محمد الجزار 4

99 6 0
                                    

توقفت معك سيدي القارئ الكريم عندما  ذهبت مع الشيخ محمد لسوهاج و جلوسنا مع محمد الجزار الذي يحكي قصته.

قلت انا : الكل هينام مع ابويا و أنا هقعد في الصالة علشان اشوف لو حد جاي ياذيكم، مش هنام.

طلعت الصالة و قعدت علي كرسي، لكن حصل إني نمت، مهما كانت الظروف لازم الواحد ينام.

صحيت من النوم علي صوت قطيع ورق، قلت في نفسي  مين اللي صاحي بيقطع ورق؟في إيه؟ بسم الله الرحمن الرحيم.

قعدت شوية أركز اشوف في ايه؟ الصوت مش جاي من الاوضة بس جريب مني(قريب) ،لكن الصوت مش بيخلص، تخيل كده يا شيخ ،الساعة 2 ولا 3 بليل و حاجات تلبش الجته و بليل صاحي علي صوت قطيع ورق مش بيخلص، ركزت على المكان اللي بيجي منه الصوت و بصيت مش شايف حاجة في الضلمة.

قمت من الكرسي و امشي براحة ناحية الصوت، لحد ما شفت حاجة في ركنه  (ركن )من تركان  (أركان )الصالة، حاجة كده متكلفته عاملة زي دب كبير لعبة،حاجة سودة، ولا الضلمة مبيناها سودة مش عارف يا شيخ.

قربت شوية يمكن يبان و يا ريتني ما قربت، شفت قرد أسود كبير في طولي، محني، مديني ضهره، و باصص للحيطة، و صوت تقطيع الورق شغال، عايز اقول أي حاجة من القرآن حسيت استغفر الله العظيم نسيته و بقي ده مش قادر افتحه و عيني باصه لضهر القرد، و سامع صوت تقطيع الورق، و سامع من القرد صوت غريب زي حد ما بيتخنق و حد بيصوت، صوت غريب هاقلدهولك يا شيخ اعااي ياهها ااااه ،زي كده يا شيخ بس علي أصعب، و شعر رأسي ده واقف زي الإبر.

لساني أخيرا اتحرك و قلت بالعافية و بصوت ضعيف : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

القرد عمال يطلع الصوت ده من منه، و سامع صوت الورق، و شعر جسمي كله واقف، و عمال اقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

لقيته أتلفت ،هو قرد أسود و عينيه صفرا ولا دهبي، و بينزل من بقه حاجة كده، مش عارف دم ولا ايه، معرفش ده من الخوف ولا ايه حسيت مفيش هوا مش قادر اخد نفسي، و عملت على روحي من الخوف و قعدت أبكي يا شيخ.

كان محمد الجزار بيبكي زي العيل الصغير، قمت جبت له ميه من الزير اللي برا الجامع، والشيخ محمد بيطبطب عليه، و قاله كمل يا وليدي.

كمل محمد بعد ما شرب المياه : بدأت اتخنق و القرد عمال يزوم و يطلع الصوت الغريب ده و عمال يقرب مني، و سمعت أم حربي بتقول : يا واد يا محمد.

حسيت أنها نجده من السما،قلت بعلو صوتي: أم حربي الحقيني.. الحقيني. و ازعق و اصرخ الحقوني.. الحقوني.. الحقني يا أبا. علي اعتبار ابويا هياجي.

في اللحظة دي القرد جري و دخل الحمام و رزع (قفل)الباب وراه،وأنا وقعت على الأرض، رجلي محملتنيش.

أم حربي جات و ولعت اللمبة هي بتقول : في إيه يا وليدي؟ مالك؟ يا مصيبتي و سندتني لحد ما قعدتني علي الكنبة.

بدأت احكيلها و أنا بخد نفسي بالعافية، وهي بتبص لي باستغراب، كإني مجنون.

قالت لي : ما هي حاجة من الاتنين يا أما أنت اتجننت يا أما بتتمسخر(يستهزأ ) بيا.

قلت لها: طيب ااافتحي الباب، باب الحمام، هو جوه في الحمام.

قالت :هو مين اللي في الحمام، القرد؟ ! باستهزاء و تريقة.

قلت لها : متتريقيش، والله العظيم في قرد جوه،و شكله مش زي أي قرد.

قالت : شكله مش زي أي قرد شبهك كده.

قلت : افتحي الباب و اتاكدي.

أم حربي قربت من الحمام، كانت تقدم رجل و تأخر رجل، كانت مرعوبة بس بتعمل نفسها شجاعة،علشان كبيرة و كده.

رايحة براحة، وأنا بقولها :افتحي يا  (....... اسمها ) مش بتقولي مفيش حاجة جوه، افتحي مش عاملة نفسك الشحات مبروك.

قالت : بس يا جبان يا بن...... هافتح.

مدت أم حربي ايدها علي اوكره الباب و لسه هتفتح سمعنا صوت القرد الغريب ،لكن فتحت الباب.

لقيت ام حربي مستمرة علي باب الحمام و فاتحة بقها و عينيها مبرقة علي حاجة جوه الحمام.

قلت لها :صدقتي أن القرد جوه، أنا مش بكدب،يا...... يا........ انتي متخشبة كده ليه؟

لا رد.

قربت منها، و بصيت و يا ريتني ما بصيت.

جوه الحمام، لاقيت الحمام غرقان دم، عارف لما تكون في مدبح ،أهو زي كده يا شيخ،و لاقيت علي الارض جلد ،جلد بني ادمين.

قلت لها :اقفلي الباب ده.

قالت بصوت مبحوح : شايف اللي جوه، شايف اللي جوه.

بصيت لقيت عند جرادل الحموم بت بيضة عريانة بتكب الدم علي جسمها كأنها بتستحمي، صرخت انا، لاقيت البت بصت لي، اللي بيبص لي ده الشوطان (الشيطان ) بت بيضا غرقانه دم و عينيها حمرا و بقرنين.

اللي فوقنا سمعنا صراخ من اوضة اللي نايم فيها ابويا و العيال، قفلنا الباب و جرينا.

لاقيت الاوضة مولعه و البت عطيات مسلوخة دراعاتها و محمود مسلوخة رجليه و النار ماسكة في الباقين.

معرفش جالي هاجس كده فبصيت لأم حربي و قلت لها : قولي اية الكرسي.

بعد ما قلناها لاقينا كلهم علي السرير و بيقولوا شفنا حلم أن البيت بيولع و كده.

اخدنا حاجتنا و نمنا في الجامع.

خلص محمد الجزار قصته والشيخ محمد قال : جمع  أهلك هنروح البيت.

منتظر تعليقاتكم و نقدكم.

الراصدWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu