(5)

4.1K 342 17
                                    



جلست على المقعد الخشبي في غرفتها, تحدق خارج النافذة، السماء الزرقاء مملؤة بالغيوم البيضاء المتناثرة، الشمس الساطعة تنشر اشعتها بقوة على الارض، النسائم العليلة باردة تلفح وجه أليس كل حين، تبعد خصلات شعرها الاسود الطويل عن عينيها. يوم مثالي لكن لا تستطيع التمتع به وهي  محتجزة هنا، محتجزة داخل هذا السجن، محتجزة داخل جسدها وعقلها ،محتجزة في ظلام عميق لا ينتهي، لم تستطع تركيز افكارها على اي شيء، كل ما كان يشغل عقلها او ما تستطيع تذكره حين تحاول التذكر بقوة، عينا امي الواسعة، شعر ابي البني المموج وجنتا سينثيا الورديتان، و سباستيان .

سباستيان ......

لم تره منذ على مايبدو سنين، لم يعد ليحررها من شياطينها، تركها متشبثة بأمل، أمل مزيف على ما يبدو، قلبها يعتصر بألم كلما فكرت فيه، افتقدته، افتقدته جداً، افتقدت لمسته العطوفة، كان سيحميها، سيزيد من ثقتها و مقاومتها، كان سيعطيها الكثير، الكثير.....

أغلقت عينيها بأحكام بينما الدموع تقاوم لتشق طريقها الى السطح ، لم تبكِ منذ ايام، لم تستطع، حاولت مقاومة ذلك، الظلام ينتظرها عندما يحرقون عقلها، ينتظرها لتنزلق و عندها سيلتهمها بدون هوادة، لكنها لم ترغب  بالاستسلام، ارادت ان تبقى قوية حتى.....

"صباح الخير انسة براندون "
التفتت لترى الممرضة ريبيكا تبتسم لها ابتسامتها الصفراء وهي تحمل ادويتي، تسارع نبضها حين لمحت الحبوب البيضاء, اصبحت بأحتياجهم اكثر مع مرور الوقت .
اقتربت الممرضة منها، فتحت شفتيها لتضع الحبوب، ابتلعتها غير مهتمة ان كانت هذه المسكنات ستقتلها ام لا، انها لا تصنع اي اختلاف تماماً كعقلها، اصبحت فارغة جوفاء حتى من دونهم .

"سباستيان..." همست على امل ان يسمعها, كان الوحيد الذي يهتم لها ، شهقة يأس ندت عن شفتيها، لانها خشيت ان لا يعود ابداً، اغلقت عينيها بأحكام، محتفظة بوجهه الوسيم، عيناه القرمزيتان لا زالت تزورني في احلامها, اصبحت سلوتها بعد ان كانت تخيفها.

حاولت تهدئة نفسها و ذكرت نفسها بضرورة الاستمرار بالمقاومة, مع ان المقاومة بدت فاشلة لانها لم تستطع التخلص من حالة الخوف العالقة فيها، بعد لحظات من الثبات، فقدت سيطرتها عندما سمعت صوت الدكتور باريت، تصبح خائفة، مرتعبة كلما سمعته، تجمدت عندما اقترب لكنها بقت تحدق خارج النافذة، سحب كرسياً و جلس بالقرب منها.

"انسة براندون" سأل بصوته المستفز وهو يضع يده على ركبتها التي لم ينجح ثوبها القصير في اخفائها.
نظرت في عينيه بحنق، فكرت بغضب - كيف يضع يده علي؟ انا وان كنت مجنونة لكني لا ازال انسان، انسان يستحق ان تكون له مساحة شخصية-، ابعدت ركبتها عن يديه، حدقت فيه بغضب اكثر حتى يعلم انه ليس من الصائب ان يلمسها.

"اعتذر انسه براندون، لم اقصد ان ازعجك" قال وهو يشبك ذراعيه امام صدره.
"ماذا تريد؟" سألته بنفاذ صبر لانها لم تستطع الاحتمال اكثر، نظراته تقودها للجنون .
"انسة براندون....."
"أليس" صححت له.
" أليس ..." قال وهو يقاوم الابتسامة من ان ترتسم على وجهه "انه عيد ميلادك السادس عشر اليوم، لقد اتيت لاتمنى لكي عيد ميلاد سعيد"
"صدقني دكتور ليس هناك اي شيء سعيد فيما يخص اليوم" اختنق صوتها و هي تقول له وهي تهز رأسها .مرت سنة كاملة منذ ان اتت لحفرة الجحيم هذه, سنة مضت من دون ان يأتي احد لزيارتها او حتى يسأل عن حالها.
" اعتقد ان هناك من يخالفك الرأي, افترض انكِ يجب ان تفتحي الهدية التي جاءت هذا الصباح" لم يستطع اخفاء نبرة السخرية والفضول من صوته.
" هدية؟" قالت بفضول,  ارادت معرفة من ارسلها، بالتأكيد ليس والدتها، سينثيا ربما؟

Visions (Alice Cullen) -edited-Where stories live. Discover now