. كوب قهوة على الحائط

43 2 0
                                    


☕🔖❓❗❗❗
للكاتب اياد عبدالحي
🍒☕☕
(( من أروع القصص  ))

يقول : دخلتُ لمقهى في  البندقيه بإيطاليا،،
وطلبت كوباً من القهوة وقطعة كيك

تنقلت بينهما ما بين مرتشف وقاضمٍ متأملاً في الهدوء الذي عج به المكان فلا يقطعه إلا قرع الجرس المعلق على الباب وهو يُعلن عن دخول أحدهم أو خروج إحداهن
ومع وصولي لنصف كوب القهوة ،،

دخل أحدهم للمكان وسحب مقعداً بجوار طاولتي فسارعه الموظف بعد قليل من جلوسه
فقال له الزبون :
لو سمحت،، أحضر لي كوباً من القهوة ،، وكوباً آخر على الحائط

اندهشت من طلبه،،
و تساءلت بيني و بين نفسي عن قصده ب ( كوب قهوة على الحائط )،،

ولم أجد غير الانتظار و الترقب لهذا المشهد

وبعد لحظات جاء الموظف وفي يده كوب قهوة واحد فقط ،، قدمه لجاري،،
ثم أخرج ورقة صغيرة  و كتب عليها
( كوب قهوة ) و تحرك نحو الحائط و ألصقها عليه و إنصرف تاركاً على رأسي صف من علامات الاستفهام والتعجب ؟!؟!.

بعدها بدقائق معدودة  دخل ثلاثة و كرروا ذات المشهد بأن طلبوا ثلاثة أكواب قهوة  و زادوا عليها بكوبين على الحائط،،

فلم يكن من الموظف إلا أن أحضر لهم الثلاثة أكواب،،
ومن ثم ألصق ورقتين على ذات الحائط بعد أن كتب على كل واحدة عبارة ( كوب قهوة )،،

أحسست وقتها برغبة عارمة في الصراخ بكل أسئلة الاستفسار،،

إلا أني تذكرت أني في قارة
(كل  في حاله) ولست في بلد تتساوى فيه عبارتي
(السلام عليكم) و
(إيش الحال) في طرحها على الآخر،

وما هي إلا دقائق حتى دخل زبون آخر رث الملبس إلى حدٍ ما،،
فجلس بالجوار فأتاه الموظف ،

فقال له الزبون بهدوء : كوب قهوة  من على الحائط.
فذهب الموظف  و من ثم عاد بكوب قهوة و وضعه على طاولة الزبون،،
و من ثم اتجه صوب الحائط  و إنتزع إحدى الأوراق الملصقة عليه،،
و هنا
أعتقد أن الفكرة قد وصلت ويالدماثة خلق صاحبها،
إنه التكافل الإجتماعي يا سادة و بطريقة جداً مهذبة و محترمة و مكتظة بالذوق،،
طريقة تضمن لمن ليس لديه ثمن كوب قهوة من الفقراء أن يطلبها دون حرجٍ  و بهدوء لا يخدش كبرياءه  و لا يبعثر كرامته،،
و في الوقت ذاته تعطي للمقتدر فرصة التصدق بثمن كوب قهوة دون التأثر ببؤس نظرات الفقير والمحتاج،،

فكم من حائط في مطاعمنا  و مقاصف مدارسنا في حاجة لتفعيل هذه الفكرة الرائعة ذات الجوهر الإسلامي العتيق والحلول الأوربية المعاصرة

قصة قصصتها على كل من أعرف فقابلتني نظرات مجتمع طامح للخير والعطاء

ليس الخوف أن يحرمك الله وأنت تطيعه ،
إنما الخوف أن يعطيك الله وأنت تعصيه
ارسلها لكل محب فالحكمة ضالة المؤمن

تأملوها جيداً
   🌿اسعد الله أوقاتكم🌿

لا تحكم بالغيبWhere stories live. Discover now