تمهيد

14.2K 655 30
                                    



اربعة اشخاص يرتدون المعاطف الطبية, ويغطون وجوههم بكمامات طبية, يقفون بترقب وانتباه للفتاة التي انزوت في زاوية الغرفة, تنظر بخوف للغرباء و برجاء للثنائي الواقف في الجهة المقابلة لها, ارتعشت شفتاها و خرجت من بينهما توسلات و كلمات مرتعبة, لا تفهم ما يجري او بالاحرى لم ترد فهم ما يحدث.

راقبت بأعين خائفة راقبت احد الاطباء يرتدي القفازات المطاطية ببطء و كأنه يتعمد إخافتها اكثر, ثم ازال عن الحقنة غطائها. تلفتت حولها بذعر, تبحث في الاعين المحيطة بها عن اي شفقة او مساعدة لكن عبثاً بحثت فقد اداروا ظهورهم لها, غير قادرين على مواجهة عينيها اللتان اتسعتا بذعر.

اثنان من الوجوه المقنعة اتوا من كلا الجانبين وقبضوا على رسغيها بقوة وجعلوهم خلف ظهرها، لم تستطع الحركة،لكنها بطريقة ما وجدت صوتها و صرخة ندت عن شفتيها، والدتها دفنت وجهها في صدر والدها، سمعت سينثيا تنتحب في الغرفة المجاورة .

"امي...؟"رجتها بهمس متكسر.لكنها ادارت ظهرها تنتحب بصوت عالي في صدر والدها.

"ابي..." نادتها املة ان يتذكرها، عسى ان يتذكر طفلته الصغيرة، يتذكرها قبل ان يحدث كل هذا.

"خذها بعيداً" بصوت جاف و وجه متجهم خال من المشاعر امرهم.

احد الرجال المقنعين اقترب مرة اخرى والحقنة في احدى يديه، واليد الاخرى ممتدة امامه بأستعداد, جاهزة ليمسكها خوفاً من ان تهاجمه، لكنها لم تستطع، اصبحت ساقيها لا تحملها، خارت قواها فأغمضت عينيها باستسلام،  عرفت انه لا توجد طريقة للفوز بهذا القتال الذي خسرته من قبل ان تبدأه, فكرت بألم - من كنت غير هذه الفتاة الصغيرة؟من كنت غير هذا المسخ. انهم يعتقدون انني شخص مجنون ، لكني اعلم مارأيت ، رأيت مالم يره اي احد اخر-

الرجال المقنعون امسكوها وقبل ان تفكر بفعل أي شئ اخر كان الظلام هو كل ما يحيط بها...

Visions (Alice Cullen) -edited-Where stories live. Discover now