البارت السابع عشر

21.9K 515 11
                                    

( أحتـــــــــواء )

خرج " إلياس " من غرفة والده بعد شجارهما مجدداً  علي طرقات باب الشقة فتح مُبتسماً ودلف " علي " فصافحه ثم أهله وجلسوا في الصالون والأغاني مٌشغلة وبعض الفتيات ترقص ،، دلف " إلياس " للداخل متجه إلى غرفة أخته دق الباب أولاً ففتح له أمه ودخل ،، رأي أخته كحورية الجنة ترتدي فستانها الأحمر بذيل طويل من الخلف واسع وتلف جحابها الذهبي وعلي رأسها تاج فضي وتضع القليل من مساحيق التجميل ،، أبتسم لها وهو يقترب ثم قبل جبينها وهتف بحنان :-
- الف مبروك ياعروسة

- الله يبارك فيك ياحبيبي عقبالك يارب لما أفرح بيك
قالتها بسعادة وهي تنظر علي " دموع " فوقع نظره علي طفلته وهي تجلس علي السرير ترتدي حذاءها منحنية للأسفل ،، كانت تجلس منحنية وشعرها مسدول علي الجانبين يخفي وجهها عن أنظاره وتغلق قفل حذاءها رأت يده تغلقه له ،، رفعت جسدها ونظرها للتقابل عيناهما معاً شعرت بنبضات قلبها القوية وكأنه علي وشك الأنفجار بداخل صدرها ،، تأملته وهو يرتدي بدلته السوداء وقميصه الأبيض وكرافته سيموني لون فستانها ويرفع شعره للأعلي ،، تأملها بأنبهار شديد مُرتدية فستان سيموني اللون طويل وله ذيل بدأ من الخصر طويل مسدول علي الأرض من الخلف وبكم شفاف مغلق الصدر والظهر لا يظهر منها سوي عنقها النحيل وعظمتين الرقبة اللتان يزيدها جمال علي جمالها شعرها الحرير مسدول علي ظهرها وأكتافها مع تاج فضي رقيق  فوق رأسها وحلق أذن طويل يصل لأكتافها وترتدي صندل بكعب عالي لأول مرة في حياتها لتخفي قصرها به أمام الجميع وتضع بعض مساحيق التجميل ،، مسك يدها بين يديه بحنان مُبتسماً بسعادة علي طفلته التي نضجت في ملابسها تخفي طفولتها وبراءتها عن الجميع دق قلبه بجنون وهوس لها وهي تخفي أحلي ما بها ولا تظهره إلا له وحده

سألته بخفوت شديد وخجل من وجود أمه وأخته قائلة :-
- شكلي حلو

رفع نفسه قليلاً وهو يجثو علي ركبتيه ويمسك رأسها بين يديه ثم وضع قبلة علي جبينها بحنان دون خجل من وجود أمه أو أي شيء  فهو لا يخجل من حبها ويريد أن يخبر الكون كله بأنه يعشقها هي وحدها ،، تبسمت بسعادة له فأخرج من جيبه علبة مستطيلة الشكل وفتحها رأت بها سلسلة ذهب علي شكل قلب صغير رقيق جداً علقها بعنقها بسعادة ثم مسكت القلب بأناملها الصغيرة وهي تبتسم له ،، وقف وهو يأخذ ذراعها ويثني ذراعه ليضعه به مُحتويها وفعل المثل لأخته  وخرج بهما الأثنين للضيوف كان الجميع يتسائل عن تلك العروسة الطفلة التي بجواره أعطي أخته للوالده وراءه يرمق " دموع " بغضب علم بأن لن يفلح الأمر مع والده إلا أذا وضعه بالأمر الواقع ،، أوقف الأغاني فنظر الجميع عليه ،، نظر " حبيب " له بغضب وهو يعلم ماذا سيفعل

مسك يدها بيده ثم هتف " إلياس " بصوت مرتفع يسمعه الجميع قائلاً :-
- أقدملكم دموع خطيبتي

ذهل الجميع وبدأ أقاربه يتسائلوا عنها وكيف ومتي حدث ولا تعلم أمه كيف تجيبهم ،، أخرج " علي " الشبكة من الشنطة ووضع دبلته في خنصرها ليلعن للجميع أنها ملكه وحده وبعض الاساور في معصمها وسلسلة عليها صورته ،، صرخوا الاطفال بسعادة طفولية :-
- المأذون جه جه المأذون جه جه

راقصة الحانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن