19. أين حبييتي .!

8.6K 304 85
                                    

إستفاقت من شرودها فور سماعها صوت كلاب لاهثة تشق الطرقات من وراءها... فزادت سرعتها في الركض هرباً من أنيابهم.. هرولت بكل ما تملكه من طاقة إلا أن وصلت لطريق مسدود اندست بين جدرانه الثلاث  تلتقط فيه أنفاسها المتقطعة .. وجدت نفسها محاصرة في منطقة المجهول. ... و إنقطع النور عن عينيها فجأة لتغرق في غيبوبة سوداء عميقة!!

ليتها كانت تعلم أنها هربت من أنياب كلب لتسقط في شرك آخر نسجه ذئب !!

أحست بثقل رهيب يطبق على جفنيها ما إن همت تحاول فتح خضراوتيها ... اي نوع من المخدرات تجرعتها لتنام هكذا!! كم الساعة الآن!! ما هو تاريخ اليوم!!..
استفسارات كثيرة بقيت تصدم ذاكرتها.. فبقيت تجهل الاجابات بخصوصها.. إلاَّ هذا المكان المظلم المليء برائحة غريبة وجدت نفسها فيه. . . .

ليس قبواً لأن الرياح الباردة تلفحه بقسوة عبر ثقوب توزعت في كل مكان.. و ليس سجنا لأنه من دون قضبان.. و لا أستوديو لأن الجدران العازلة للصوت ليس من خصائصه.. بدا أشبه بمستودع او بكوخ مفتوح محاط بسور خشبي مكسو بطبقات اسمنتية بكثافة السنتيمتر بقدر ما قد تكون هشة غلبها الزمن ....

لفت نظرها احدى الثقوب المتواجدة على إحدى الطبقات.. انزاحت من مكانها متوجهة نحو الفجوة لترى عبرها العالم الخارجي ... حشائش، اغصان هشة مرتمية بإهمال تكاد تسمع أنينها إذا ما رفستَ عليها بقدميك ..
كل شيءٍ بالمكان يوحي بالدمار.. يشير إلى أنه مهجور لا تقطنه سوى ذرات الغبار الناعسة تطير في الهواء تلفحها كالرياح كلما احدثت حركة .. تجهم وجهها بألم حادّ جدًّا سيطر على مشاعرها كافة .. إشتاقت لحبيبها كمال  اشتاقت لمحيطها ..و لعائلتها .
ذرفت دموع  الوحدة و المذلة من عينيها الجميلتين وهي تغوص في تفكيرها عميقاً ، رفعت يديها للسماء تدعو ربها بتوسل أن ينقذها من مصيبتها و ألا يحصل الأسوأ .. أن تعود سالمة لبيتها و زوجها .. لأسرتها الصغيرة و والديها .. كان كمال ينقذها بشهامته كلما تعرضت لمكروه لكنه الآن لا ينقذها، عليها إنقاذ نفسها التي تتجرع ألماً بنفسها ..........

ارهقت يديها و هي تضرب على باب خشبي مهترئ.. في محاولة يائسة للهروب من وكر الذئب الذي احتجزها هنا و اتخذ منها سجينة أسيرة لانتقام شنيع ربما او لأعمال أسوأ بكثير عما يمكن أن يخطر على بال أحدهم ، و كفأر صغير يكافح للهروب من مصيدته .. صرخت بعبارات النجدة بقدر هشاشتها...  عنفت الأبواب لتكسرها دون جدوى..

كم من الوقت مضى عليها وهي مغمى عليها في هذا المكان القذر بثياب خفيفة لم تكن ترتديها قبلاً !! و لماذا يتم السفيه الذي اختطفها فعلته في مكان مهجور وسط الأدغال؟؟ ما الذي يريده ساجنها بالضبط!! آخر ما قد يرغب به هو المال حسبما إستنتجت! فالقميص الذي تذكر توسده في غيبوبتها مصنوع من الحرير الفخم! ما قد يكون هدف الذئب القوي من إنتقاء  حمل وديع مثلها...

أنـا و زوجـتـِي 💕Where stories live. Discover now