(6)

3.8K 356 19
                                    



"افتحي عينيك! أليس!"
فتحت عينيها ببطء، الحياة تبدو فارغة، لا معنى لها، الرؤى تمر بسرعة من امام ناظري - الذكريات - قبضة سباستيان القوية، بريق عينيه القرمزية، ابتسامته.

مرت اسابيع من التعذيب، اسابيع من العلاج الكهربائي، الضرب والجوع لكنها لم تكن جائعة للطعام او للماء, كانت جائعة للمسكنات، الدكتور باريت ، لاحظ ارتياحيها عندما تخذ المسكنات, لاحظ كيف انها تصبح اكثر طواعية تحت تأثيرها, مما اسعده بالطبع.

الممرضة ريبيكا ساعدتها على الجلوس، لم تكن قادرة على الحركة لوحدها . الحروق على بشرتها تقريباً شفيت، على الرغم من انها تعلم ان هناك المزيد من علاج الصدمات من اجلها.

لأيام كان الدكتور باريت يحتجزها في الكرسي، والاربطة على رأسها تمنعها حتى من إغلاق عينيها، غرفة المرايا بدت كمنزل بالنسبة لها اكثر من الحجرة المظلمة، لم تستطع تذكر عائلتها، لا شيء، لا تستطيع تذكر اي شيء .

وجه سباستيان كان سلوتها الوحيدة، احياناً ما تترك افكارها تتسائل اين هو، لماذا تركها؟ الا تعني اي شيء له؟ هل كان سباستيان مجرد شخص من خيالها؟ بالطبع لا تستطيع التأكد من شيء، مع انه يبدو حقيقياً جداً ، لازالت تشعر بلمسته الباردة على بشرتها، صوته لا يزال يتردد في اذنيها.

" احتاج المسكنات" همست للممرضة ريبيكا، نظرت لعينيها الخالية من الرحمة.
ارادت ان تضحك، هي لا تهتم لمعاناتها، اعتصر قلبها و هي ترى كيف انها تتسلى بألمها، لم تجبها فقط غادرت.

" سباستيان ....؟" همست لنفسي بيأس.

عادت الممرضة ريبيكا مع زوج من المقصات، تبتسم لها بخبث، حدقت في عينيها السوداويين.
" ماذا سوف تفعلين؟" سألتها بخوف وهي ترمق المقصات التي تقترب منها.
ضحكة مكتومة فرت من بين شفتيها عندما ادركت مدى هلعها، انها تستمتع بذلك، تستمتع بكونها تتحكم بمشاعرها.

" لنرى كيف سيبدو شكلك اذا قصيت كل هذا الشعر المحترق" قال وهي تشير بالمقص بيديها
" لماذا؟" سألتها بحيرة
" لما لا" هزت كتفها بلا اهتمام.

اقتربت منها مع المقص، والابتسامة لا تفارق وجهها، لماذا يفعلون بها هكذا، احرقوا بشرتها، شوهوا جسدها، والان يريدون تجريدها من شعرها ايضاً؟

اغلقت عينها، عندما بدأت تقص شعرها - شعري الاسود الطويل.

"صباح الخير انسة براندون" تكلم الدكتور باريت، يقف امام مدخل سجنها وهو يبتسم تلك الابتسامة المستفزة " انه يبدو افضل بكثير، يعجبني اكثر من ذلك الشعر الفظيع" قال، ثم غادر هو والممرضة .

مستلقية على الارض الباردة، عقلها لم يبد اي رد فعل على هذه البرودة كما فعل جسدها، الذي ارتجف من البرد والخوف، كانت خائفة من خسارة نفسها، خائفة من ان تصبح مجنونة بالفعل.

الصباح مر من دون نهاية، من دون نشاط، الممرضة ريبيكا ساعدتها على الاستحمام، حدقت بوجهها المجوف في المرآة - ظلال غامقة حول عينيها، لقد بكيت كثيراً هذا مؤكد، الحروق على وجهها لم تشفى بالكامل مما اعطاها شكل اسوء مما هو عليه، خسرت الكثير من وزني، اني ابدو كأنها لست من هذا الكوكب، هي لا تعتقد انها تنتمي لهذا العالم كذلك، في الحقيقة لم تعلم لأي مكان تنتمي.

الظهيرة جلبت لها المزيد من علاج الصدمات، بعد ان كانت قد ارتاحت منه لعدة ايام، عاد الالم من جديد، رائحة جسدها يحترق تملأ الهواء .....
نفس الاحداث تكررت لأسابيع او أشهر، لم تكن متأكدة، فقدت الشعور بالوقت, حتى انها لا تعلم ما المدة التي قضتها هنا...

زيارة من سباستيان اعادتها للواقع.

اتى ذات ليلة، بعد مدة طويلة من عدم رؤيتها له, بدا لها كما هو لم يتغير، فقط عيناه القرمزية بدت داكنة اكثر .
" قصوا شعرك؟" قال بعد تصديق وهو يحدق بشعرها او ما كان شعرها والان لم يكن سوى طبقة من الشعيرات السوداء تغطي رأسها.
هذا اول ماقال، لم يقل مرحباً، او كيف حالكِ؟
اؤمأت له بالايجاب ونظرت نحو يديها المستقرة في حجرها بأستسلام.
جلس سباستيان على حافة السرير، امسك وجنتاها بين يديه، تنهيدة هربت من بين شفتيها، لقد مر وقت طويل لم يلمسها احد بلطف، عينا سباستيان مملؤة بالالم وهو يتحسس اثار الحروق المنتشرة في كل مكان.
" انها تبدو اسوء مما هي عليه في الحقيقة " كذبت، ارادت ان تهون عليه او على نفسها, ليست متأكدة فعلاً.
" لا انها اسوء" قال وهو يهز برأسه

اخذ نفس عميق قبل ان يمسك يدها، ران الصمت عليهم لدقائق، سباستيان اغلق عينيه، تاركاً اياها تحدق فيه، في الواقع كان جميلاً،اجمل مما تتذكر, لم يتحرك قيد انملة، للحظة ضنته قد توقف عن التنفس.

" عيد ميلاد سعيد أليس" تنهد و قال ثم فتح عينيه ونظر اليها
"اصبحت في السابعة عشر؟" قالت بصدمة، كيف مرت سنة اخرى من دون ان تدرك.
" لا... " قال وهو ينظر عميقاً داخل عيني " انه عيد ميلادك الثامن عشر، ليس السابع عشر"
" لا ...لايمكن سباستيان . مرت سنتان؟ انا هنا لاكثر من سنتين؟" صرخت و هي تهز رأسها بالرفض.

" هذه المرة الاولى منذ اشهر انتِ مدركة لما حولك، لقد تفأجات انكِ تعرفتي علي الليلة "
" ماذا تقصد سباستيان؟ انا لا افهم" قالت بصوت مرتجف
الدموع تسابقت للسقوط على وجنتيها وا هي تنظر لعيني سباستيان المتألمة، لم يرد ان يتكلم الان، لكنها ارادت ان تعرف، يجب ان تفهم.

" لقد اتيت لرؤيتك مرتان كل اسبوع في السنتين الماضيتين، فقط مرة او مرتان لاحظتي ذلك، دماغك عانى الكثير من الضرر أليس، لم تستطيعي التعرف على ما حولك، هذه المرة الاولى التي تتكلمين فيها - بشكل منطقي . اوه أليس ، كم انا سعيد لرؤيتك واعية"

" سباستيان؟ لما لم تأخذني بعيداً؟ لماذا تركتني هنا اتجرع الالم؟"
سألته والدموع لازالت تتساقط على وجنتيها.
" هناك خطر اكبر خارج هذا المكان أليس، وشر اكثر مما تعتقدين" قال هذا و هو يقف ليغادر

" اخبرني سباستيان، ارجوك....." امسكت بكم معطفه تتوسله، بقي صامتاً للحظات طويلة
" افترض انه لا مفر من اخبارك" قال هذا و هو يعود ليجلس بجانبها من جديد، تنفس عميقاً قبل ان يتكلم.

" أليس....انا مصاص دماء"

Visions (Alice Cullen) -edited-Where stories live. Discover now