|‏لا تترك ما تملكه يملكك*

27 3 0
                                    



*

...🔛...أراد أن يجمع كل كنوزه أمام عينيه ، فباع ما يملك وأشترى بثمنه سبيكة ذهب ،
ثم جاء إلى مكان خفي في فناء منزله وحفر حفرة عميقة ووضعها بداخله..!!
كل شهر كان يحفر ليطالع ثروته ،
ويجلس قبالتها قسطاً من النهار ،
يبثها ولعه وشغفه وهواه ثم يهيل عليها التراب مرةً ثانية خشية أن يراها أحد..!!
بيد أن القدر خبأ له مفاجأة غير سارة ،
فلقد شاهده أحدهم وهو يجلس مشدوها أمام الحفرة ،
وأيقن أن في الأمر سراً كبيراً ،
فأنتظر ذهابه ونقّب في الأرض إلى أن وجد سبيكة الذهب فسرقها..!!

عاد الرجل ففُجع بالمصيبة ،
طار عقله وطفق يبكي ويولول ،
فأقبل جار له يستفسر منه ويسأله عن سبب بكائه وعويله..؟!
فأخبره الرجل المفجوع بالأمر ،
ولأن الجار كان على عِلم ببخل الرجل و تقتيره على نفسه وأهل بيته فقد أقترح عليه إقتراحاً مثيراً ،
قال له : خذ حجراً من بين تلك الحجارة الملقاة بعيداً وضعها في الحفرة وتخيل أنها سبيكة الذهب التي ضاعت منك ، وعندما نظر له الرجل مستنكراً ،
فسّر قوله قائلاً : في جميع الأحوال أنت لن تستمتع بها ولا بقيمتها وما دام الأمر كذلك ،
فأي حجر هو في قيمة تلك السبيكة..!!

توضح لنا هذه القصة - على طرافتها - حجم المأساة التي يعانيها بعضنا ممن يملكون شيئاً غالياً فيملكهم هذا الشيء ويصبحون أسراه ويشغلون تفكيرهم وجهدهم بخدمته ،
بدلاً من الإستمتاع به وتسخيره من أجل خدمتهم وكيف أن الخوف يقلب الآية تماماً ويعمي العقول عن فهم حقائق الأمور ،
ويصل الرعب من فقد شيء ما إلى الوقوع في أسر هواه ،
إن المعنى الحقيقي لإمتلاك الأشياء يأتي من إستخدام هذه الأشياء في خدمة مالكيها وليس في المعنى العقيم لوقوعها تحت تصرفه وسيطرته ،،،

*...🔚...ما قيمة كنوز لا يُعدّها عادّ وهي في خزانة مغلقة ، وصاحبها يعاني من الفقر والحاجة..؟!*

لا تحكم بالغيبWhere stories live. Discover now