قال محدثا نفسه هذا افضل لها فحياتي ف خطر واخشي ان تتعرض هي ايضا لذالك الخطر والان انا متأكد من انها تزوجت من شخص نبيل فما فعله محمود معي بالرغم من انه لا يعرفني يدل ع نبالته وحسن اخلاقه. ثم رجع احمد بظهره للوراء ليستند ع الكرسي وقال. نقضي الحياة ودمع العين يملأنا ونحلم بالسعادة وما للحلم يسعفنا وظلام في ظلام الكون افزعنا وذنوبنا بشقاء العمر تسفعنا وشيطان الهوي يسعي يمتعنا والنفس كلب الهوي تجري وتعصينا إللهي نورك الوضاء انجدنا نصبوا الي رحماك ربي فثبتنا قال احمد اخر بيتين وهو ينظر الي السماء ويرفع يده لله ثم تابع قائلا لماذا يجور علي الزمان أخبرني أكنت يوما ظالما فيعاقبني أقضي الحياة وكل الحزن يأسرني أه من الايام فتتت قلبي ويسح الدمع منهمرا ع خدي والضيق يملأني من صدري الي قدمي اخذت دموع احمد تنزل بشدة من عينيه فهو يتذكر ما حدث له وكيف ان حبيبته المتبقية له من هذه الحياة ف حضن شخص اخر الان وقال ذهب الجميع وتركوني وحدي هاهنا وقلبي فته سقم بلا دوا فكنت ظننتها توشك تتبسم اه من الايام ومن مرها تجرعت كأس المنية من فعلها فكأنني جسد بلا روح ولا قلب بين الخلائق اسير تائها بلا درب أه من الايام ومن مكرها ونفسي ف ظلام الكون غارقة بلا بصيص ولا امل يساعدها حبي الوحيد تزوج البارحة من منقذي عجبا فعائلها والصمت صار صاحبي المتواجد دوما يرافقني فيا عجبي من الايام صار لونها عدم أبي وأمي اشتقت للرؤيا فهل يقبض الرحمن روحي يحررها بعد تفتل الاحبال ارجوك تأخذها فما لي إلا المنية منقذ أه من الايام ومن نوائبها حتي النجوم تسترت من فوقي والقمر اختفي من شدة الحزن انهي احمد تلك الكلمات التي تبعث في القلب الحزن واليأس ثم رفع قدمه ع الكرسي ومددها واسند رأسه الي ذلك الكرسي وجعل وجهه ف السماء ونام.
