(11)

3.2K 281 7
                                    



لو كانت بشراً لكان الدوار قد تمكن منها الان, حين انتفضت على قدميها، راقبته من بعبد يدير وجهه في ارجاء المكان, لاحظت أليس وجهه يلتوي بألم حين غمرته رائحة البشر،ارادت ان تنتظر عدة لحظات قبل ان تذهب اليه لكن قدماها حملتها رغما عنها ناحيته حين رأته يهم بالمغادرة.

لم تستطع ان تمنع نفسها من النظر اليه بتوق, و لم تستطع  كذلك ان تزيل هذه الابتسامة السخيفة التي ارتسمت على وجهها. انتظرته لوقت طويل جداً، لم تكن قادرة على إخفاء مدى راحتها لوصوله اخيراً.

بصره اتجه ناحيتها حين رآها تقترب منه، لاحظت ان اقترابها قد أثار خوفه بطريقة ما. تصلب جسده بحذر عندما اقتربت منه اكثر، التقت عيناه الداكنة بعينيّ.
لقد كان عطشاً و سيكون من الصعب التعامل معه.

لكن رؤيا باغتتها حين وقفت امامه, رأت انه سيكون مفتوناً بها قدر ما كانت مفتونةً به. شعرت بألفة قوية تجاهه كما لو سبق لهما ان تقابلا، كما لو انه صديق قديم كان غائب منذ وقت طويل، واخيراً قد التقيته بعد سنين طويلة , كما لو ان قطعة مفقودة منها قد عادت لمكانها بعد طول انتظار. لكن هو بدا متوجساً منها, زم شفتيه  و اصبحت كخط مستقيم ، و ملامحه الجميلة كانت تحمل سخطاً و انزعاجاً. على الرغم من ان أليس علمت انهم حين يقابلون عائلة كولن فأنه سيكون افضل حالاً.

وقفت امامه، استشعرت ان اعين الجميع تحدق فيهما. فتح جوناثان فمه بصدمة عندما رأى جاسبر, كان متأكداً من عدم مجيء جاسبر، و في الواقع  كانت أليس قد بدأت تشك في ذلك ايضاُ ، لكن ها هو هنا الان، و هذا كل ما يهم .

" لقد جعلتني انتظر لوقت طويل " همست و حدقت داخل عيني جاسبر القرمزية الداكنة لكنه جاسبر سمعها  و احنى رأسه بشكل مؤدب .

" انا اسف سيدتي " قال ببساطة بلكنة جنوبية واضحة.

لم تستطع ان تمنع الابتسامة من ان ترتسم على وجهها مرة اخرى . كادت تطفو قدميها سعادةً لانها اخيراً قد وجدته. من دون ان تدرك ما تفعله ، حركت كفها بأتجاهه ببطئ .

لثوان حدق في يدها الممتدة، التقت اعيننا لثانية، ينظر لها بحيرة لكن عندما رأى تعابير وجهها الفرحة, و لم يتوسم فيها الخطر، اخذ يدها بكفه من دون ان يشعر, و للمرة الاولى منذ ان دخل، جاسبر ابتسم بلطف، اضاء وجهه كله حينها, نذرت أليس لنفسها, انها طوال بقائهم معاً ستجعله دائماً يبتسم.

ارادت أليس ان تقود جاسبر للطاولتها لكنها حين انتبهت لأعين الناس المركزة عليهم و عيني جاسبر المتألمة, قررت ان تتجه بدلاً عن ذلك نحو الباب, لم يعترض جاسبر و هو يتبعها بصمت.

طوال مسيرتهم حتى الغابة, لم يتفوه احدهما بشئ, كان جاسبر يتبعها و يراقبها بفضول, لا يعلم من هذه الفتاة المجهولة, التي اقتربت منه بدون خوف, الفتاة التي شعر كأنه يعرفها من قبل او انه كان بأنتظارها لتأتي أليه, كان شعوراً غريباً بلا شك لكنه لم ينفك يشعر به كلما التفتت ناحيته, خطفت أليس عدة نظرات ناحيته, كأنها تتأكد انه لا زال هنا و انها لم تتخيله.

Visions (Alice Cullen) -edited-Where stories live. Discover now