(2)

6.4K 444 42
                                    



استيقظت وهي تشعر بالدوار، فتحت عينيها بصعوبة، بأفكار ضبابية وغير مفهومة، نظرت حولها لعدة لحظات قبل ان ترجع لها ذكرى ما حدث وكيف انتهى بها الحال هنا. انزوت على نفسها و بدأت النحيب بصورة هيستيرية على عائلتها، افتقدت رائحة الخبز الذي تعده والدتها ورائحه الشراب التي تملأ المكان في الصباح، افتقدت صوت ضحكات سينثيا وهي تساعد امهما في الخبز والدقيق يملأ وجهها، افتقدت المنزل.

"انسة براندون، يجب ان تهدئي" كلمها صوت انثوي رخيم من احد زوايا الحجرة.

جفلت, ذلك انها لم تنتبه عندما فُتحت الباب و اُغلقت. ادارت رأسها بأتجاه الصوت, عبثاً حاولت ان تميز اي شي من الظلام, ضيقت عينيها بتركيز الا انها لم ترى شيئاً الا حين اقتربت المراة الكبيرة منها ببطء، حدقت للحظات في وجهها, النظرة في عيني المراة تتأرجح بين الحذر تارة وبين القلق تارة اخرى, مدت يدها بتردد و ساعدتها على الجلوس مستعينة بكتفها لاسنادها.

صرير اتى من خلفهما عندما انفتح الباب المعدني, اختلست أليس لمحة من وراء كتف المراة, التمعت عينا سباستيان في الضوء الذي تسرب من خلفه, لكنهما كانتا اكثر حمرة من اليوم الذي سبقه. تقدم نحوها ووقف امامها, ينظر اليها بحزن, مد يده ببطئ نحو ووجها ومسح الدموع التي كانت لا تزال تنهمر من دون ان تدرك ذلك.

انزلت رأسها تنظر لقدميها الحافييتين, بينما كان سباستيان يمسك ذراعها، اغرورقت عيناها بالدموع و نزلت على خدها بصمت مرة اخرى.

"لماذا فعلوا هذا بي؟" همست بصوت متكسر وهي تنقل بصرها بين سباستيان والمرأة, بحثاً عن جواب لسؤال لا طائل منه.

"انهم يعتقدون ان هذا افضل لكِ، أليس، لم يقصدوا اذيتك" اجابها باعتذار وهو يمسح المزيد من دموعها.

حدقت بسباستيان لحظات طويلة, تحاول تصديق كلماته لكنها تعلم في اعماقها ان ما قاله ليس صحيحاً, تعلم انهم زجوا بها في هذا السجن لمصلحتهم هم لا هي.

فكرت انه ربما كانت مجنونة وان جنونها منعها من رؤية ذلك، هزت رأسها بقوة رافضة هذه الفكرة, علمت انه من المستحيل ان تكون مريضة، فقد عاشت حياة عادية مع حدسها، لم تبدي علامة على اي اختلال عقلي .

"اخبريني ماذا يحدث داخل عقلك, اخبريني ما الذي تفكرين به؟" نظرت صوب الصوت البارد الذي تكلم, لتقابل بالوجه الذي ميزته رغم انه لم يكن مغطى بكمامة هذه المرة، كان نفس الرجل المقنع الذي جلبني هنا. سرت رعدة خوف في جسدها بسبب صوته .

"لا،لا" صرخت و حاولت التحرر من يدي سباستيان والمراة, حاولت ان تبقى بعيدة عن متناول الرجل الذي اصبح يقترب منها بسرعة. ابتعد سباستيان و المرأة عنها, تراجعت أليس للوراء حتى التصق ظهرها بالجدار البارد, حاولت بلا جدوى ان تفلت منهم, الرجل حاوطها هو و رجلين اخرين تماما كما حدث قبل يومين. حين ادركت ان مساعيها عقيمة, هدأت مقاومتها لكن تنفسها كان لا يزال متسارعا، و قبل ان تستجمع نفسها، داهمتها رؤيا...

Visions (Alice Cullen) -edited-Where stories live. Discover now