08

510 81 29
                                    

-شيل إسبقني للبوابة، سأتفقد أمر مهمًا وآتيك!
-بحقك لقد أخبرنا ريدن ذات الأمر توًا!
-أنه أمر مهم جدًا، أرجوك أخرج وأنتظرني أنت وريدن هناك!
-حسنًا أين يكن!

ركض بأنفاس متقطّعة، جل مايحوم في رئتيه هو الدخان الذي أحتل كل ما حوله، وبالرغم من هذا هو ظل يجري كفرس عاد لأرضه.

يتفقد الأبواب كالمجنون، عينان غائرة تمسح كل ماحولها بسرعه مهوله ترغب بالسقوط على مبتغاها،ظل يركض ويركض،ويكل مايهسهس به هو الدعاء والدعاء وحسب.

وأخيرًا عندما لمح شعر أحمر جاثيًا على الأرض هو لم يستطع منع إبتسامته المطمئنه من الخروج، أسرع للجسد القابع أرضًا، وبالرغم من الأحجام المتفاوته بينهما هو إستطاع حمله جزئيًا مسندًا إياه على كتفه،

-لم تترك عنادك أبد..ًا
-ولن أفعل،أحفظ أنفاسك وأصمت
-دعني الأمر لن ينجح
-إن كنت تحاول إقناعي فوفّر وأدعُ الله بدلًا من ذلك.

زادت المسافة وقلّت الأنفاس، تضيق البصيرة والأمل ينعدم، ولكن ليس لكيورس الذي ظل يقاوم السقوط ويدفع اللحظه لما قبل النهاية، وما جعله يزفر صبره ويهيج ذعرًا، هو فقدان شعوره بأنفاس جايد عند عنقه، وهذا جعل أكوام من الدموع تتجمع في أطراف مدمعيه، وعكس حال جسده المتهالك هو إهتاج مسرعًا لأقرب مخرج داعيًا الله أن لا يخرك من هنا فاقدًا أعزّ ما ملك.

عكس شيل الذي وبالرغم من جبروت اللهيب من حوله الذي يهدد بسلب حياته منه، هو ضل هناك واقفًا متصنمًا كجسد بلا روح، ينظر بعينان منبثقه للملف الذي بين يديه، واضعًا كفه على شفتيه المتفرقه، نزع الورقة وحشرها في جيبه، يخلخل شعره باصابعه ويكاد من قسوة شده أن ينتزعه، بدمع ينهمر منه، هو جثى على ركبتيه باكيًا غير آبه بالموت الذي يتصاعد من حوله.

أصوات المطافي حطت على المكان تزامنًا مع تساقط الخشب وإحتراقه، المياه تتدفق بالكاد تحاول إخماد الجحيم الذي يتصاعد من المصحه.

بينما ذلك الشّاب الباكي ينعش الآخر بيدين تنتفض، يحاول جاهدًا أن يكتم شهقاته ولكنه في كل مره يفشل، وما إن زاد الوقت بلا حياه في الجسد الجاثم بين يديه، هو أطلق شهقاته الباكيه، يضرب صدر من امامه، يائس لأن يسمع صوت نبض واحد ويستشعره.

-تكاد تحطّم صدري.

تصنّم محله، ينظر للوجه الصامت أمامه والذي ذاته أطلق من فمه تلك الجمله، دموعه تسقط وعيناه متسعه، لا يكاد يصدق ما يراه ويسمعه حتى أبتسم الذي أمامه وفتح عيناه، وذلك كان كافيًا للآخر بأن يعاود محاوله كتم شهقاته بفشل مغطيًا فاهه بكلتا يديه المتأذيه.

سَقَطَ سَهْوًاWhere stories live. Discover now