حمار بن جربوع

37 0 0
                                    

قصة حمار بن جربوع

«ابن جربوع» شخص من سكان نجد، يعيش حياته اليومية فيما يكسبه من رزق النقل على حماره، ومضت به السنون طويلة وهو على حاله هذه لم يزدد غنى، ولم ينزل للفقر. وحاله كحال الشخص الطموح الذي يرغب في تحسين مستوى دخله وزيادته، ولكنها محاولات ضاعت سدى، فالحمار له طاقة، والنقل له سعة، والرزق فيها محسوب، ولكنه شخص مؤمن بما رزقه الله صابرٌ محتسبٌ.
وفي احدى الليالي رأى في المنام رؤيا، يأتيه فيها صوت يقول له: رزقك في القدس. وتكررت تلك الرؤيا كثيراً في أكثر من ليلة، وبدا قلقاً من كثر التفكير بها، ومدى صدقها من اضغاثها، واستشار زوجته بتلك الرؤيا، فهي رفيقة دربه وشريكة حياته ورزقه، طال بهما الحديث كثيراً، وتداولا الفكرة بعمق أكثر، وقالت له: أنت سعيت كثيراً دون كلل أو ملل لزيادة رزقك والتوسع بما نحن عليه، ولعلها رسالة لك للسفر وكسب الرزق هناك، فالله سبحانه وتعالى يقدر الأرزاق وأوقاتها وأماكنها لكل انسان، فاذهب الى القدس وانظر ما كتب لك الله من رزق.
فقام ابن جربوع ببيع حماره، واشترى لأهله ما يكفيهم في غيابه، وجهّز متاعه وذهب الى القدس، ومضى في طرقاتها وأزقتها، وهو يتأمل ويسأل نفسه: الى أين أنا ذاهب، وماذا أفعل؟
واذ هو في تلك الغياهب الفكرية، وعواصف الفكر تلوك أفكاره، مرَّت بقربه عربة مليئة بعناقيد العنب، يجرها حمار عليها مزارع فلسطيني، جلبها لكي يبيعها في السوق، واذا بعنقودي عنب يسقطان من العربة، فسارع بالتقاطهما، وهو ينادي على صاحب العربة ليقف، ويقول له: لقد سقط منك هذان العنقودان وحملتهما لك. فقال له المزارع الفلسطيني: انهما رزقك.
هنا.. توقف التفكير لبرهة، وصاحبنا ينطق بما جال بخاطره وبصوت عال محبط: تركت قريتي من أجل الرزق في القدس، واذا بالرزق يكون عنقودين من العنب؟!!.
فرد عليه المزارع: ما هي قصتك؟
فقال: هي رؤيا تكررت كثيراً، تقول لي ان رزقي في القدس، وها انا ذا وطأت القدس، وأنت تقول لي: رزقي عنقودان من العنب.
فقال له المزارع: ما احمقك.. وهل تصدق كل رؤيا تأتيك؟! وأنا أيضاً جاءتني رؤيا مراراً وتكراراً تقول لي: «الكنز تحت مربط حمار ابن جربوع في نجد»، ولكنني لم أصدقها، ومقتنع بما أعمل به وأجني منه رزقي.
فلمعت تلك الكلمات كبرق سطع في ظلام، ورعد أزعج في سكون، فكر ابن جربوع وصمت، وشكر المزارع، ومضى في حال سبيله، وعلى الفور تجهز لرحلة العودة لأهله، وفوجئت زوجته بعودته السريعة، وسرد لها ما دار بينه وبين المزارع، وذهب لمربط حماره الذي باعه، وبدأ بالحفر.. الى ان وجد صندوق الكنز المليء بالذهب، وكان سبباً في ثرائه وتجارته.

هذه قصة واقعية وحقيقية كما ذكرها لي بعض أعيان نجد

منقول...

لا تحكم بالغيبWhere stories live. Discover now