تشويقة.

6.1K 285 40
                                    

ظَلام يغدق المحيط ويسقطُه في فراغ ذو حدّ مجهول، الصمت كان مزعجًا للدرجة التي تجعَل أجنحة جفنيك تضطرب وترفرف، مما تشكّل ردّ فعل وجودٍ باقٍ لمن هم في الواجهه الأُخرى.

فتَح عينيه ليرى نفسه أسفَل سقف أبيض إعتنق الضلال ،بينما أشعة القرص الأكبر ناضلت لتخترق ألسنتها ثنايا الظلام في الغرفة، ولكن كتل الحدِيد تلك، تبدو وكأن النافذة مكبّلة بأغلال عجز صارمة.

جدران بلون النرجِس البرّي، جدران كئيبة، تكاد من بأسها أن تدنو واضعةً حملها الثقيل على رحابة الأرض الصامده، لكنّها صامته، وهذا ماجعلها خارج نطاق إمكانية الإرتياح.

-صباح الخير! ،كيف أصبحت؟.

قالتها إمرأة ذاتَ بشرةٍ حنطيّة داكنة، ممرتًا له كوبًا من الحليب السَاخن ليلتقطه المعنيّ بعناية بالغة، يدنو بعينين حائرة، لا تكاد تجد مرسىً لها، تغرقها أسئلة، ولكن عبثًا إن تمنت الإجابة عليها، فهي عينان عقيمَة الحظّ والأجوبة.

فرّق شفتيه ليلمع عقله مستنتجًا من صعوبة تفرقته لهما أنهما جافّتين وجدًا، متجاهًلا هذا الأمر هو نظر في عينين الإمرأة تحديدًا بخاصته الفارغة، ليحرّك عضلة فاهه المخدّرة مخرجًا صوتًا ضعيفًا للغاية.


-من أنا؟.

سَقَطَ سَهْوًاWhere stories live. Discover now