(10)

3K 283 8
                                    



الساعات تحولت لأيام، الايام اصبحت اشهر، والاشهر اصبحت سنة .

بقيت أليس تنتظر جاسبر لأكثر من سنة, لم يكن هناك اي علائم على وصوله, كلما فكرت فيه تأتيها نفس الرؤى, لم يحدث فيها أي تغيير, تلتقي بجاسبر في هذا المطعم, خلال عاصفة ممطرة, لا دليل على الوقت او التاريخ، فقط المطعم، وعاصفة كبيرة و هو بالطبع، لكن لا شيء اخر، ليس لديها اي فكرة عن موعد وصوله.

تحسن حدسها بكثير, في البدء كانت الرؤى مبهمة و غير واضحة, الان اصبحت أليس ترى بوضوح اي شئ تركز تفكيرها عليه, رأت عائلة كولن اكثر من مرة, و مع كل رؤية تراها عنهم تصبح اكثر توقاً للعيش معهم, متحمسة لبدء حياتها في مكان تنتمي إليه.

تمضي ايامها بين المطعم و الغابة, تجلس طوال النهار بحانب النافذة عند الزاوية, و عندما يحل الليل تتسلل للغابة لتقتات على احد حيواناتها الغافلة, تجلس بعدها بجوار النهر, تستند على احد جذوع الاشجار تنتظر حلول النهار لتعود للمطعم و تعاود الانتظار ليومٍ اخر, و على هذا المنوال مضت سنة بأكملها, تنتظر جاسبر, لم تستطع المغادرة من دونه حتى لو استغرق دهراً.

رن جرس الباب ليعلن عن دخول أليس للمطعم مرة اخرى, ابتسم النادل – جوناثان- عندما لمحها تجتاز الطاولات حتى مكانها المعهود, لم يستطع فهم سر عودتها او سبب انتظارها المزعوم لشخصٍ ما كما تتدعي, و أليس لم تستطع اخباره الحقيقة و لن تتكبد عناء اخباره اي شئ, بمجرد ان يأتي جاسبر ستذهب من هنا و لن تلتفت للوراء.

" عدتِ مجدداً؟"سألها، عندما جلست على الكرسي.

ابتسمت له من دون التفوه بكلمة، هذا اليوم كانت أليس تشعر قليلاً بالغثيان، لقد مر اكثر من أسبوع منذ اخر مرة اصطادت فيها مدركة تماماً ان هذا يجعلها غريبة الاطوار، حين لمحت عينيها في الباب الزجاجي عندما دخلت, كانت قد اصبحت ذات لون قرمزي غامق، بالنسبة للبشر فأنها تبدو تقريباً سوداء، حلقها بدأ يؤلمها اكثر، عندما التقطت رائحة جوناثان، تصلب جسدها و توقفت عن التنفس.

لم تكن تحب أصطياد الحيوانات، لم اكن تستمتع بها لكنها كانت تؤدي غرضها و تسد عطشها، و يقلل من الاحتراق في حلقها. السم اندفع و تجمع في فمها عندما انحنى جوناثان على الطاولة امامها، انفاسه تضرب في وجهها, سحبت الكرسي بعيداً عنه قليلاً من دون ان تثير انتباهه، شددت على اسنانها, لو كانت بشراً لتحطمت الان.

   -لا تقتليه أليس-  بقيت تردد في نفسها اكثر من مرة.

" اذا لم يأتي صديقك، انتِ تعلمين، انا دائماً متاح " قال وابتسم بما اعتقد انها ابتسامة جذابة

فغرت فمها من الصدمة, عندما قال هذه الكلمات، هل هو حقاً يعتقد انها، مصاصة الدماء سوف ترغب به بهذا الشكل؟ كان انسان، هو كان فريستها، لكن بالطبع هو لم يعلم هذا، وانا لا استطيع ان تلومه لانه يقول مثل هذه الكلمات.

Visions (Alice Cullen) -edited-Where stories live. Discover now