(3)

4.8K 389 11
                                    



كانت مستلقية على السرير في مكتب الدكتور باريت, تستمع الى ثرثرته عن مدى تقدمها في العلاج، و كيف انه مندهش من هذا و كيف انها هادئة هكذا، لكنها لم تكن هادئة طواعية, كانت هادئة بسبب المسكنات التي يرغموها على تناولها. الظلام يترصد بعد ان تتناولها, يغزو تفكيرها،  ليتركها بعدها و هي فاقدة للذكريات، احياناً تنسى اين هي، غير قادرة على تمييز ما حولها لمدة كانت كانت تطول يوما بعد اخر.
و غياب سباستيان لأسبوع زاد من تعبها و انهيارها، ارادت ان تسأل الدكتور باريت عنه لكنها تتراجع في اخر لحظة، كان الخوف يلازمها طوال الوقت, كانت اشبه بالأموات عندما تمشي، سباستيان كان الشئ الوحيد  المشرق في هذا المكان الكئيب، كان الوحيد الذي يهتم ويرق لحالها و الوحيد الذي يشجعها حتى تتحسن فعلا, يجعلها ترغب في المقاومة، لكن من دونه فهي.....

"انسة براندون، هل تسمعيني ؟" التفتت اليه لتجد الطبيب ينظر اليها بحاجب مرفوع, كان نفاد الصبر واضح في صوته, لم يعجبه ان أليس كانت غير منتبهة له. أليس حدقت فيه بنظرة خاوية, لم تستطع الشعور بأي شيء, قلة الحيلة غمرتها, وفكرة ان سباستيان قد تركها تعاني وحدها جعلت اليأس هو كل ما تفكر به, لم تستطع حتى التفكير في الهرب او الخروج من هنا....
"اين سباستيان ؟"سألت اخيراً وهي تنظر خارج النافذة, الشمس كانت تدفئ الانحاء و الغيوم القطنية متناثرة هنا و هناك, يوم جميل, يوم يحبذ قضائه في الخارج لكن بدلا من ذلك, كانت أليس عالقة في الظلام.

"لقد غادر" رمى الطبيب اجابته من دون ان يرفع عينيه عن الكراسة التي يكتب فيها, غير مدرك بوقع كلماته على أليس.

شهقت بقوة, و اخذ قلبها بالخفقان برعب بين أضلعها, انقبض صدرها و لا يدخل الهواء بسهولة الى  رئتيها, دموعها اخذت بالانهمار بغزارة على و جنتيها, والافكار الموحشة بدأت هجومها عليها, سباستيان تركها تعاني الظلام وحدها, تخلى عنها كما فعلت عائلتها, تركها للموت هنا...
الطبيب باريت وقف يناظرها بفضول, كانت ردة الفعل هذه هي التي توقعها, لكن لم يكن يعلم ان ما قاله سيفعل هذا.

اهدئي انسة براندون" تقدم منها خطوتين ثم توقف حين تراجعت للوراء و بدأت بالصراخ بهستريا. "ايتها الممرضة بعض المساعدة هنا" صاح الطبيب بينما اتجه لمكتبه واخرج حقنة من احد الادراج وتوجه نحوها ببطئ.
حدقت أليس فيه بغضب، تراجعت للوراء حتى التصق ظهرها بالحائط, كانت كفريسة وقعت في الاسر, تتلفت يمنة و يسرة, تبحث عمن ينجدها لكن لم تجد احدا, الشخص الوحيد الذي اهتم بها قد تركها, تهاوت عالارض حتى قبل ان يحقنها بالمهدئ, فقد خسرت المعركة معهم و ضد هذا المكان...

اندفعت الممرضة الى الغرفة, توجهت نحو أليس التي انزوت على نفسها على الارض, علمت ان الحجرة المظلمة بأنتظارها, لكنها سترحب بهذه الظلمة حتى تختبئ بين أحضانها الى ان.....

**********
كانت في غرفة مظلمة، سباستيان يجلس بجانبها، جسدها يؤلمها من اطراف اصابعها حتى اعمق نقطة فيها، كانت تبكي، و سباستيان يواصل طلب السماح منها، لم تستطع النظر داخل عيناه، قريباً ستصبح عيناها مثلهما.
علمت انها ليست في خطر مع ان الرعب لم يتركها، كانت عالقة داخل هذه اللعبة السخيفة .
سباستيان مسك رسغها برفق وطبع قبلة ناعمة عليه، شعور لطيف وسط جحيم الألم الذي تشعر به الى ان اخترقت بشرتها اسنان حادة، والم حارق انتشر في ذراعها عبر شرايينها حتى اصبح كل جزء من جسدها يحترق.
*******
حين انتهت الرؤيا كانت ممددة على الأرض، تصرخ، الرؤى اصبحت اكثر واقعية مع الوقت، شعرت بكل شيء، الممرضة غرست الحقنة في ذراعها، لكنها لم تشعر بشيء، كان لا شيء مقارنة بالألم في رؤياها, ينقلونها بعد ان سكن صراخها الى غرفة الطوارئ، سمعت الدكتور باريت يتكلم حول نوبة، لكن هذا غير صحيح ارادت ان تخبره الحقيقة.
"رؤ....رؤيا" همست من بين اسنان تصطك و شفاه مرتجفة.
الدكتور باريت التفت الى الممرضة وهز رأسه بخيبة أمل.

Visions (Alice Cullen) -edited-On viuen les histories. Descobreix ara