02

859 95 35
                                    


-ريدن!من هنا!

نبَس بها ذو الشّعر الأزرق مخرجًا رأسه من السقيفه، مدّ يده لي فقفزت بخفّه وصولًا ليده، شدني إليه ليغلق السقيفه من بعدنا بحذَر، بدأنا بالزّحف لغاية يعلمها هو ولا أعلمها أنا.

-إذًا أنت ماهر في إختراق الابواب هاه؟
-لقد كان قطعةً من كعك.

زهَق لأشير له بالهدوء، أكملنا مسيرنا، تخطينا بعضًا من الغرف المنيره دلالة على يقظة بعض الحرّاس والأطباء هنا.

كادت أن تكون نصف سويعه لو لم يتوقّف أخيرًا عند أحد منافذ التهوية، فكّها بحذر ليشير لي بالنزول، كان رواق مظلم به سلّم حديدي يتّجه للأعلى.

نزلت بخفّه لينزل بعدي مباشرَةً مصطدمًا بي، إلتفت له بغضب شاتمًا لغبائه ولكنه إكتفى بالضحك كعادته، إلهي أزرقني رحابة الأرض وصبرها.

صعدنا السلالم ولا يُسمع منا سوى صوت الحديد وهو يحمل أوزاننَا، دقائق حتى وصلنا لباب رديء وصدئ وقديم، أخرج ذو الرأس الأزرق من جيبه حديدة أخرى لا تشبه التي أعطاني إياها، نفخ فيها ومسحها بإستعراض وغرور بالغ، دحرجت عيناي بملل لأنتظره ينهي عمله.

وبالفعل هو إستطاع فتح الباب، حاول دفعه ولكن لم يستطع، لذا أنا رفعت يدي ودفعته بسهوله، ليفغر فاهه كالعادة.

لقد كان المكان كسطح سور يحيط بالمصحه، يطلّ على خارج المصحّة وداخلها، أستنشقت الهواء لأحبسه في صدري لثوان وأزفره، لقد كان الليل آسر والقمر يبعث فيّ شعور من حنين لم أستطع معرفة سببه.

-بالمناسبه منذ متى وأنت متسلل بارع؟
-بحقك أنها موهبتي، أصمت العرض سيبدأ.

إقتربت بدافع الفضول لأقف بجانبه،

-لمَ لم ننده على أندرو؟
-لأنه ليس هنا
-أين ذهب
-قد نجده في هذا العرض، أصمت وشاهد.

صوت صُراخ خرج من أحد الاروقه الرئيسيه للمرضى، ثوانٍ حتى ظهر لنا رجلان برداء ابيض ناصع عكس ماشاهدته في الأرجاء سابقًا، يسحبان المريض خلفهما بعنف، بدأ يصرخ بوحشيه إلى أن تلقى صعقة أخرسته وأطرحته أرضًا.

توسّعت عيناي بصدمة ليبتسم ذو الشعرّ الأزرق القابع بجانبي بمكر

-هل صُدمت من هذا؟ لم ترى العرض الثاني بعد،
أنا شيل، ستشهد معي الكثير من الاشياء الممتعة.

سَقَطَ سَهْوًاWhere stories live. Discover now