نزلة برد

889 73 22
                                    

$بهار

أخذَ يحدق بي منتظرًا.
حاولتُ جاهده لأقولها ولكن الكلمات أبت عن الخروج.

بهار: لن أستطيع قولها
أتاش: إن كانت صعبةٌ لهذه الدرجة لا عليكِ أنا أتفهم

حقًا ؟
نظرتُ إليه بإرتياح وكأن حِملاً ثقيلاً نزل عن ظهري.

بهار: شكرًا
أتاش: صعبةٌ للغاية لأنها ليست الحقيقة.

تغيرت تعابير وجهه فجأه.
لم أرى هذه النظرات من قبل وكأنه يشعر بخيبة الأمل.

ترك يدي واستدار عائدًا.
نظرتُ إلى يدي التي تحولت لقطعة ثلجٍ فور ترك يده الدافئه.
نظرتُ إلى ظهره الذي أخذ يبتعدُ عني كل ثانيه.
شعرتُ لحظتها وكأن الأشعة المضيئه في حياتي تختفي وسط الظلام شيئًا فشيئًا.

لا تذهب
لا تتكرني أرجوك.

بهار: أنا أحبك

توقف فورًا واستدار.
أغلقت عيني بقوة وأردفتُ صارخه
بهار: منذ البداية أحببتك لسنةٍ كاملة كنتُ أتوق لرؤيتك.

احسستُ بيده فجأه تمسح الدموع التي سالت على وجنتي ففتحتُ عيني.

أتاش: أكان بتلك الصعوبة ؟
بهار: نعم ولكن ليس لأنها ليست الحقيقة بل كانت صعبةٌ جدًا لأنها الحقيقه
أتاش: حسنًا لا تبكين
بهار: هذا كله بسببك ألم أخبرك بأنني لن أترك يدك مره أخرى لما تركتها انت ؟
أتاش: آسف لن أفعل ذلك مرة أخرى

قام بحضني بقوه
أخذ يربتُ على رأسي قائلاً

أتاش: كم أنتي لطيفة.

ابتعد عني فجأتًا قائلاً
أتاش: ولكن ماذا كان ذلك قبل قليل أحببتني منذ أول لحظه رأيتني بها؟

أحنيتُ رأسي خجلاً وأجبت

بهار: ن.نعم
أتاش: في مركز الشرطة ؟ كما أنني لا أعتقد بأننا نعرفُ بعضنا لسنةٍ بالفعل
بهار: سأخبرك عن هذا لاحقًا سأذهبُ الآن
أتاش: إلى أين ؟
بهار: إلى الساونا
أتاش: الساونا مره أخرى ! فالتنامي في منزلي
بهار: بعد ما حدث قبل قليل أعتقدُ بأن قلبي سيتوقف إن بقيتُ معك أكثر.

استدرتُ ذاهبة ولكنه أمسك بيدي قائلاً
أتاش: حسنًا سأوصلكِ على الأقل
بهار: هل أنت متأكد فأنت لا ترتدي ملابسًا ثقيلة ستصابُ بالمرض
أتاش: لا تقلقي أنا لا أصابُ بالمرض بسهوله.

مشينا سويًا إلى الساونا ببطءٍ شديد وكأن كلانا لا يريد الوصول سريعًا ولكن مهما أبطأنا سيتوجبُ علينا الوصولُ في النهاية.
تركتُ يده الدافئة بصعوبة ودخلتُ إلى الساونا.

كالعادة غيرتُ ملابسي ووضعتُ ما كان علي في الخزانة.
لم أُرد البحث اليوم عن مكانٍ آمن كل ما فعلته هو الذهاب للمكان الذي نمتُ فيه بجواره بالأمس.
لحسن الحظ كان المكان فارغًا فوضعتُ وسادتي واستلقيت.

نار الربيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن