(1)

8.5K 505 34
                                    



"أليس...أليس...آلي...انظري ماذا صنعت انا وماما!" صوت سنثيا تردد عبر الممر المؤدي لغرفتها التي تتشاركها مع أليس. رفعت أليس رأسها عن كتاب الرياضيات الذي كانت تجتهد حتى تحل فروضها المنزلية منه, عندما اندفعت سينثيا للغرفة بحماس, تحمل شيئا بين كفيها الصغيرين.

"انظري!" دفعت بكفيها نحو أليس التي كانت تبتسم بحب لشقيقتها الصغيرة.

"اووه, هذا رائع, هل انت من صنعه؟" سألت بأهتمام وهي تنظر لقطعة البسكويت التي تستقر في راحة يد سينثيا.

"اجل! لقد خلطت العجين, كسرت البيض ووضعت رقائق الشوكولا ايضا!" اخذت تعد على اصابعها بفخر.

"حسنا, لنتذوقها ونرى" ضحكت أليس قبل ان تاخذ البسكويتة منها وتلتهم نصفها.

"اووه لا, ليست لذيذة على الاطلاق" قالت أليس بخيبة امل مزيفة لكن سنثيا صدقتها وانحنت شفتيها نحو الاسفل.

"حقا؟..." تكسر صوت سنثيا وهي ترمق النصف البسكويتة بحزن.

بعد لحظات من الصمت و أليس تحاول ايقاف الابتسامة التي تهدد بالارتسام على وجهها, لم تستطع المقاومة اكثر قبل ان تنفجر ضحكاً و تحتضن سنثيا.

"انا امزح معك, انها مذهلة عزيزتي, احسنت صنعا" قالت كلماتها التي غرقت في شعر سنثيا الاسود المتموج بنعومة.

"انت بغيضة أليس" همست سنثيا لكن أليس تعلم انها لا تعني ما تقول, افلتت أليس شقيقتها ونظرت اليها, زمت شفتيها وكانها في تفكير عميق قبل ان تنزل يديها الى جانبي سينثيا.

انا بغيضة, هه؟ حسنا" ابتسمت و بدات بدغدغة سنثيا والاخيرة اصبحت تضحك بصوت عال وعبثاً تحاول ايقاف أليس التي كانت تضحك بدورها.

استيقظت في حالة من الارتباك، صوت ضحكات سنثيا لا زال يتردد في اذنيها, حاولت فتح عينيها لكن دون جدوى, الهلع بدا يتسرب اليها, بعد عدة محاولات نجحت في ان تفتحها ببطء, طرفت عدة مرات لكن الظلام بقي نفسه لم يتغير, صرخت برعب و راسها يتحرك يمنة ويسرة, لم يتوقف صراخها الهستيري الا حين لمحت بصيص الضوء الذي كان يأتي من تحت ما يبدو انه الباب. هدأ الصراخ لكن تنفسها المتسارع لم يبطئ وتيرته, بشهقات بكائها الصامت, الدموع التي اخذت بالتساقط على جانبي وجهها و قلبها الذي كان يدق بجنون رغم تحطمه, حاولت الجلوس لكن لم تقدر على رفع جسدها المتصلب و لم تتحرك ذراعاها كذلك, كان هذا كافياً ليجعل البكاء يزداد شدة.

Visions (Alice Cullen) -edited-Onde as histórias ganham vida. Descobre agora