16. وخـزة الندم !.

8.5K 413 179
                                    

.
.
..
...
..... ☆. ☆. ☆. ☆.

وضع الناذل الوسيم يده على كتفها مشجعاً :

" اذن لا تستسلمي لتلك المرأة، انها صائدة محترفة!
عليك ان تحملي سلاحكِ و تقاتلي من اجل زوجكِ.. رغم صعوبة الموقف فإنك ستؤجرين على شجاعتك عند الله.
أنتِ تمتلكين شيئاً قيما جداً كـفتاة، انه ناذر جداً في زماننا هذا و ذلك الشيء وحده يمكنه أن يأسر زوجكِ! "

نظرت لعينيه بدموعها المترقرقة سائلة :

" و ما هو؟؟ "

ابتسم لها :

" البراءة.. انصحك بالتمسك بها سيدتي. بالاذن ! "

و رحل تاركاً خلفه دموعها الحارة ترسم مسارها بغزارة الامطار على خدها المشتعل بؤساً و يأسا...

بؤس لحالها اليائسة، و يائسة لاستحالة سيطرتها على ذاتها المهتزة حزنا و ألما متأججا مسح على ملامحها البريئة المقطبة.

بعد لحظات حملت حقيبتها. و امتطت قدميها للخارج ترفس الارضية بصمت ، تمسح بأصابعها الالماس المتلألئ على وجنتيها.
و تكتم جحيم شهقاتها المعذبة المخنوقة .........

لا يمكنها أن تترك اليأس يهزمها،هذه المرة عليها ان تحمل السلاح الفتّاك و تعيد المبارزة.
لن تستسلم لأحزانها القاتلة مجدداً  ...

قاد كمال إلى منزل رهف ، في سطوع القمر و حلكة ظلام الليل التي تعانقت فيه بعض النجوم تتمازج مع لون رمادي يزيد السماء بهاءً و غموضاً.
كما كان قرص القمر حاضراً بطلته اللؤلؤية المكتملة ينير الكون في ظلامه الدامس.

دوت اصوات إطارات سيارته الجامحة بسرعة قصوى اقتـنصها كفرصة لمواجهة النيران التي تشتعل بقلبه قلقاً عليها ...
و كأن عجلات السيارة تمتص من قلبه حرارة الندم لتزيد من إحتكاكها بالطريق ...
لطالما أحب القيادة في طرقات متعرجة بين السهول و وسط الطبيعة الخلابة كلما أصاب مزاجه سوءاً   ..

ولكن هذه المرة غير كل المرات. يستغل الهواء الذي، يقذف بسرعة من نافذته يتلاعب بشعره ليخمد بركانه الهائج المدمّر. لقد تركها هناك وحدها في فندق يعم بخبث الرجال و يكتظ بالافواه المفتوحة لجمالها ، اصابت إبرة الندم لبه تُجمد الدماء في عروقه و تقطع عليه أنفاسه الحارة لهول فعلته... 

كانت المناظر الخلابة التي يعشقها تمر أمامه بسرعة الريح...  لم ينتبه لأي منها. بل بقيت عيناه مسلطتان
على الطريق السريع... 
كل ما يتمناه هذه اللحظة الراهنة هو ان ينبت له جناحان ليطير عائدا حيث زوجته ماكثة.

ندم شديد يهتز له قلبه و كيانه ، يشعر بكبده يحترق بأسمها. ماذا لو أصابها سوءاً لا قدر الله!!

غضبه من تصرفاتها و وسوسة الشيطان اعمياه عنها كليا و نظرة الرجال لها سلبت القليل المتبقي من عقله، فقام يجرح مشاعرها بسكين كلماته التي بدأت لتوها تضرب على أذنه بقسوة صوته و كأن المسرحية الهزلية التي جمعتهما قبل نصف ساعة من الآن.. تدور احداثها امام عينيه :

أنـا و زوجـتـِي 💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن