الفصل الثالث

1.6K 13 0
                                    

الفصل الثالث
-------------
والام تبكي علي بكاء ابنتها فقد خمنت السبب، ومني أيضا قد لا تقوي علي الكلام أو أي شيء من شدة صدمة الكلام، والموقف نفسه.
خرجت شذي من الغرفة ونظرت الي اعلي كأنها تستجمع قوتها ولتمنع الدموع من السقوط ظنا منها بذلك وشكرت الله وحمدته يقينا منها انه خير .
ذهبت شذي الي الصالة متجه الي الصالون وأطفأت الاغاني لكي ينتبه لها الحاضرون.
وقالت بصوت مخنوق بالكاد يمنع البكاء: احنا بنعتذر لكم علي تضيع وقتكم بس مفيش ولا خطوبه ولا كتب كتاب .
كانت ردود الافعال مختلفة ،منهم من صمت ومنهم من نمنم بالكلام ،ومنهم من شهق ،وتلهف بعض الجيران لمعرفه السبب ولكن كان رد شذي الوحيد انو مفيش نصيب كأنه تصريح واضح منها ان تذهبوا من هذا المنزل ،فسلم الحاضرين عليها وذهب الجميع الا(منال ويوسف وابنهم واحمد وامه فقط) اعتبارا منهم انهم اهل ..
وبعد مرور بعض الوقت
اخرج يوسف عبد السلام من الغرفة لمواساته وتهدئته هو ومصطفي وأحمد .
وقامت منال وسهير (ام احمد) بأخذ فتحيه لمواساتها ايضا.
وغمزت شذي لمني لكي تصبح أقوي من ذلك لكي تستطع مواساة اختهم نادين .
                 ****************
يوسف برضا: مديقيش نفسك يا عبد السلام دا نصيب وانتا راجل عارف ربنا ،احمد ربنا انها جت علي قد كدا.
احمد: الحمد لله انه بان علي حقيقته في الوقت دا ،اهون من انو كان يحصل بعد الجواز وتبقي لقدر الله تحت اسم مطلقه.
عبد السلام بقهر: الحمد لله علي كل شيء ،بس البت مش هتسلم من كلام الناس وانا خايف عليها ،والناس تقول ايه لما عريسها يسبها يوم كتب الكتاب مش هيجي علي بالهم غير انها تبقي معيوبه وسوقها يقف ومحدش يقف ومحدش هيرضي بيها..
مصطفي ببلها: سوق ايه اللي يقف هي اوطه!!
ينظر كل من يوسف واحمد له، يغمز له احمد ان يصمت .
يوسف: دا قدر ربنا ،ولازم تقبل بيه ،اذا احب الله عبدا ابتلاه واللي حصل دا اكيد خير استهدي بالله كدا واستغفر ربنا.
احمد :ان بعد العسر يسر يا عمي
عبد السلام: ونعمه بالله ،الحمد لله ..يارب قدملنا اللي فيه الخير..
                 *****************
ننتقل الي الغرفة التي بها فتحيه ومنال وسهير
فتحيه ببكاء شديد: يعني عليكي يابنتي ملحقتيش تفرحي وكمان مش هتسلمي من كلام الناس. وساعتها مش هنعرف نرد  ..
سهير وهي تتكلم بأسلوب دبلوماسي مقنع:
ومش هتعرفي تردي ليه يا فتحيه !هي مغلطتش في حاجه ،ولا كانت ماشيه معاه يعني في الحرام ،ولا كان بيصلح غلطه وخلع ،ياريت نفكر بالعقل شويه وبلاش الكلام الغلط دا وعلشان هي البت والجو دا !!
منال بعتاب: انتي اللي رخصتيها وقولتلها ردي عليه لما يكلمك افرضي هيتقدم وانتي كبيرة مينفعش تستني اكتر من كدا واقنعتيها بكلامك وخلتيها تكلمه اشربي بئااا.
فتحيه بندم ممزوج ببكاء :غلطه وهدفع تمنها غالي وراضيه بس بنتي ايه ذنبها ،مستخبيلنا ايه تاني ياتري!!
                   *****************
ندخل الي الغرفة حيث نادين ومني وشذي ..
مني محاوله تقويه اختها :الحمد لله انو بان قبل ميحصل حاجه رسمي ،وتقع الطوبة ف المعطوبة ومنعرفش نتصرف ساعتها دا ربنا بيحبك كدا اوعي تفكري فيه بعد كدا مدام هنتي عليه يزعلك ويخليكي تبكي يبقي ميستهلكيش حتي لو قرر انو يرجع لازم ساعتها ترفضي اللي هانك مرة يقدر يهينك الف مرة بعد كدا وبعدين انتي مكنتيش بتحبيه انتي اتعودتي عليه .
نادين ببكاء :لا كنت بحبه
مني :لا، انتي متعرفيش حاجه انتي اتعودتي عليه بس بالأمارة انك كنتي كل شويه تطلعيلو عيب واللي بيحب حد بيشوفه كامل من غير عيوب ياحببتي وبعدين انتي كنتي واخداه بس علشان متعنسيش ونقول كبيرة ولسه متجوزتش مش حب والله فكرتي في الناس يعني ومفكرتيش ف نفسك زي شذي وازاي تفرحيها وكدا
نادين وقد بدأ عليها الاقتناع: اومال انا زعلانه ليه دلوقتي !لو كلامك دا صح؟
مني: علشان الواد التيت دا عشمك بحاجه ومنفذهاش وانتي كنتي ساعتها بانيه احلام علي كدا وفي لحظه لقتيها مش هتتحقق  فزعلتي .
وبعدين البنت مننا تزعل وتدايق لما الواد يفلسع منها مش هي اللي تفلسع منه يا ذكيه..
نادين وهي تمسح دموعها: عندك حق بس انا بردو زعلانه اوي اوي
ثم تنظر الي شذي وتقول: وانتي مش بتتكلمي ليه وتواسيني يازفت الطين انتي ..
شذي: انتي حتي وانتي ف عز عياطك وزعلك بتشتمي ومركزة معايا..
نادين: ياختي ،واحنا خدنا ايه من العياط ماللي حصل حصل وبعدين خلصي ايه رايك في اللي حصل ؟
شذي بجديه: عيل واطي اصلا وحاجه متوقعه منو بعد موفقتي تكلميه من غير اي حاجه رسمي ،ولا ايه رايك؟ بعد انك مردتيش تاخدي بكلامي ولا كلام مني .
نادين وقد بدات تدمع: عندك حق بس بردو مكنش يسبني كدا في وقت زي دا احرجني قدام خلق الله اللي كانوا برا، انا كنت عارفه انو هيسبني بس قبل ميجي اصلا قلت افتحو في موضوع الخطوبة علشان يخلع واخلص من همه لقيته وافق بسهوله ودخل علي التقيل كمان وقالي كتب كتاب قلت يبقي طالما يابت يا نادين وافق وعايز كتب كتاب يبقي الواد جد بس طلع زباله اووي .
شذي :انا عايزة افصل من اللي حصل دا تعالي نسافر الغردقة، ايه رايك؟
نادين :دا علي اساس انتي اللي كنتي العروسة واتلعب بيكي واتسبتي واتهزقتي ويعتبر كمان اتوقف سوقك.
شذي بتوعد: هنشوف مين اللي هيتوقف سوقه وبعدين ياشيخه خدنا ايه من العياط!!
نادين بنظرة فضول :ناويه علي ايه
شذي :هتعرفي بعدين
نادين :ماشي علي رايك خدنا ايه من العياط والزعل ،تعالي نطلع نقولهم ونسافر مع عمو يوسف لو هو مسافر بس افرضي بابا رفض..
ولكن سرعان ما ردت علي نفسها بطريقه مرحه :لا مش هيرفض هقوله مش هقدر اقعد هنا الفترة دي نفسويتي منهارة ،منهارة يابشر
شذي :طب كويس لقينا حجه علشان نسافر جدعه يا نادين.
نادين بمرح: تلمذتك ياريس
ثم تنظر شذي ونادين لمني التي ظلت صامته طول هذه الفترة وقد بدأ علي ملامحها الدهشة
نادين :مالك يازفته واكله سد الحنك ولا ايه
مني بدهشه :انا مش مصدقه انتي ولا كأنك حصل حاجه من كام ساعه!!
نادين: انا اقتنعت بكلامك وبعدين هفضل زعلانه يعني وابكي علي الاطلال .
مني :بس مش بالسرعة دي المفروض تخدي فترة اكتئاب متكلميش حد فيها وتفضلي تعيطتي ومتكليش ولا تشربي ميكونش وراكي اي حاجه غير العياط بس ..
نادين بمرح :يادي الافلام اللي بوظت سمعه اللي وخدين بومبه زيي كدا .يابنتي الكلام دا كان زمان ايام الافلام الابيض واسود وخلصت من ايام بناطيل رجل الفيل دي.. اما دلوقتي بيعيشو حياتهم عادي جدا وكانهم لسه شايلين مادة من الكلية مثلا الزعل يأخذ ساعتين ويمشي دا انا علي اللي بعمله دا يعتبر مأفورة الموضوع ،فهمتي؟
مني :اهاااا ،دا انا علي كدا مضحوك عليا بئا
شذي: علشان هبله
واذا بيدها علي قفا مني فتضحك نادين
مني :طب اضربيني تاني علشان تضحك
فاذا بشذي تمد يدها لتضربها فتقول مني :انتي مصدقتي ،كنت بهزر مبتهزرش يا رمضان ،دانتي عايزة جنازة وتشبعي فيها لطم هههههههههه
شذي :لا ياختي بهزر ،انا غلطانه مش هسمع كلامك تاني ..
نادين :بس تعرفوا انا فعلا غلطت علشان سمعت كلام ماما وانا عارفه انو علط بس ربنا بيسامح بردو وبعدين يلا يا شذي نروح نقولهم اننا عايزين نسافر ..
شذي :يلا ياختي
تدخل كل من شذي ومني ونادين غرفه التي يمكث فيها عبد السلام واحمد ومصطفي ويوسف ..
عبد السلام بحزن :خير يابنات
نادين تصطنع الحزن: شذي قالتلي انو عمو يوسف رايح الغردقة في شغل وانا لازم افصل من اللي حصل دا ياما هخش علي اكتئاب ومش هاعرف اخرج منو انا بقولكم اهو نروح انا وشذي مع عمو يوسف وياريت يابابا توافق.
يوسف: فكرة كويسه وانا موافق علشان نفسيتك بردو وهاتو مني كمان
نادين بسرعه :لا، مني هتفضل هنا علشان تبقي مع ماما تساعدها وتهتم بيها علشان ماما عيانه وكدا يعني.
ثم تنظر لشذي وتقول :هتفضل تقول احمد واحشني واحمد واحمد واحمد وانا بزهق بصراحه..
تضع مني عينها في الارض من الكسوف ويبتسم كل من احمد ويوسف بعد سماعهما لكلام نادين.
عبد السلام بحزن: ماشي يابنتي ،لو دا هيفرحك ويرجعك كويسه زي الاول
نادين :ان شاء الله يا بابا
شذي: طيب كدا تيجي معانا بئا انهاردة وبابا هيسافر علي اخر الاسبوع فنروح معاه
عبد السلام لا حول له ولا قوه :ماشي يابنتي روحي جهزي نفسك
نادين :حاضر عن اذنكو.
                 ******************
بعد تجهيز حقائب كلا من نادين وشذي وقبل ذهابهم
نادين: انزلوا انتو ياعمو وانا هحصلكم هسلم علي بابا الاول
يوسف: طيب يابنتي
ينزل الجميع وتبقي نادين مع والدها ووالدتها واختها
نادين :قبل اما امشي عايزة اقولك يابابا انا مش زعلانه من اللي حصل ربنا عايز كدا وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم انا بس اتفاجأت ،ومتشلش هم اي حد اللي يتكلم يتكلم خليك عارف انو كل اللي هيقدرو عليه هو تنفيذ ارادة ربنا
عبد السلام :ونعم بالله
نادين: انا هاروح اغير جو بس وكنت بابين قدام حضرتك اني زعلانه علشان توافق بس علي فكرة انا بقولك كدا علشان متكونش شايل همي اني زعلانه وانا مش زعلانه من حد خالص ولا حتي مراد انا كنت شاكه انو فيونكه ودلوقتي أتأكدت واصلا هو كان بتاع امه ومكنش هنقدر نكمل مع بعض اصلا .
عبد السلام بضحك :ربنا يكملك بعقلك يابنتي يلا علشان الناس مستنينك تحت.
تسلم نادين عليهم بعد ان تاكدت بما يدور في ذهنها وذهبت الي فيلا الكيلاني لتجلس معهم حتي نهاية الاسبوع لغايه اما يأتي موعد السفر.
                 *****************
في فيلا الحسيني يدخل احمد ووالدته سهير
سلمي :ايه يا ماما التأخير دا كله للدرجة دي الحفلة حلوة..
رأيكم
هلوسات هامستر

رواية " أحبك ولكن ! "Where stories live. Discover now